ظرفاء العرب ليسوا جحا والجاحظ وأشعب، فهناك ظرفاء آخرون وإن كانوا أقل شهرة، نذكر من الشخصيات العربية التي اشتهرت بحماقاتها إلى جانب ظرفها: هبنقة بن ثروان وأبي غبشان الخزاعي، وعبدالله شيخ مهو، وربيعة البكّاء، وعجل بن لجيم، وحمزة بن بيض، وأبي أسيد، ومزبّد، وجامع الصيدلاني، وأزهر الحمار، وابن الجصاص. من نوادر جحا: الحصان والثور دعاه تيمورلنك لركوب دابته والدخول في ميدان السباق ولعب الجريد، فذهب إلى الإسطبل وركب ثوراً هرماً وجاء به، فلما رآه الناس ضحكوا وضجوا فسأله تيمورلنك: كيف تدخل ميدان السباق بهذا الثور؟! فأجابه جحا: إنني جربت هذا الثور منذ عشر سنوات، فكان يسابق الطير في ركضه، فكيف يكون الآن!. الحمار المخللاتي أخذ جحا يبيع مخللاً، وقد ابتاع أدوات المخلل مع حمار المخللاتي، فكان الحمار يعرف البيوت التي تشتري منه، وكلما نادى الشيخ: مخلل.. مخلل كان الحمار ينهق في تلك الأزقة المزدحمة ويغطي بنهيقه صوت جحا، فغضب منه. وذات يوم وصل إلى محلٍ مزدحم، وأخذ الشيخ ينادي: مخلل مخلل، فسبقه الحمار إلى النهيق. فألقى جحا له المقود على عاتقه وحملق بعينيه، وقال: انظر يا هذا أأنت تبيع المخلل أم أنا؟. مذهب مغولي سأل جحا أحد جماعة تيمور لنك: ما مذهبك؟ فأجابه الرجل بعد أن وضع يده على صدره متواضعاً متذللاً: الأمين تيمور كوركان. فقال أحد الحاضرين: اسأله يا سيدي من نبيه؟ فقال جحا: لماذا أسأله، فإذا كان إمامه المعتقد تيمور الأعرج، فبالطبع يكون نبيه جنكيز السفاك.