انطلق السبت الماضي مهرجان صيف صنعاء السياحي السادس بعد غيابه العامين الماضيين بسبب الأحداث التي شهدتها بلادنا.. المهرجان افتتحه يحيى الراعي رئيس مجلس النواب ووزير السياحة الدكتور قاسم سلام وأمين العاصمة عبدالقادر هلال في حديقة السبعين تحت شعار (نحو يمن مدني حديث آمن ومستقر). تحديات عديدة المهرجان السياحي الذي أنطلق بمشاركة أكثر من ألف عارض وعارضة من اليمن، السعودية ومصر يعبر عن حالة الأمن والاستقرار التي يشهدها اليمن حاليا حسب كلمة رئيس مجلس النواب في حفل افتتاح المهرجان في حين أن غياب الأمن والاستقرار من أبرز التحديات التي تواجه السياحة في بلادنا حسب تقرير صادر من وزارة السياحة نشر مؤخرا , حيث أشار التقرير بأن الاختلالات الأمنية المتمثلة في الاختطافات والتقطعات ومضايقات للسياح وظاهرة حمل السلاح من أبرز تلك التحديات ، إلى جانب تحديات أخرى تواجه تطوير المنتج السياحي والاستثمارات السياحية حسب التقرير منها عدم تخصيص مناطق وأراضي محددة للاستثمارات السياحية في جعل هذه المناطق أو المواقع عرضة للسطو والتدمير مما سبب إهدارا للموارد والمقومات السياحية وعدم كفاية البنية التحتية والخدمات اللازمة الملائمة للاستثمارات السياحية والشروط المجحفة في الإقراض وعدم توفر العدالة في حل مشاكل الاستثمارات وأراضيها والشراكة بالابتزاز واتساع نطاق التلوث على الموارد الطبيعية وتدهور المعالم والمواقع التاريخية والأثرية والأضرار المادية والمالية التي لحقت بالمنشآت الاستثمارية السياحية جراء الأحداث خلال العامين الماضيين وتسريح العمالة السياحية المدربة. بالإضافة إلى اختلال بيئة العمل والأطر المؤسسية والقانونية المتمثلة فيما تعرضت له وزارة السياحة من تدمير للبيئة المؤسسية ابتداء من مقر الوزارة في الحصبة وتدمير أنظمة المعلومات الإلكترونية وإتلاف كل ما تمتلكه الوزارة من وثائق وتجهيزات وأثاث بلغت التكلفة التقديرية للأثاث والتجهيزات المفقودة أكثر من «199» مليون ريال , ونوه التقرير إلى أن عدم اهتمام الحكومة لإعادة تهيئة البيئة المناسبة واستعادة كل هذه المفقودات من تجهيزات ونظم معلومات ومحدودية الموازنة التشغيلية لوزارة السياحة وتدني اعتمادات المشاريع التنموية والاستثمارية السياحية المعتمدة للتشغيل فقط »56« مليون ريال أما الاستثمارية فلم تتعدى »41« مليون ريال ناهيك عن عدم تسديد المستحقات القانونية للترويج السياحي من قبل شركة الخطوط الجوية اليمنية وطيران السعيدة لسنوات سابقة حيث بلغت المديونية المستحقة ما يقارب مليار وثلاثمائة وعشرين مليون ريال يمني مما يعيق تنفيذ خطط وبرامج وفعاليات الترويج السياحي محليا ودوليا. وأشار التقرير إلى ضعف الشراكة الحكومية مع الجهات ذات العلاقة مثل الجهات الأمنية والإعلام ومؤسسات التعليم وأجهزة الإرشاد وكذلك وزارة الخارجية وسفاراتها وقنصلياتها في الخارج بالإضافة إلى قصور الشراكة بين القطاع الحكومي العام والقطاع الخاص وضعف الشراكة المجتمعية المحلية في الإسهام في حماية موارد السياحة في المناطق السياحية وضعف دور السلطات المحلية في استغلال واستثمار المقومات السياحية والازدواجية والتداخل في الاختصاصات الوظيفية المتخصصة على الصعيد المركزي والمحلي وضعف الكفاءة والتأهيل للكوادر البشرية المتخصصة على المستوى المركزي والمحلي. مهرجان صيف صنعاء ومع ذلك المهرجان السياحي هو فرصة جيدة للترويج لما تمتلكه اليمن من مقومات سياحية فريدة ومتنوعة لكن الأهم هو نشر الوعي السياحي لدى المواطنين وتعريفهم بأهمية قطاع السياحة في تحسين حالتهم المعيشية والتركيز على معالجة مختلف التحديات السابقة ، وكما نعلم أن مهرجان صيف صنعاء أنطلق للمرة الأولى في 10 يوليو من العام 2006 ولمدة شهر كامل وتواصل حتى المهرجان الخامس في العام 2010 إلا أنه لم يحقق الهدف الرئيسي من إقامة فعاليات المهرجان أو تطويره من خلال الاستفادة من خبرات الشركات العالمية المختصة بتنظيم مثل هذه الفعاليات السياحية والجماهيرية ليجذب اكبر قدر من المواطنين بهدف تعريفهم بأهمية قطاع السياحة في تحسين اقتصاد البلد والارتقاء بمعيشتهم وتوعيتهم بكيفية السلوك السياحي. مشاهد من المهرجان ويستطيع الزائر لحديقة السبعين ولفعاليات المهرجان السياحي لصيف صنعاء الممطر والجميل أن يلاحظ العديد من السلبيات التي تؤدي إلى نتائج عكسية تؤكد عدم اهتمام القائمين على المهرجان على تطوير وتنمية الوعي السياحي لدى المواطن لعل من أبرزها هذه المشاهد مناظر المنظمين لفعاليات المهرجان والجنود المتواجدون وهم يمضغون أوراق القات ، إلى جانب عدم الاهتمام بالنظافة أو تنظيم الباعة المتجولين والذين ينتشرون بشكل عشوائي ، بالإضافة إلى عدم وجود دورات للمياه خاصة أن أكثر مرتادي المهرجان من الأطفال والنساء ، أيضا انتشار مخلفات الخيول والجمال وانبعاث روائح كريهة من اكثر من مكان ، كذلك ارتفاع أسعار تذاكر الألعاب للأطفال إلى مائتين ريال وللحظات معدودة، وأيضاً غياب المحاضرات التوعوية للحاضرين بأهمية السياحة كمورد هام من موارد الاقتصاد الوطني الذي يفترض أن ينعكس على معيشة المواطن..