إن أساس النجاح في أي عمل هو الإدارة، كما أن الإدارات المؤهلة المتعلمة الفاهمة هي الركيزة الأساسية للتطوير والنجاح في أي مجال من المجالات وأن استثمار الكادر البشري المؤهل يعتبر الأساس للنهوض في أي عمل إداري ومتى وجد هذا الكادر في الإدارة الرياضية فستنهض دون أدنى شك وقبل الاستثمار في المال يكون الاستثمار البشري وتستثمر العقول فلا نفع من وجود المال من غير عقول تستطيع أن تديره وتدوره وتنميه وتكبره ولافائدة من مال بيد جاهل.وعند بحثنا للوضع الرياضي في اليمن ومن خلال الواقع الرياضي في الاتحادات والأندية وجد أن أغلب إدارات الاتحادات والأندية غير مؤهلة رياضياً وعلمياً ولايهمها من الرياضة إلا ما تحققه من شهرة إعلامية ومكانة رياضية واجتماعية حيث إن الرياضة تعتبر أقصر الطرق للشهرة والمجد، ومن خلال ذلك وجد أن بعض رجال المال والأعمال والمشايخ يلهثون وبشدة باتجاه الاتحادات والأندية من أجل التلميع والشهرة والإعلام ولعل هذه الشخصيات تربعت على الإدارات الرياضية وتسيدت المشهد الرياضي لزمن طويل قد أثرت فيه سلباً بتدهور الواقع الرياضي بشكل عام وآخرها كان تراجعنا في التصنيف العالمي لكرة القدم إلى آخرالطابور، وبعد نزولنا في استبيان انحصر فشل الرياضة في الآتي: 1 - كثير من إدارات الاتحادات والأندية تعمل بدون استراتيجيات أو خطط ولايوجد لديها رؤية ومشاريع لتطوير الرياضة وليس لديها أهداف مرسومة فالرؤى وبعد النظر منعدم تماماً للمستقبل الرياضي . 2 - معظم هذه الادارات تأتي بحثاً عن الشهرة ليس حباً في الرياضة وذلك لما تملكه من مال أو مكانة البعض القريبة من رجال المال والمشايخ حباً في الحضور الإعلامي والرياضي وبذلك تسحق أمامها كل العقول الرياضية المؤهلة والكادر الإداري المتخصص الذي يمكن أن تستفيد منهم الرياضة وذلك نتيجة عدم وعي الجمعيات العمومية وشراء بعضها لتسلط المال على الاتحادات والأندية. 3 - أغلب هذه الإدارات تعمل بالبركة دون أهداف واضحة لذا فإن فشلها حتمي لأن نظرتها قاصرة وتفكيرها محدود وهذا ما أثبته الواقع الرياضي المؤلم. 4 - غالبية إدارات الاتحادات والأندية من رجال المال والمشايخ إلى جانب مؤيديهم ممن لايفقهون في المجال الإداري ولايحملون مؤهلات رياضية أو علمية وأصبحوا للأسف هم من يديرون الرياضة اليمنية بعقول فارغة. 5 - أصبحت هذه الإدارات في الاتحادات والأندية تشكل تكتلات تعمل على اسقاط وإسكات كل العقول والكوادر المؤهلة المحبة للرياضة التي تقف أمامهم وما ابتعاد كثير من الكوادر الرياضية إلا دليل واضح على ذلك أمثال د.عزام خليفة، د.أبوعلي غالب، ك.جمال حميد... إلخ ولنمثل على ذلك اتحاد كرة القدم ومن أعضائه ومجلس إدارته. 6 - بعض المتنفذين في وزارة الشباب والاتحاد والأندية تسعى جاهدة لتولي شخصيات ليس لها علاقة بالرياضة مناصب إدارية وتقصي الكفاءات الرياضية حتى تظل وحدها في الساحة الرياضية مهيمنة عليها وبهذا أصبحت الرياضة اليمنية تمشى للوراء(ففاقد الشيء لايعطيه). 7 - وجود هذه الإدارات غير المؤهلة في الاتحادات والأندية لفترة طويلة أدى إلى فشل الرياضة اليمنية من خلال إهمالها للفئات العمرية وعدم إقامة البطولات لهذه الفئات بل نسيانها تماماً أدى إلى تراجعنا كثيراً وشحت الملاعب الصغيرة في المحافظات أدى إلى تدهور الرياضة وعدم اكتشاف المواهب لرفد الأندية بالبراعم والفئات العمرية. هذه الأسباب ليست وحدها من أوصلنا إلى هذا الحد رغم أنها كافية لأن تتركنا ردحاً من الزمن نعاني الفشل الرياضي ونحاول النهوض من جديد.. إنما من خلال المتابعة للكثير من الاتحادات والأندية إلى جانب إخفاقها الإداري استطاعت أن تستقطب جهات راعية لها من رجال المال باحثة عن الشهرة وبدلاً من الاستفادة من أموالهم لمصلحة الرياضة زادوا الطين بلة ووثقوا ما ذكرنا سابقاً عن هؤلاء المتعبرين والمتسلقين على الرياضة وبدل استخدام المال في إصلاح الحال الرياضي زادوا الرياضة خراباً وكان الأجدر الانتفاع منهم وبأموالهم بالاستثمار ووضع الاستراتيجيات والخطط.. وثبتت الإدارات فشلها الذريع وتأكد لدى الكثير أن الشخصيات الداعمة تفتقر كذلك للعلم والمعرفة وفرضت نفسها على الرياضة وتحكمت بمصيرها لمصالحها الشخصية ووجدنا أنها لاتريد ولاترغب في التخطيط السليم بوضع الخطط والاستراتيجيات لاستثمار الأموال لمصلحة وخدمة الأندية وذهبت تلك الأموال دون فائدة أو مردود نتيجة المصلحة والفهم القاصر للأسباب التالية: 1 - التعاقد مع المدربين العرب والعجم بمبالغ كبيرة جداً كلفت خزانة الأندية ملايين الريالات، مع التوضيح أن بعض الأندية تتعاقد مع هؤلاء المدربين وليس لديها ملعب تتدرب عليه وإن وجد فهو ترابي مليء بالأحجار . 2 - ذهبت هذه الأموال في شراء محترفين عرب وأفارقة وهم ليسوا على مستوى الاحتراف وتطوير الكرة اليمنية وإفادتها وكان الأجدر بهم الاهتمام بالفئات العمرية والسعي لتطويرها. 3 - ظلت البنية التحتية للأندية دون اهتمام بها أو بنائه أو استثمارها وكان من الممكن كل ذلك حتى تزيد إيرادات الأندية . 4 - عدم التوجه الجاد من الداعمين والإدارات للاستثمار الجيد للبنية التحتية للأندية حتى تعتمد الأندية على نفسها في المستقبل وتصبح تدير نفسها بدل الاعتماد الكامل على الدولة أو التسول من رجال المال. 5 - فرض الشخصيات الداعمة لإدارات معينة وأشخاص معنيين في الاتحادات والأندية وأصبح توجههم أنهم لن يدعموا الرياضة أو الأندية إلا بوجود هذه الشخصيات فأصبحت ديمقراطيتهم قولوا ما نريد وانتخبوا من نريد وبمالنا نعمل ما نريد. كل تلك الصرفيات وإهدار الأموال فيما ليس فيه يوضح لنا الفشل الاداري الذريع بحيث نرى ونلاحظ بعض الأندية تصرف أموالاً كبيرة جداً على لعبة معينة دون مردود فني واضح ورغم الصرفيات الكبيرة جداً نرى تلك الأندية تحتل مواقع في الدوري لاتتناسب مع حجم صرفياتها المبالغ فيها. وهنا يجب أن تتدارك الجمعيات العمومية هذه الاخفاقات وتحسن اختيار ممثليها للاتحادات والأندية من الكوادر الرياضية المؤهلة بعيداً عن زج من ليس لهم علاقة بالرياضة ارضاءً لبعض الشخصيات وعلى رجال المال الدعمين المحبين للرياضة يجب ان يكون دعمهم بعيداً عن الوصاية وفرض أسماء ليس لها علاقة بالواقع الرياضي وليس لديها معرفة وعلم وتترك الاتحادات تسير من أبناء ألعابها، والأندية تسير من أبنائها بعيداً عن التسلط والتحكم للاتحادات والأندية وشراء النفوس الضعيفة وأصحاب المصالح *