تنطلق اليوم السبت فعاليات الاجتماع رقم 125 للجمعية العمومية «الكونغرس» للجنة الأولمبية الدولية على مسرح «كولون» في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيرس، دون مشاركة رئيسة الأرجنتين كريستينا فيرنانديز دي كريشنر .. وتستمرّ اجتماعات الكونغرس الأولمبي حتى يوم الأربعاء المقبل على هذا المسرح الذي يعتبر من أكبر دور الأوبرا في العالم. ومن المقرّر أن يتّخذ الكونغرس الأولمبي ثلاثة من أهمّ القرارات في تاريخ الحركة الأولمبية، اختيار المدينة التي ستحظى بشرف استضافة دورة الألعاب الأولمبية عام 2020، والرئيس الجديد للجنة الأولمبية الدولية، والرياضات التي ستدرج في البرنامج الأولمبي .. وعادة ما يلقي رؤساء الدول أو الحكومات كلمة في افتتاح اجتماعات الكونغرس التي تقام في دولهم ولكن لن يكون الحال هكذا اليوم ، إذ إن رئيسة الأرجنتين كريستينا فرنانديز دي كيرشنرستغيب عن انطلاق الاجتماعات لتواجدها حالياً في روسيا للمشاركة في قمّة مجموعة العشرين، مما سيدفع بأحد معارضيها السياسيين وهو ماوريسيو ماكري عمدة بوينس آيرس لإلقاء الكلمة .. كما يلقي البلجيكي جاك روغ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، وخيراردو ويرثن رئيس اللجنة الأولمبية الأرجنتينية كلمتين في افتتاح الاجتماعات . صراع ثلاثي وفي ذات الشأن سيصل السباق على استضافة دورة الألعاب الاولمبية 2020 الى محطته الاخيرة عندما تعلن اللجنة الاولمبية الدولية اسم المدينة الفائزة بالاستضافة والمنافسة محتدمة بين طوكيو ومدريدواسطنبول بعد عامين من السعي الحثيث للمتنافسين .. ولا يمكن اعتبار أي من المدن الثلاث هي الأكثر قربا من استضافة الألعاب الصيفية عام 2020. ويعكف منظمو عروض المدن الثلاث على اعداد اخر اوراقهم لطرحها في الأرجنتين وسيدعمهم ظهور قادة سياسيين ومشاهير ويقول مسؤولون باللجنة الاولمبية الدولية إن هذه اكثر مرة يكون فيها الصراع على استضافة الألعاب متقارب المستوى بشكل كبير .. وقال توماس باخ نائب رئيس اللجنة الاولمبية “الأمر يختلف عن ذي قبل عندما كان القرار متخذا بالفعل في أحيان كثيرة” .. وأضاف:«هذه المرة أعتقد أن تقديم العروض في بوينس ايرس سوف يلعب دوراً مهماً وربما يكون حاسما». مقومات ومزايا وسعت المدن الثلاث الى ابراز مقوماتها والمزايا التي تتمتع بها في سعيها لاستضافة الألعاب الاولمبية .. وتعتزم اسطنبول التي تقع في اوروبا وآسيا استضافة الألعاب في شطريها وتأمل تركيا أن تصبح أول دولة ذات أغلبية مسلمة تنظم الألعاب .. وتأمل طوكيو في استضافة الألعاب للمرة الثانية في تاريخها بعد عام 1964 وتعتقد أن عرضها بمثابة خيار آمن وقوي في ظل الاجواء الاقتصادية العصيبة كما ان لديها منشآت استضافت الألعاب السابقة سوف تدخل الخدمة مجدد .. وتعول مدريد - التي تسعى لاستضافة الألعاب للمرة الثالثة على التوالي - على العدد الكبير من المنشآت الموجودة بالفعل وتضع الرياضة في قلب عرضها للاستضافة. عوامل إضافية لكن من المرجح أن يعتمد اختيار اعضاء اللجنة الاولمبية على عوامل لا علاقة لها بالألعاب ايضا .. وهذه هي المحاولة الخامسة لاسطنبول لاستضافة الألعاب في المرات الست الاخيرة وعانت من احتجاجات ضد الحكومة في يونيو امتدت الى معظم انحاء البلاد مما أفقد اسطنبول بعضا من قوة الدفع .. وخفت حدة المظاهرات الان لكن من المرجح أن يسافر رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي الى الارجنتين لمساندة عرض اسطنبول لكن الأمر سوف يطرح علامات استفهام بشأن حالة الرضا الشعبي داخل البلاد. كما أن المخاوف من امتداد الصراع المتصاعد في سوريا المجاورة الى مناطق أخرى في الشرق الاوسط لها ما يبررها في ظل تدخل عسكري امريكي محتمل .. ويهون مسؤولو عرض اسطنبول واللجنة الاولمبية الدولية من هذه المخاوف قائلين إن تركيا تستطيع التعامل مع المخاوف الامنية كما تراجعت الاحتجاجات. وسقط عدد من الرياضيين الاتراك في اختبارات منشطات مما بدا أنها ضربة أخرى لعرض اسطنبول لاستضافة الألعاب رغم أن المدينة التركية لاتريد الاعتراف بذلك. وقال حسن ارات رئيس عرض اسطنبول:«ما حدث في تركيا من احتجاجات وحالات منشطات أريد اعتباره أمراً إيجابياً» .. وأضاف:«الاحتجاجات انتهت في تركيا ولم تعد هناك مشكلة. انها ليست مشكلة كبيرة لتركيا ، فيما يتعلق بالمنشطات فإن تركيا تقوم بعملية تنظيف للرياضة ولا تهاون مطلقا (مع الغشاشين) إنها رسالة واضحة تماما. وتعاني اسبانيا من الركود بشكل متقطع منذ عام 2008 وارتفعت البطالة الى 27 بالمئة ومن المتوقع أن تستمر اسبانيا في حالة التراجع الاقتصادي لمدة عام آخر على الأقل .. واعترف ماريانو راخوي رئيس وزراء اسبانيا بفضيحة فساد أضرت بصورة البلاد خارجها وترتكز على مزاعم أن حزبه حصل على الملايين من اليورو في صورة تبرعات ذهبت الى عدد من ابرز قادته ومنهم راخوي نفسه .. لكن مسؤولي عرض مدريد سيدفعون بالطبع أن هذا الأمر لا علاقة له بالألعاب التي ستقام بعد سبع سنوات. أما طوكيو التي فشلت في استضافة اولمبياد 2016 الذي ذهب الى ريو دي جانيرو فالبعض يري أن لديها مزية طفيفة على المنافسين لكن الزلزال المدمر الذي ضربها عام 2011 والكارثة النووية التالية في مفاعل فوكوشيما ربما تكون سببا في المتاعب .. ومع استمرار تدفق الماء الملوث بالاشعاع الى المحيط ورفع اليابان مستوى خطر التسرب فان مثل هذه الانباء لا ترغب فيها طوكيو مطلقا .. وقال ناوكي اينوسي رئيس بلدية طوكيو فيما يتعلق باستضافة الألعاب فان الوضع في فوكوشيما لن يؤثر على طوكيو .. لكن هذا التسرب هو الخامس والأسوأ منذ وقوع الكارثة ويصعب التنبؤ بتطور الموقف خلال الأعوام المقبلة.