هي زعفران القدسي ، أينما حلّت ألقت بهمّها وشكواها من جور ما تعانيه من مكتب التربية والتعليم في مديرية صالة.. فلا عطر زعفراني يتسلّل من خمارها.. بل روائح قهر وإحباط تبوحه فيكسو المكان..! خلاصة قصتها وشكواها إلى الصحيفة إنها أسست جمعية نسوية لتعليم الكبار مهارات يدوية في العام 2004م بمجهودها الشخصي واستأجرت للجمعية مبنى مكوناً من عدة فصول حتى صار الآن يناهز “12” فصلاً دراسياً مستعينة ببيع مجوهراتها وأرض زوجها حد قولها وأسمت الجمعية ب جمعية “المجاهد” نسبة إلى لقب زوجها.. وبعد مضي أربع سنوات من التأسيس نصحها البعض بأن تستغل المبنى صباحاً كمدرسة للكبار، ومساءً جمعية بعد أن أنهكتها إيجاراته المتنامية والبالغة اليوم “150” ألف ريال شهرياً بافتتاح مدرسة محو أمية أو مركز، أو ما كان تحت أي مسمى لخدمة نساء حي الشماسي المحيط بالجمعية التي حظيت بقدر متواضع من الدعم الرسمي عبر مكتب الشئون الاجتماعية والعمل والوزارة ووكيل المحافظة الشيخ عبدالله أمير، نفذت الفكرة وتوجهت زعفران بعد ذلك إلى مكتب التربية والتعليم في المديرية لطلب كادر تعليمي نسوي في العام 2008م عندما بدأت بفصلين أساسيين وعاماً تلو عام زادت الفصول حتى صارت “12”، فصلاً ما يعني أن المدرسة صارت أساسية وثانوية إلى اليوم ومكونة من فصل واحد فقط من كل مرحلة، وبرسوم دراسية رمزية تتراوح بين “3 4” آلاف ريال في العام بأكمله.. تقول الأخت زعفران: المدارس الخاصة تتقاضى من “100 300” ألف ريال في السنة لأن الكادر والمبنى على حسابهم، ونحن نتقاضى ذلك المبلغ الزهيد لأن الكادر الحكومي والإيجار البالغ في العام الواحد نحو مليون ونصف مليون ريال أدفعه من الرسوم ومنه أسدّد الفواتير وراتب لي ولزوجي ال “حارس” ولكوني مؤسسة المدرسة والجمعية ولست موظفة في الحكومة ولا تربوية وتعليمي على قدري، بل وأدرس مع الطالبات لم يتمكن المعنيون في تربية صالة من تعيين في المدرسة سوى “مشرفة” عليها، ومن ثم عينوا مديرة من لديهم مؤهلة وجامعية، ومن بعدها مديرة أخرى، وبالاتفاق الخطي بيننا تتسلّم هي ختم المدرسة، وتدير الجوانب التعليمية والتربوية في المدرسة ولدى المعنيين، فيما توكل إلي مهام استلام الرسوم وشراء المستلزمات والأوراق، وتسديد الفواتير ووو...الخ. وبعد أن أمضينا فترة على هذا التوزيع للمهام أوكلت المديرية إلى نفسها مهمة تصوير أوراق الامتحانات النهائية للعام الماضي فلم أعارض، وما أن حان وقت تسليم الشهائد للطالبات حتى بدأت المديرية ترفض تسليمها لا إلى الطالبات ولا إلى المديرية وحتى اليوم ورغم بداية العام الدراسي الجديد - لا تزال الطالبات بلا نتائج ويطالبنني بها ويحملنني المسئولية ويلقين عليّ التهم والسب أحياناً، وأنا لا ذنب لي ولست مخولة بالنتائج المحتجزة لدى المديرة التي تركت الدوام منذ بداية العام وفضّلت البقاء في مكتب مدير التربية في المديرية.. هاتفنا الأخ صادق الدعيس للتأكد من ذلك فأكد ما قيل بأن المديرة تشترط استعادة ما أنفقته من جيبها بتصوير الامتحانات والنتائج لكنه ألقى اللوم على مشرفة المدرسة.. وبمساءلة الأخيرة “زعفران” ردت بأن لا شأن لها بذلك كون المديرة هي من تدخلت فيما لا يعنيها من الشئون المالية وكان عليها أن تواجه ذلك بحذر وتنسيق فيما بينهن. من جانبه يرى مدير التربية في مديرية صالة وبعض المفتشين ممن هاتفناهم أن المدرسة خرجت عن مسارها في تعليم الكبار ومحو الأمية.. إلى استيعاب بعض الطالبات الفاشلات والراسبات في المدارس الحكومية لسهولة النجاح في هذه المدرسة، وهو مالا تعتبره زعفران مسئوليتها بل مسئولية مديرة المدرسة وكادرها التربوي لكنها لا تخفي مخاوفها من تهديد البعض بإغلاق المدرسة ..لتلك الأسباب، وحيال ذلك تشكو الأخت زعفران معززة شكواها بتوجيهات وكيل المحافظة الشيخ عبدالله أمير قائلة: بصراحة إنهم يتخبّطون ويتذمّرون من رفضي التعامل معهم، كما تتعامل معهم المدارس الخاصة! لكن وضع المدرسين مختلفاً، فالمبنى مبني والكراسي والماسات وكامل الأثاث والتجهيز، وبهذا أكون قد وفرت على الدولة كل ذلك، فيما عشرات المدارس في أطراف المدن ووسطها يدرسون على البلاط.. لكن حسبي الله ونعم الوكيل، وإلى الله أشكوهم، وإلى محافظ المحافظة.. عندما يعود من الخارج. الختام: يقول أحد المفتشين في تربية صالة متعاطفاً مع زعفران وطالباتها المحرومات من النتائج للعام الماضي: إذا كانت المدرسة فعلاً قد خرجت عن مسارها وخالفت شروطها، فما ذنب الطالبات؟.. والأولى اتخاذ أي إجراء لإغلاق المدرسة إن كان منها ضرر بنقل كادرها كأبسط حل لا باحتجاز الشهائد وفتح مجال الاتهامات بأن الغرض من ذلك هو البيع والشراء في نتائج الطالبات قبل عودتهن إلى المدرسة! ويختتم المصدر : لكن كادر المدرسة لا يزال يعمل لديها ولا مشكلة، وكل المضايقات غير مبرّرة.