أنت رقم عالمي في الأخير !! ولست انساناً يقاتل من اجل وطن ! هذا ما تشعر به وانت تتفقد هاتفك الخليوي ! لا أدري أين فقدت تلفوني ! خلال اسبوعين مررت بمطارات ومدن من تعز الى صنعاء الى القاهرة الى اسطنبول الى تونس وعودة الى اسطنبول ثم جنيف ثم لوزان ونمت في منترو !! لأصحو ابحث بين كوم الورق عن هاتف يرن ولا مجيب ! اعجبني في البدء هذا الصمت الجميل وانك لا تعرف من اخبار القلق شيئاً ولا احد يعرف اين انت واين رمت بك الطائرات وتلقفتك ارصفة المدن ! لحظة من الحرية لا تعوض! ايام بلا هاتف يرن ولا رسالة تخبرك بانتهاء رصيدك ! ولا تانجو ولا فيبر ولا ولا ولا ! لتكتشف بعد ذلك اذا اردت ان تعرف اين هاتفك ومن انت عليك ان تخاطب شركة يرد عليك العامل فيها من هاتف ليس بالضرورة ان يكون بنفس البلد قد يكون بالفلبين او تونس ! انت هنا رقم تتبع فودفون او اتصالات او اي شركة عالمية . بياناتك عندهم وسير تحركك عندهم وتقرير نصف حياتك عندهم ! لا وطن ولا سلام جمهوري ولا ملكي ولا رئيس مخابرات ولا وزراء مخبرون ! ولا تقاسم كراسي ! بل انت رقم في سجل شركة وبياناتك في شريحة !... وبدون شريحة انت صفر يسير على رصيف مهمل لا يسمع به احد ولا يرقبه احد ولا يعرف عنه احد ! تضحك وانت تفكر بوطن يقسم ويتشظى وشعب يقاتل ليكون له اسم وشربة ماء ! والعالم يحولنا الى شرائح معبأة في جهاز صغير بجيب بنطلونك لا اكثر!!