فك قيدي فلقد ضقت به ذرعاً وضاقت بأنيني وصراخي الأمكنة فك قيدي أيها المملوء إيماناً وكفراً أيها المملوء بغضاً وغراماً بطغاة السلطنة آن أن نمضي سوياً يا أخ الحزن ويا جرح فؤادي لنداوي أمة أضحت على مدّ الأيادي للأعادي مدمنة فك قيدي أيها المسكون بالخوف تعلّم كيف تحيا دون خوف وتعلّم لبس ثوب غير ثوب المسكنة أوَلا تدري بأن الخوف يغدو خائفاً لو صرخت في وجهه رافضة ظلم الطغاة الألسنة أنت إنسان كريم كيف ترضى أن ترى منبطحاً طوعاً لكي تمشي عليك الأحصنة كيف ترضى أن تغنّي وثوانيك مآسي وجراح بجراح مثخنة أتداريها بذل وتداويها بترديد أهازيج وألحان الجموع المذعنة أوَ ما يكفيك ما فيك وما فينا من الأحزان والبؤس ومن جور الخطوب المزمنة؟ فك قيدي بإباءٍ وبصوت صرصري يذر الأرض لهيباً وجحيماً تحت أقدام كبار الكهنة سيقولون: أتعصينا وتأتي بدعة؟ قف أبياً لا تجادلهم فما تأتيه حقاً بدعة لكنها مستحسنة سيقولون : سنعطيك.. سنحميك.. كلام باله المذياع في آذاننا كل صباح ومساء عبر كل الأزمنة سيقولون : لنا فضل على الأوطان والناس ادعاء كبغي تدّعي زوراً وبهتاناً عفاف المحصنة سيقولون : سنطوي صفحة الماضي ونبني ما تداعى فامنحونا فرصة ثانية كلا سئمنا من سياسات العقول العفنة قل لهم : يا أيها ألا.... يكفينا ويكفينا فقد ضقنا بكم ذرعاً وتقنا أن نراكم كدخان لفظته المدخنة