- مشاهد كثيرة توحي اليوم أن الفجوة لازالت قائمة بين الإعلام الرياضي وبين كثير من المسؤولين عن الرياضة اليمنية سواء وزارة أو اتحادات أوحتى أندية الشفافية في التعاطي والتواصل بين الطرفين غير متوفرة ، والغموض يكتنف العلاقات، والنفعية هي المحركة للتواصل بينهما ، سرعان ما تنتهي عملية التواصل بانتهاء تحقيق المصلحة. - أقر للجميع أن سبب اتساع الفجوة التي ندور حولها هو غياب الكيان الرسمي للإعلام الرياضي الذي لو كان متواجداً بالفعل لما كانت حالتنا «مبعثرة» كإعلاميين، ولما تجرّأ شخص من الانتقاص من أي قلم رياضي مادام وهو يمارس عمله بمهنية عالية بعيداً عن البحث عن فتات هذا أو فتات ذاك ، وكما قيل في الأثر (إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية) المتباعدة ، ونحن كأقلام رياضية نؤكل كل يوم من طرف ويضحك هذا على بعضنا ويتطاول ذاك على آخرين ، وهلم جرّا حتى أصبح حالنا ينطبق عليه المثل “ شذر مذر” و«تفرقت أيدي سبأ». - عام 2013م قارب على الرحيل وكياننا الإعلامي لازال في شتات برغم ما كان من انتعاش مؤقت عاشه للحظة إبان استضافة تعز لمؤتمر الرياضة الأول وشكلت اللجان لإعادة الاعتبار لهذا الكيان وانتظرنا أن يكون هناك تحرك للأمام بهدف ردم الفجوة أولاً فيما بيننا أسرة الإعلام الرياضي حتى ننطلق لردم الفجوات التي بيننا وبين كثير من الأطر الرياضية لكن يبدو أن كبار وعمالقة الإعلام الرياضي الذين أعطوا ثقة من كانوا في المؤتمر الرياضي الأول توقفوا في نقطة محفوفة بالألغام لا يقدرون على تجاوزها وان هناك من أريد لهم أن يقفوا في وسط الطريق ولا يتجاوزونه إلى النهاية. - لن اشكك بزملاء كبار ولكن أتساءل: ما الذي حصل؟ ولمَ توقف السير؟ ومتى ستعاودون التحرك؟ - أسئلتي تطرح من حرصي على أن أكون في أسرة قوية بأقلام رياضية شجاعة ومهنية ، وحبي على أن يجتمع الكل في كيان واحد بدون تحسس من لون أو شخص. - بالأمس القريب اتهم رئيس اتحاد القدم الإعلام الرياضي بالارتزاق ، وبعدها عاد وطالب بفتح صفحة جديدة مع الإعلام الرياضي ، وانقسمت الأقلام حيال ذلك إلى قسمين وقال كل طرف ما فيه الكفاية ، وأفرغ البعض ما في جعبته ضد العيسي الذي لن أدافع عنه فهو أجدر أن يدافع عن نفسه. - لكن لو كان كياننا اتحاد الإعلام الرياضي متواجداً بقوة في الساحة هل كان سيحصل ما حصل من هجوم على العيسي أو غيره أو اتهام العيسي للإعلام الرياضي بأنهم «مرتزقة» فوجود الكيان سيمنع تجاوز المهنية وسيوقف كل من يخرج عن الأدب في طرحه ويتعدى على الآخرين بدون بينة أو حقائق ، وسيحمي في نفس الوقت الإعلاميين من التهكم والتطاول عليهم من رئيس اتحاد أو وزير أو مدير مكتب أو حتى فراش. - اعتقد أن ما حصل في الأيام الماضية من مهاترات ومن دعوات لفتح صفحة جديدة هي بداية للتنازل الايجابي في اتجاه تحسين العلاقات بين كل الأطراف في الوسط الرياضي ، وهو ما نريده من الجميع “قليل من التنازل” تعود الحياة للعلاقات بين كل الأطراف ويبدأ الكل التركيز من أجل النجاح للكرة اليمنية وبقية الألعاب. - العيسي أخطأ نعم، لكن في المقابل هناك من يخطئ بحقنا أكثر ولكن لا تظهر تلك الأخطاء كما ظهر خطأ رئيس القدم ، ونحن أخطأنا كذلك أن قابلنا الخطأ بخطأ أكبر ، وبين الخطأين تبرز الشجاعة من طرف أو من الطرفين بالاعتراف بالخطأ ، وهو ما كان عندما طالب العيسي بفتح صفحة جديدة مع بداية الموسم الجديد وهى دعوة منه بمثابة إنه كان في خطأ وعلينا أن نقابل تلك الدعوة بحسن النية ونباركها ونقدم التنازل لمصلحة الرياضة اليمنية أولاً ثم لتجاوز الخلافات التي توسعت في الماضي والكل يعرف سببها. * عمق الهام : - بقاء كيان الإعلام الرياضي مفككاً ومشرذماً سيؤدي إلى مزيد من الفجوة بين كل الأقلام ولن يفيد الرياضة التي يعتبر الإعلام الرياضي مرآتها وميكروسكوبها ، فهل آن الأوان قبل رحيل 2013م للم الشمل؟.