المتابع للشأن الرياضي يدرك أن الفساد بدأ يتغلغل بقوة في المجال الرياضي، وأن الرياضة القائمة على أساس المنافسة الشريفة ليست بمنأى عن ذلك، ما يقتضي وقوف الجميع لمواجهة الفساد بشتى أشكاله. ويتضح جلياً مدى توغل الفساد في قطاع الرياضة من خلال عدد من الممارسات لقيادات العمل الرياضي سواء في الوزارة أو الاتحادات الرياضية، ما يهدد بإفساد عقول الشباب؛ باعتبارهم أكثر من يمارسون الرياضة، وأكبر شريحة في المجتمع، ومن يعول عليهم بناء اليمن بصفتهم قادة المستقبل . من مظاهر الفساد في المجال الرياضي سعي بعض رؤساء الاتحادات الرياضية إلى التفاخر بإنجازات وهمية، كاختراع المركز الثالث مكرر في بطولة خارجية في لعبة الشطرنج أو تهويلهم لإنجازات خارجية في بطولات شارك فيها عدد قليل من المنتخبات وغيرها من المظاهر التي لاتتسع هذه المساحة لذكرها. كما أضحى بعض اللاعبين لايعرفون إلى من يذهبون ليشكون ممارسات مسؤوليهم في الاتحادات الرياضية؛ لأن كثيراً من هؤلاء المسؤولين يعملون كقيادات في وزارة الشباب والرياضة. الفساد الرياضي انعكس سلباً على الإعلام الرياضي الذي يعاني أصلاً من تشتت كيانه، الأمر الذي يشجعه بعض قيادات العمل الرياضي، غير مدركين أن السحر سينقلب على الساحر مهما طال أمده، بدليل أن بعض تلك القيادات باتت تشكو بمرارة من هذا الإعلام، كان آخرها ما تحدث به رئيس اتحاد كرة القدم أحمد العيسي في المحلق الرياضي لصحيفة الرياضة. العيسي ك"أنموذج" شكا من الإعلام الرياضي رغم أنه من عمل ويعمل على إفساده من خلال مبدأ "إذا لم تكن معي فأنت ضدي"، وكان الأولى به أن يصلح أوضاع اتحاده حتى لايكون مدعاة للنقد الذي يعتبره العيسي إساءة له، كما أن عليه مراجعة تصرفاته وتحيزه لبعض الوسائل والأقلام الصحفية التي تقف معه من أجل مصالح شخصية بعيداً عن المهنية.