أكدت نائبة رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا إنجر أندرسون أن البنك الدولي مستعد لتقديم المساعدة لليمن لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي وصفته ب« التاريخي ». وقالت أندرسون في مؤتمر صحفي عقدته أمس بصنعاء في ختام زيارتها لليمن :« إننا وبالتعاون مع شركائنا ملتزمون بمساعد اليمن على خلق البيئة المناسبة من أجل نجاح تنفيذ نتائج مؤتمر الحوار الوطني » .. مبينة أن البنك يتابع باهتمام مؤتمر الحوار الوطني الشامل ويتطلع إلى نجاحه ليستطيع أن يعمل مع الحكومة اليمنية في مجالات الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية لإحداث فرق حقيقي في حياة جميع اليمنيين. وأشارت إلى أن التنمية السياسية لا تعتبر مستدامة إلا إذا تزامنت مع إحراز تقدم في الجانب الاقتصادي وأن شباب اليمن ورجاله ونساءه يريدون أن يشهدوا مستقبلا أكثر إشراقا لبلدهم على المدى القريب وأن يوفر لهم هذا التحول التاريخي المزيد من فرص العمل وتحسين الدخل وتعزيز الوصول إلى البنية التحتية الأساسية والخدمات الاجتماعية وبيئة سياسية أكثر شفافية و شاملة. وطالبت أندرسون حكومة الوفاق بضرورة المضي قدماً في تنفيذ أجندة الإصلاحات من خلال التركيز على الحكم الرشيد والشفافية والمساءلة .. داعية في ذات الوقت الجهات المانحة والشركاء الدوليين سرعة الوفاء بتعهداتهم على ضوء الالتزامات المتفق عليها في الاجتماع الأخير لمجموعة أصدقاء اليمن والذي عقد في سبتمبر الماضي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويوك. وكشفت نائبة رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا أن المبلغ المقدم من البنك الدولي لليمن في المرحلة الراهنة يبلغ قرابة المليار دولار أمريكي .. موضحة أن هذا المبلغ يغطي مساعدات تشمل قطاعات التعليم والصحة والحماية الاجتماعية والأمن الاجتماعي والنقل والمياه والطاقة والتنمية الحضرية والزراعة والري والقطاع المالي وتغطي طيفاً واسعاً من الجمهورية اليمنية . وبينت أن كل ما يقدمه البنك الدولي لليمن من مساعدات هي في شكل منح وليست قروضاً وأن البنك سيواصل تقديم الدعم للقطاعات الحيوية في اليمن خلال المرحلة القادمة بنفس المستوى الحالي . وأردفت أندرسون قائلة: «إن البنك الدولي وافق حتى الآن على سبع منح جديدة لليمن وبمبلغ 317 مليون دولار أمريكي من إجمالي ما تعهد به في مؤتمر المانحين في الرياض في سبتمبر من العام الماضي لدعم اليمن خلال المرحلة الانتقالية والبالغ 400 مليون دولار ليبقى مبلغ بحوالي 83 مليون دولار سوف يتم التوقيع عليه في ابريل 2014م ، ليكون البنك الدولي بذلك قد دفع حوالي 80 بالمائة من إجمالي تعهداته لليمن في مؤتمر أصدقاء اليمن في الرياض ».. وتابعت « إن مؤتمر المانحين في الرياض حشد ما يقارب من 7,9 مليارات دولار أمريكي لمساعدة اليمن ،حيث تم حتى الآن تخصيص حوالي 6 مليارات دولار أمريكي و المصادقة على أكثر من 4 مليارات دولار بينما تم صرف أكثر من 2 مليار دولار » .. مثمنة دور مجموعة أصدقاء اليمن التي تجتمع مرتين في العام لتقييم مستوى الانجاز والتقدم المحرز في إطار المسؤوليات المشتركة الموقعة بين الحكومة اليمنية والمانحين.. ولفتت نائبة رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أن زيارتها الحالية لليمن استهدفت الإطلاع على ما يجري في اليمن من تطورات على صعيد الحوار الوطني وتأكيد ما يسعى إليه البنك من ختام ناجح لهذا المؤتمر ووضع أسس الدعم لما بعد المرحلة الانتقالية .. موضحة أن الشأن الاقتصادي هو الموضوع البارز الذي تم مناقشته خلال لقائها بالاخ الرئيس عبدربه منصور هادى برئيس الجمهورية ورئيس وأعضاء الحكومة وممثلي القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني في اليمن لما له من أهمية كبرى لمستقبل اليمن. وأكدت أن الإنجاز والنجاح السياسي لن يتأتى إلا إذا كان هناك انجاز ونجاح اقتصادي.. مشيرة إلى أهمية الطاقة الكهربائية في اليمن وحاجتها إلى كثير من التركيز والاهتمام في الوقت الراهن . وقالت :« هناك حاجة إلى إصلاحات تشمل مجمل قطاع الطاقة ولدى البنك الدولي محفظة نشطة فيما يتعلق بدعم هذا القطاع ونعمل الآن مع الصندوق السعودي للبدء بمشروع إنتاج الطاقة الكهربائية بالرياح في المخا».