تصبح فجأة على موعد مع الملل فور أن تتحرك إشارة “الستلايت” نحو إحدى قنواتنا اليمنية، فتلك القنوات لا تفتئ تكرر نفسها وتعيد إنتاج مللها بصور متعددة، حيث يظهر التجديد فقط في إظهار أنواع أخرى من الملل والسقم والضيق.. وطلعة الروح! حين تفكر – مجرد تفكير- في متابعة قناة يمنية لابد أن تكون مستعداً لعواقب الأمر، وتقوم بتهيئة نفسك لدقائق عصيبة ستمر عليك، لن تحتملها إن كنت سريع الانفعال، أو شديد التوتر، أو مصاب بإحدى الأمراض الخطيرة، ولذلك لا ينصح بمشاهدة تلك القنوات إلا للأصِحاء الأشِداء أو لمن كانوا بلا قلوب! كل حكايات إعلامنا “كيني ميني”، وقنواتنا ليست سوى “دحباش” الذي يضحك علينا كل حين، حتى صار الملل يعاقر أرواحنا “عيني عينك” ودون أي خجلٍ أو حياء ، ونحن المتابعون نرزح تحت طائلة الهم الذي يصبح “همَّي وهمَّك” وهمَّ الجميع! الوجوه نفس الوجوه، والأفكار هي ذاتها لم تتغير، والميزانيات لا زالت على ما هي عليه بأقل المبالغ وأبخس الأثمان، ما يتغير هو نسبة الملل من قناة إلى أخرى وبفوارق طفيفة لا تذكر! في كل الأمور دائماً ما أقول أن شيئاً من العمل سيقلب الموازين، ويجعل تلك الأمور في تحسن مستمر، إلا أنه في المجال الإعلامي بالذات أشعر وكأننا بحاجة إلى ”معجزة” تنتشلنا من كل هذا السقوط الذي نحن فيه، فحالة قنواتنا بالذات أصعب مما يعرف الكثير! لا أريد أن أقتل في روح أحد نبض الأمل، لكن روحي بحاجة أيضاً إلى نبضٍ يعيد لها الحياة، فتستعيد به. آملا أن ترى إعلاماً حقيقياً، لا إعلاماً يكون السبب في أمراض القلب والضغط والسكر وتصلُّب الشرايين..!