توطئة: لعلي لا أبالغ إن قلت إن نجمنا الكبير والأسطوري عبر هذه الإطلالة وهي الثانية له ضمن هذه المساحة التي خصصتها رياضة الجمهورية لنجوم الزمن الجميل من فرسان العصر الذهبي لرياضتنا اليمنية، النجم الكبير سعيد دعالة يختلف كل الاختلاف عن أولئك النجوم ممن سبق لي وللجمهورية الصحيفة تدوين عطاءاتهم الخالدة، فالنجم العملاق سعيد دعالة لاتفيه عشرات الصفحات المكتوبة حقه أياً كانت غزارة وبلاغة المفردات فنجمنا الرائع سعيد دعالة كي يُعطى حقه كاملاً لابد لأي كاتب إن أراد إنصافه والإبحار في محيط إبداعاته أن يتفرغ لأسابيع وشهور حتى يتمكن من استخراج تلكم اللآلئ والجواهر الثمينة ورصد وتدوين تلكم المسيرة الكروية الحافلة بكل أشكال العطاء والإبداع عبر كتاب متكامل فالمسيرة الرياضية الحافلة لسعيد دعالة العملاق أكثر من أن تدون في حلقة أو أكثر .. والآن دعونا نعود إلى ما تبقى من سرد وتدوين لمسيرة العملاق سعيد دعالة. دعالة يهزم المنتخب البرازيلي كنت قد أشرت خلال الاطلالة الأولى لعدد الأحد الماضي عبر هذه الصفحة إلى أننا سوف نتناول بعض المحطات الإبداعية في مسيرته الكروية في أكثر من محفل وأكثر من مناسبة وبداية دعونا نعرج إلى تلكم المواجهة الكروية التاريخية التي خاضها نجمنا العملاق سعيد دعالة في العاصمة الصومالية مقديشو حينما مثل منتخب هورسيد أمام المنتخب البرازيلي في سبعينيات القرن المنصرم حينما كان نجوم السامبا يتجولون في عديد الملاعب الافريقية بهدف إجراء بعض المباريات التجريبية في القارة السمراء حيث انتهت مجمل تلك المواجهات بالفوز وبأكثر من 3-4 أهداف إلى أن حط بهم الرحال في العاصمة الصومالية وهنالك وبفضل التحركات المرعبة لنجمنا الأسبق سعيد دعالة تجرع أبطال ونجوم السامبا خسارتهم الأولى في القرن الافريقي بهدف مقابل لاشيء تسبب في إحرازه سعيد دعالة بعد أن تعرض للإعاقة من قبل الدفاع البرازيلي الذي لم يجد أمامه من بد سوى الحد من خطورته عبر الخشونة المتعمدة لينتهي ذلك اللقاء بفوز تاريخي لهورسيد على المنتخب البرازيلي عبر ركلة جزاء صحيحه تسبب فيها سعيد دعالة، وعقب تلك المواجهة التاريخية لسعيد دعالة وتألقه مع ناديه وعقب الفوز على منتخب عدن 4/1 بقيادة المدير الفني للمنتخب النجم الأسطوري الراحل علي محسن قررت السلطات الصومالية فرض رقابة أمنية شديدة على سعيد دعالة حتى لايتمكن من العودة إلى ما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية إلا أنه وبفضل مهاراته المختلفة استطاع العودة من جديد إلى مهبط الرأس «مدينة عدن» التي أحبها وأحبته ليواصل مسيرته المتميزة من جديد حيث شارك ناديه والمنتخب عديد النجاحات كان أهمها الفوز على لبنان 1/صفر ومن ثم الفوز على أسود الرافدين بهدفين نظيفين، وفي تلك المباراة التي خاضها المنتخب العراقي وخسرها بهدفين نظيفين احتفاء بافتتاح معلب الحبيشي يقال إن المنتخب العراقي الذي كان يدربه المدرب القدير عمو بابا والذي كان يضم في صفوفه كوكبة من نجوم الكرة العراقية مثل علي كاضم ، فلاح حسن ، حسين سعيد ، أصيب بصدمة شديدة جراء تلك الخسارة وطلب أن يلعب مرة أخرى مع المنتخب العدني إلا أن القائمين على المنتخب اعتذروا بشدة وعرضوا على العراقيين إقامة مباراة مع المنتخب حضرموت فجاء ردهم بالاعتذار بحجة عدم اللعب مع منتخب محافظة وأن ذلك لايليق بهم فكانت صدمتهم أكثر ايلاماً حينما رد عليهم المعنيون إن المنتخب الذي تغلب عليهم هو منتخب عدن وليس منتخب اليمن الديمقراطية، فما كان من المنتخب العراقي إلا أن قبل اللعب مع منتخب حضرموت ليصب جام غضبه عليه ويثأر لنفسه بالثمانية. دعالة في الإمارات ومصر وفي العام 75 أتيحت لنجمنا الكبير سعيد دعالة فرصة السفر إلى الإمارات العربية المتحدة ليحظى خلال تواجده في الإمارات في توقيعه لعقد احترافي مع نادي الوحدة لموسم رياضي واحد استطاع خلاله أن يأتي بالنجم اليمني عبدالعزيز مجذور ليلعبا معاً للوحدة الإماراتي وكان معهما كل من نبيل نانو وجيمس وكلاهما من النجوم البارزين ولم تمر سوى أيام بسيطة حتى بدأ نجمه يسطع في كل سماوات الملاعب الإماراتية ليسحب البساط من تحت أقدام الكثيرين ويسهم بفاعلية مع باقي زملائه في إحراز أفضل النتائج لفريقه بعد أن كشف عن قدراته الهائلة في مجمل الملاعب الإماراتية ليحرز في ذلك الموسم 30 هدفاً وبعدها بعامين غادر الإمارات العربية المتحدة إلى أرض الكنانة جمهورية مصر العربية ليحط به الرحال هذه المرة في القلعة البيضاء نادي الزمالك، حيث لعب في صفوفه في الموسم الرياضي 77-78م في مسابقة الكأس والدوري كلاعب أساسي في مجمل المباريات التي خاضها فريقه الزمالك ضمن كوكبة رائعة من نجوم الزمالك مثل طه بصري – علي خليل – حسن شحاته – فاروق جعفر.. وكان قد سبق للنجم الكبير سعيد دعالة أن خاض مع منتخب عدن مباراة جيده أمام المنتخب المصري لكرة القدم آثر خلالها نجوم المنتخب العدني إلا أن يستعرضوا مهاراتهم داخل الملعب أياً كانت نتيجة اللقاء لينتهي ذلك اللقاء بفوز عريض على المنتخب العدني 14 هدفاً وفي اليوم التالي للقاء كتبت الصحافة المصرية عن تلك المواجهة تحت عنوان:(أشبعونا ترقيصاً وأشبعناهم أهدافاً). دعالة ينقذ جيل الحديدة وبعد عودته مجدداً إلى عشه الأصلي في مدينة عدن (التلال) وبعد أن أحرز معه أكثر من انتصار وبطولة وبعد أن كان شقيقه حسين دعالة يدرب فريق الجيل بالحديدة والذي أحرز معه بطولة الموسم الرياضي 77 - 78 في كرة القدم حاصرت الجيل عديد المنغصات في الموسم التالي للبطولة وبات على حافة الهبوط فما كان من الفريق والنادي إلا أن توجها لسعيد دعالة لينقذ مع رفيق دربه عبدالله الهرر فريق الجيل الساحلي من شبح الهبوط الذي طارده كثيراً وخاض دعالة وزميله الهرر أربع مباريات مفصلية مع الجيل انتهت جميعها بالفوز كان أهمها الفوز على شعب إب في إب بهدفين نظيفين أحرزهما سعيد دعالة والمرحوم محمد سلطان لتثمر تلك المشاركة الفاعلة لدعالة والهرر عن بقاء الجيل في مصاف الدرجة الممتازة فيما كان يعرف بشمال الوطن. دعالة- كأس اليمن - التلال وتواصلاً لرحلة العطاء والتميز لنجمنا اللامع سعيد دعالة في ملاعبنا المستطيلة وفي عديد الاستحقاقات والمنافسات التي كان بن دعالة نجمها الأول والأوحد وبلا منافس أو منازع، جاء الاستحقاق التاريخي الأروع والذي تمثل في العام 80م بدوري كأس اليمن لكرة القدم حينما كان القطاع الرياضي فيما كان يعرف بشطري الوطن سابقاً في دحر حواجز التشطير بعد أن سبقه في ذلكم النهج اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين يومها وخلال تلك البطولة التي جمعت منتخبات المحافظات إلى جانب التلال استطاع النجم الكبير دعالة أن يخطف الأضواء من كل نجوم كرة القدم الذين تشرفوا بالمشاركة في تلك البطولة التاريخية والتي أحرز كأسها الغالية أسد صيرة التلال، حيث كان ل«ابن دعالة» وزملاؤه الدور الكبير والبارز في إحراز كأس البطولة بعد تغلب التلال على منتخب الحديدة 5/صفر في لقاء جماهيري حضره رئيس الوزراء الأسبق علي ناصر محمد وخلال تلك البطولة أحرز نجمنا الكبير سعيد دعالة 12 هدفاً.. بعدها وابتداءً من العام 81م- 85م أوكلت الإدارة التلالية لسعيد دعالة مهمة تدريب فريقها الكروي الأول ليواصل من جديد تفوقه الميداني على المستطيل الأخضر ولكن هذه المرة كمدرب جاء اختياره الموفق في وقته المناسب لتكلل مسيرته التدريبية مع التلال بنفس القدر من النجاح والتميز الذي عُرف به كمهاجم أسطوري حيث حقق للتلال ثلاث بطولات متتالية(بطولة الدوري- بطولة الإنارة لملعب الحبيشي- بطولة الدوري التصنيفي) دون أن يتعرض الفريق لأية خسارة تُذكر. هوامش - من ضمن أهم الأهداف الكروية التاريخية التي أحرزها سعيد دعالة في مشواره الكروي ذلك الهدف الأسطوري الذي أحرزه في مرمى الجزيرة(شمسان) بعد أن تجاوز كل من يحيى فارع وزكي بطريقة عجيبة ومذهلة يوم أن كان يقال عنهما.. الملعب يشتكي من يحيى وزكي. - وفي مواجهة أخرى لم تمحى من الذاكرة الرياضية فاز فيها التلال على شعب صنعاء 4/صفر كانت كلها لدعالة. - في العام 85م تولى نجمنا الكبير سعيد دعالة تدريب الجيل في الحديدة إلا أن المهمة لم تدم طويلاً لظروف خاصة ليعود مرة أخرى في العام 86م لتدريب التلال ونظراً لظروف وأحداث ذلك العام توقفت مهمته التدريبية. - سعيد دعالة يصف المدافع الرائع عبدالكريم الهتاري بأنه كان أفضل ظهير على مستوى المنطقة العربية. - ومن نجوم أندية شمال الوطن آنذاك كان يشده كثيراً مدافع أهلي صنعاء والمنتخب علي الحمامي(النينجا) إضافة إلى جمال حمدي نجم المجد الأهلي والمنتخب الوطني. - تعتبر الدورة العربية في القاهرة عام 65م من أهم البطولات التي شارك فيها سعيد دعالة مع منتخب عدن لأنها ضمت أفضل النجوم كالشاذلي- يكن- مصطفى رياض- الحارس طلعت- عمو بابا من العراق. - عمل سعيد دعالة في سلك التدريس وشغل في ذات الوقت مهام مدير الأنشطة الرياضية بمكتب التربية والتعليم في عدن سعيد دعالة له ابنة واحدة ويطرب كثيراً لأغانٍ متعددة للفنان الكبير أيوب طارش عبسي، حيث يرى في أغانيه كل تضاريس الوطن وخضرته وجماله وبنفس القدر تشده كل أعمال الفنان عصام خليدي النجم الكروي الأسبق في نادي الجزيرة. بالمناسبة وذات يوم كان الخليدي عصام يغني في مهرجان فني في عدن وبعد أن انتهى من وصلته الغنائية همس في أذنه يحيى فارع قائلاً: خليك مع الغناء أحسن. - ومن أهم المواجهات الكروية التي يفخر بها سعيد دعالة تلك المواجهة التي جمعت ناديه هورسيد أمام المنتخب الأولمبي البرازيلي والتي انتهت بفوز فريقه 1/صفر.