الفانتازيا تُعتبر رواية واقعية بصورة رمزية , رمزيتها هنا هو كونها فانتازيا و هذا سبب اللبس الحادث لمن يبدؤون الكتابة تحت هذا النمط إذا أردنا النظر إلى الفانتازيا نظرة روائية أدبية بحتة , سنجدها تتكون من مكونات أية رواية عادية حبكة, صراع , شخصيات , أحداث , قيم و مبادئ نرغب بعرضها, مشاكل نرغب بمعالجتها.. هذا بناء أية رواية .. لكن لكل رواية الطابع الذي يميزها, ففي وجود الطابع الرومانسي كطابع مميز للمشاكل التي يتم معالجتها, ووجود البطل و البطلة كرمزين كبيرين بالرواية دوما , هنا نتحدث عن الرومانسية الروائية, ولو تحدثنا عن وجود مشكلة البطالة و الجنس و تأخر الزواج و القتل و السرقة و السياسة و الاغتصاب و .. إلخ , فنحن نتحدث عن رزمة مشاكل , إذ نحن في رواية واقعية .. من هنا نرى أن ما يميز الواقعية و الرومانسية هي طابع المشاكل التي تحتويه .. لكن ماذا عن الفانتازيا ؟! لو فكرنا في الفانتازيا روائياً, و اخترنا أقل الأنواع منها – وهو الأمر الذي سأتحدث عنه حالاً – و هو النوع الخليط بين الواقعية و الفانتازيا قالباً , سنجد أننا نتحدث عن كافة عناصر أية رواية عادية , لكن نتوقف عند نقطتين هنا : المشاكل والقضايا التي تعالجها الرواية.. القالب العام للرواية .. بالنسبة للأولى , فهي موجودة في كل رواية , لكن وجود مشكلة أو نوعية مشاكل يطغى على الرواية يضفي لها طابع تلك المشكلة , لكن في الفانتازيا نجد شيئاً فريداً .. كل أنواع المشاكل تكون فيها .. كيف ؟! فلنتحدث عن الرومانسية , بإمكان كاتب الفانتازيا وضع متحابين في روايته , يعالج قضيتهما عن طريق فانتازي بحت , هل نسينا حكاياتنا القديمة عن الفقير المغامر الذي يريد تخليص ابنة الملك من لعنتها فيسافر يجوب الأرض محاربا وحوش , مارا بأهوال , مخاطرا بحياته , كي ينتهي الأمر له بإنقاذه للأميرة و يتزوجا و تكون قصة أسطورية .. أليست هذه رومانسية ؟! وما أروعها , لكن أليست فانتازيا ؟ نعم , هي فانتازيا , لكن تحتوي على الرومانسية عنصرا فيها , رومانسية لو عزلناها عن الرواية لصارت رواية في حد ذاتها .. جيداً سيعرف مدى ضخامتها و عمقها و تشعبها و تعقدها الواقعي .. ومن هنا جاءت فكرة العوالم المختلطة.