Fuad Alsalahi في سبعينيات القرن الماضي كانت أفريقيا القارة التي تتسم بالفوضى الأمنية والانقلابات العسكرية، وكثرة المرتزقة فيها واليوم منطقة الشرق الأوسط أصبحت تحتضن المرتزقة، والفوضى الأمنية والعسكرية بعد أن مروا ببلاد الأفغان والباكستان.. واليوم أيضاً بلاد اليمن تشهد مرتزقة يقومون بتنفيذ هجمات تخريبية بالتنسيق مع يمنيين بمختلف مهنهم مدنية وعسكرية، وللعلم في السبعينيات شهدت اليمن انقلابات من خلال الجيش والقبيلة وجماعات أصولية ولكن لم يرافقها فوضى أمنية كما هو اليوم، وعرفت اليمن في ذات الفترة اغتيال ثلاثة رؤساء (في شمال وجنوب اليمن) ومجدداً تصبح اليمن الموحد، وفي الألفية الجديدة مرتعاً للمرتزقة وبتنفيذ مراكز قوى فاعلة ولها حضور عام هنا تنتهي الدولة ويبدأ تدمير ممنهج للمجتمع. مطيع دماج أعرف تماماً أن الجرائم كانت في الماضي لا تقل عدداً، ولا تقل هولاً، لقد زرت سجوناً منذ زمن غير طويل، فأتيح لي أن أعرف عدداً من المحكوم عليهم، أن بينهم مجرمون أفظع من أولئك الذين جرى عليهم حديثنا، أن منهم أناساً لا يشعر أحدهم بشيء من عذاب الضمير بعد أن يكون قد قتل دستة أشخاص، ولكن إليك ما لا حظته: أن أعتى أولئك المجرمين وأكثرهم خلواً من عذاب الضمير يحس مع ذلك أنه((مجرم))، أي أنه في شعوره ووعيه يدرك أنه أذنب وإن كان لا يحس بأي ندم، تلك كانت حالة جميع أولئك السجناء، لكن المجرمين الذين (نراهم اليوم ) أصبحوا لا يريدون أن يعدوا أنفسهم مجرمين فهم في قرارة أنفسهم يعتقدون أنهم على حق وأنهم أحسنوا صنعاً، أو يعتقدون بشيء من هذا القبيل، هذا في رأيي فرق كبير، ولاحظ أن هؤلاء جميعاً شبان، أي أن سنهم هي السن التي يكون فيها الإنسان أعجز ما يكون عن مقاومة تأثير الأفكار المنحرفة.. ديستويفسكي. أ.د سعاد السبع شاهدت قريباً من مقبرة الحافة لافتة مكتوبا عليها (الجنة تحت ظلال السيوف) والتوقيع ( أنصار الله)، وقريباً من مقبرة الرحمة شاهدت نفس اللوحة (الجنة تحت ظلال السيوف) لكن بتوقيع (أنصار الشريعة)... أهم شيء وحدة الهدف و عدالة التوزيع جنب المقابر... لكن المشكلة أين السيوف البيضاء؟ وأين الفرسان الذين يواجهون خصومهم ولا يغتالونهم؟!!!! هائل سلام سلسلة الجرائم التي حدثت في الفترة الماضية تنبئ بأن مستوى آخر من الجرائم قادم لامحالة، حتى تأخذ الجريمة طابعها السياسي التام، من خلال استهداف الشخصيات السياسية بالذات، وقد بدأ ذلك بالفعل... وأغلب الظن أن هذه الجرائم ستطال الجميع، بغية خلط الأوراق، كما حدث، ويحدث، في بعض البلدان التي تمر بظروف مشابهة، فأي جدوى ترجى من التشكيك؟ فهم أفضل للأمور يمكن أن يساعد في تجاوز المحنة، لنساعد بلدنا، وأنفسنا، من خلال فهم أعمق، وأفضل، لما يحدث. نجيب الكلعي يساهم في تضخم ما نحن فيه من أزمة أمنية وجود رجل الأمن غير الفاهم لمهام عمله وغير المدرب تدريباً سليماً وغير المكتسب للخبرة اللازمة لأداء العمل الأمني، وهذا يساهم في خلق بطولات زائفة للخارجين عن القانون ويجعلهم ذوي سطوة إجرامية تبث الرعب في قلوب الآمنين من الناس بأن يقدروا الخارج على القانون بغير قدره الإجرامي ويشعروه والمواطنون بأنه على درجة كبيرة من الخطورة التي تؤدي إلى ما يسمى بالخط أو السفاح أو المجرم. يحيى أبو الرجال في المجتمع البدائي المتخلف تكتسب روابط النسب والقربى والدم الأهمية الكبرى، بينما في المجتمعات المتقدمة تختفي تلك الروابط ويحل محلها روابط الانتماء والولاء للوطن والمجتمع والمؤسسات، هذا الفرق بين المجتمعات يوجد حتى داخل المجتمع نفسه في مستوى وطريقة تفكير الأفراد فالتقليدي يفكر بعقلية المجتمع البدائي القبلي والحداثي يفكر بعقلية المجتمع والوطن.