في ظل المنافسة القائمة بين مدربي التنمية البشرية اليوم على تقديم خبراتهم وتسويق أنفسهم كل بطريقته وبالصورة المناسبة له إلا أن المرأة لازالت بحاجة إلى مزيد من التحفيز لمواصلة السير في عملية المنافسة للرجل لكي تقدم خبراتها ومهاراتها التدريبية وتظهر نداً في الخبرة والتدريب والثقافة والمعرفة، ومع أن البعض يرى أن المرأة في تدريب بنات جنسها يمكنها أن تبدع وتكون أكثر عطاءً مقارنة بتدريب النوع الذكوري، وهى وجهة نظر البعض نحترمها ونقدرها.. إلا أن قناعاتي أن المدربة المبدعة والمتمكنة من مادتها التدريبية لن تعجز عن الإبداع حتى أمام أقوى المدربين خبرة. ومع وجود عقبات كثيرة لازالت تعترض طريق المرأة كمدربة كتلك التي يراها بعض الرجال ونظرتهم الدونية إليها وقناعاتهم المبنية أنها كيان ضعيف، إلا أنها كل يوم تثبت أنها قادرة على التجاوز لكل تلك العقبات، ولذلك فلا غرابة أن يبرز عدد من تلك المدربات اللاتي شققن الطريق وسرن بقوة في الميدان واستطعن أن يصنعن لأنفسهن بصمة وان يسهمن في بناء جيل واع بما تمكن من أسلحة العلم والمعرفة. ومنهن صانعة بصمتنا في السطور التالية المدربة أنيسة الحمزي التي بدأت التدريب قبل أربع سنوات، وكانت البداية بالنسبة لها من المراكز الصيفية. تقول: إن المحفز هو إيماني بأن التدريب هو لغة العصر والطريق الأسرع لإيصال رسالتي.. وكغيرها الحمزي تؤكد أنها تأثرت ببعض المدربين وأعجبت بهم كالدكتور حمزة الحمزاوي، والدكتور طارق السويدان، وعلى المستوى المحلي شوقي القاضي، وعائشة الصلاحي، وكذلك ياسمين الصبري، والأخ العزيز بسام غبر، وهناك شخصيات شابة كثيرة من الجنسين.. وتقول: أعجبت وتأثرت بأسلوبهم ولكني انتهجت بصمتي الخاصة. ولأنها لا تتذكر رقماً محدداً عما قدمته من تدريب تطوعي لكنها تقول: إن المواضيع تتكرر فكانت البداية ب”كيف تكسب شخصاً في 90 دقيقة - وفن التعامل مع الآخرين ارسم حياتك بفرشاتك عقلك منجم ذهب المواطنة النظم الانتخابية الديمقراطية تعليم الفتاة الريفية الشباب والنهضة الشخصية المتميزة، وهناك مواضيع لا تحضرني الآن. وتؤكد أن بصمتها تظهر من خلال التدريب الذي كان سبب طموحها الذي انتقل لكل متدرب ونظرتهم التي بدأت تتغير بأن ننظر للأشياء من كافة زواياها. وعن تقييمها لواقع المدربين تقول: أولا كل شخص خصه الله بميزة تميزه عن غيره فهو فريد في الحياة لا نظير له.. ولكنٍ أرى المدرب الناجح هو أولا وهي الأهم أن يكون صاحب رسالة مثقفاً وواعياً ،ويأتي بعدها ملم بمادته التدريبية، ولديه مهارات التدريب، محب، ومرن، ومعطاء والكثير غيرها. وتقول الحمزي: إن المعيقات التي تواجه التدريب تتمثل في المحسوبية وعدم الثقة بالمدربين الجدد وما يسمونهم بالمبتدئين وانه لليوم لا يوجد ميثاق خاص بالمدربين، أو كيان خاص بالمدربين - ستقول لي هناك التكتل الوطني للمدربين - سأقول لك غائب وضعيف إعلاميا.. ولم تقم فعالية تجمع كافة المدربين الخبراء والمبتدئين لتتجدد الأفكار ويتطور العمل. وعن التدريب اليوم تقول: كما قلت لغة العصر فمما لاشك فيه انه تطور وهو أفضل من الأمس بسبب التقنية المفتوحة ولكنه يحتاج لضوابط ومهنية، والتدريب لصاحب الرسالة خدمة إنسانية وليس معناه انك تظل تعمل هكذا طوال الوقت، ولذلك فرسالتي هي (كن كالغيث أينما وقع نفع)، ونصيحتي للمدربين الجدد أمثالي احترم الحقوق الفكرية ولا تستهن بأي عقلية أمامك.