ما حققه ويحققه ميناء الحديدة من نشاط ملاحي وزيادات متواصلة في معدلات النمو والتسريع في عمليات التحديث يأتي ثمرة جهود قيادة وعمال وموظفي مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية لرفع طاقته الاستيعابية لاستقبال البضائع والمناولة وزيادة كفاءة التشغيل، بما يعزز مساهمته في تنشيط الحركة التجارية كبوابة للخدمات اللوجستية في اليمن والمنطقة وكمركز رئيسي للنقل. ولاشك أن العام الماضي 2013 م مثل نقطة البداية للتحديث والتطوير حتى لا يظل الميناء منسياً فاقداً لدوره الريادي في النشاط الملاحي. وفي إطار ذلك أعدت مؤسسة مؤاني البحر الأحمر اليمنية خلال العشر السنوات الأخيرة دراسة تطويرية شاملة لميناء الحديدة من قبل شركة أجنبية، وأوصت الدراسة بضرورة إنشاء رصيف حاويات جديد وضرورة تعميق القناة الملاحية حتى تستطيع المؤسسة مواكبة ما يجري من تطورات سريعة ومتلاحقة في مجال الحاويات.. العام الماضي كان الميناء على موعد مع التحديث والتطوير، فقد حظى بدعم ومساندة الإخوة في وزارة النقل ممثلة بالوزير الدكتور واعد باذيب، الذي يبذل جهوداً للنهوض بالميناء، تلك الجهود والمساعي قد وجدت صدىً واستجابة واسعة من خلال موافقة مجلس الوزراء على إدراج مشروع توسعة وتطوير ميناء الحديدة ضمن المشاريع، التي سيتم تمويلها من قبل الدول المانحة وما تلا ذلك من زيارة ناجحة لجمهورية الصين والتوقيع على مذكرة التفاهم المتعلقة بتنفيذ وتمويل المشروع بمبلغ 307 ملايين دولار، وإقرار مجلس الوزراء وموافقته على تلك المذكرة. ومن المتوقع البدء بتنفيده خلال الفترة القادمة من العام 2014م، كل ذلك يعتبر بمثابة خطوة مهمة تحمل في طياتها الكثير من المنافع للاقتصاد الوطني. تلك التطورات المتسارعة في الميناء والجدية في نفض غبار الاهمال، جعلت من الوفود الزائرة إلى الميناء تتوافد عليه للاطلاع على سير العمل والإسهام في دعم الميناء في حالة وجود خطط مدروسة. السفير الصيني لدى بلادنا السيد تشانغ هوا قام بجولة تفقدية واستطلاعية مع الوفد المرافق له لبعض المرافق التشغيلية بالمؤسسة ومحطة الحاويات، وخلال اجتماع السفير الصيني والوفد المرافق له مع عدد من مدراء عموم المرافق الخدمية تحدث رئيس مجلس إدارة مؤسسة موانئ البحر الأحمر القبطان محمد أبوبكر إسحاق عن عمق العلاقات اليمنيةالصينية وتاريخها الطويل والدعم الصيني الدائم لليمن في كثير من المجالات المختلفة، مشيراً إلى أن المؤسسة تتطلع الى تعزيز تلك العلاقات المتينة في مجال الموانئ، نظراً لما يمتلكه اليمن من شريط ساحلي على البحر الأحمر ممتد من الشمال الى الجنوب، ونظراً لما تمثله هذه الموانئ من أهمية بالغة في كرافد اساسي للاقتصاد الوطني. كما تحدث عن محافظة الحديدة ومينائها البحري وما يمثلانه من أهمية بالغة كأحد أهم الموانئ اليمنية وكبوابة رئيسية لليمن على البحر الأحمر، وأن ميناء الحديدة وبعد ما تعرض له من إهمال في بنيته التحتية تجاوزت الربع قرن شهد في الآونة الأخيرة اهتماماً كبيراً من قبل القيادة السياسية، وهو مقبل على تطورات جذرية وجوهرية، فقد تم في أواخر شهر يوليو الماضي الاعلان عن مشروع تطوير ميناء الحديدة المتمثل بإضافة رصيف حاويات جديد وتعميق القناة الملاحية، وأن القيادة الادارية للمؤسسة تخطو خطوات ثابتة وفق ما هو مخطط لتنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي الهام، كما تم خلال الزيارة الاخيرة لرئيس الجمهورية توقيع مذكرة تفاهم لمشروع تطوير ميناء المخا مع شركة صينية، والمؤسسة يهمها أن يرى هذا المشروع النور قريباً، إلا أن ميناء الحديدة ما زال يعاني من تحديات قوية تتمثل بضرورة توفير الحد الطبيعي من الاليات والمعدات التشغيلية وأن المؤسسة تتطلع الى دعم دولة الصين لتعزيز القدرة التشغيلية للنشاط الحالي بالأليات والمعدات المطلوبة، وأن هناك موافقة مبدئية لمناقشة هذا الموضوع مع الجانب الصيني في حدود المنح المقدمة أو القروض بدون فوائد.. السفير الصيني أكد أن مشاريع تطوير الموانئ تأتي من أولويات الصين كما صرح بأن حجم التبادل التجاري بين اليمنوالصين يشهد نمواً متسارعاً خلال السنوات الاخيرة وزيادات كبيرة حيث كان حجم التبادل التجاري بين اليمنوالصين في عام 2003م 730 مليون دولار وبلغ في عام 2012م أكثر من خمسة مليارات دولار. كما كان للسفير الهولندي لدى اليمن يوري فيرهل والوفد المرافق له زيارة إلى الميناء والاجتماع بعدد من قيادات المرافق الخدمية والمسؤولين في الجهات ذات العلاقة بالميناء استعرض خلالها أوجه التعاون الثنائي المشترك بين المملكة الهولندية ومؤسسة موانئ البحر الأحمر ومن أهمها دعم المؤسسة بالعديد من الآليات والمعدات وبتسهيلات مختلفة ورغبة المؤسسة في إعادة تفعيل هذا التعاون عبر مجال التدريب والتأهيل والمجال الصحي، كون المملكة الهولندية تدعم مثل هذه المشاريع بجدية. السفير الهولندي تناول التحديات التي تواجه الميناء مع المشروع المستقبلي المتمثل في بناء رصيفين للحاويات وتعميق حوض الاستدارة وخبرة المملكة الهولندية في مجال التعامل مع مثل هذه التحديات، وهذا ما تحرص عليه السفارة الهولندية وسوف يكون دورها اللقاء مع الجهات المختصة في هولندا لدعم الميناء، ووعد السفير الهولندي بأن هذه زيارة أولية سوف تتبعها زيارات لاحقة. من جانبها حثت السفيرة البريطانية التي كان لها زيارة لميناء الحديدة الجهات المسؤولة في الدولة إيلاء الميناء الاهتمام الأكبر وتبني المشاريع التي تسهم في تطويره وتحديثه لينافس بقوة الموانئ المجاورة في المنطقة أسوة بما يلقاه ميناء عدن . نائب رئيس موسسة موانىء البحر الأحمر جمال عبد القادر عايش قال في حديث سابق مع (الجمهورية): يجب أن نعلم تماماً ونعترف بأن ميناء الحديدة صمد لعشرات السنوات بمعداته وآلياته المتواضعة التي يتم توفيرها بين الحين والآخر، وبالرغم من قصور تلك الآليات والمعدات مع تزايد للحركة التجارية الدولية إلا أنه حقق نجاحات تفوق التصور، ولا يزال يكافح بتلك الإمكانيات البسيطة والمحدودة، ويحقق معدلات نمو متصاعدة سنوياً سواءً كان ذلك على مستوى إجمالي حجم النشاط العام أو على مستوى حجم نشاط الحاويات التي تعتبر المقياس الأساسي لمعدلات النمو.