قسم القلب في المستشفى الجمهوري أحد الأقسام المهمة أسسته البعثة الطبية الفرنسية في ثمانينيات القرن الماضي لمكافحة أمراض روماتيزم القلب على مستوى اليمن وقطع شوطاً متقدماً في علاج أمراض القلب وبعد رحيل البعثة الفرنسية، وانقطاع الدعم الفرنسي تدني مستوى الخدمات الطبية والعلاجية وأصبح حالياً يخدم الوافدين من أربع محافظات إلى جانب جزء من محافظة الحديدة، وله كادر طبي وتمريضي متخصص في الآونة الأخيرة على جراحة القسطرة القلبية وحقق نجاحاً كبيراً في خدمات أمراض القلب رغم الظروف الصعبة، وشحة الإمكانات والنقص الحاد في التجهيزات والإمدادات الطبية والتشخيصية والقصور في جانب التأهيل، والتدريب وعدم وجود الصيانة، ويفتقر لكثير من الوحدات التشخيصية والاحتياجات الطبية اللازمة كل تلك المتطلبات أصبحت هي الشغل الشاغل لأطباء قسم القلب. وضع متدهور صحيفة الجمهورية التقت في البداية الدكتور عبدالقادر عبدالله سيف أخصائي أمراض القلب والأوعية الدموية ورئيس قسم القلب بالمستشفى الجمهوري بتعز.. حيث قال: استلمت إدارة المستشفى السابقة قسم القلب من البعثة الطبية الفرنسية ونتيجة لانقطاع الدعم الفرنسي للقسم تدهور الوضع، وتدنى مستوى الخدمات المقدمة لمرضى القلب القادمين من محافظة تعز، إب، الضالع وجزء كبير من محافظات الحديدة ويعود هذا الوضع المتدهور بالدرجة الأساسية لإدارات المستشفى السابقة التي لم تول هذا القسم أي اهتمام يذكر، والمؤسف أن يسعى البعض جاهداً إلى إغلاق القسم وضمه إلى قسم الباطنية متناسين أن قسم القلب قدم خدماته المتواضعة خلال الفترات الماضية، لما يزيد عن سبعين ألف مريض وثائقهم مسجلة وموثقة في سجلات قسم القلب، وفي اعتقادي إذا ما ظل القسم يقدم الحد الأدنى من الخدمات الممكنة فسيعود الفضل بعد الله سبحانه وتعالى للكادر الطبي والتمريضي الذي صمد رغم الظروف الصعبة والمعاناة في شحة الإمكانات والمستلزمات الطبية والعلاجية، ناهيك عن الهجمات الشرسة التي يواجهها قسم القلب وأطباؤه وكادره، ولكن أملنا في الله كبير وأملنا أيضاً بالأخ المحافظ الذي كان وما يزال داعماً قوياً وكبيراً لقسم القلب متى ما دعت الضرورة. النواة الأساسية للمركز وأضاف: بجهود ذاتية من الأطباء والممرضين الذين يعملون في قسم القلب منذ زمن طويل بدأنا نكون النواه الأساسية لإنشاء مركز قلب متخصص بما توفر لدينا من إمكانات متاحة آملين من إدارة المستشفى، وكذا مكتب الصحة والمحافظة مساعدتنا في تجهيز مركز قلب متخصص بالوحدات المتمثلة في الآتي: 1 وحدة العيادات الخارجية وتشغيل الحالات التي تأتي للمتابعة. 2 وحدة التشخيص اللا تداخلية تشمل تخطيط القلب الإيكون وتخطيط بالجهد. 3 وحدة التشخيص التداخلية تشمل قسم القسطرة القلبية. 4 وحدة العناية المركزة وتحتوي على سبعة أسرة. 5 أقسام الرقود ويشمل قسم رقود رجال بطاقة سريرية تقدر بأربعين سريراً وقسم رقود للنساء وبطاقة سريرية تقدر بعشرين سريراً. وعن الأقسام الغير متوفرة للأمراض القلبيةقال الدكتور عبدالقادر: حقيقة نفتقر لوحدة التموين الطبي الخاص بمرض القلب وهي من الأقسام الحيوية والمهمة جداً، وكذا وحدة جراحة القلب المفتوح والقسطرة العلاجية حتى يتم علاج معظم التشوهات الخلقية وزراعة الشرايين ومن خلالكم أوجه نداء للجهات ذات العلاقة إرسال أطباء وممرضين إلى الخارج لتدريبهم في مراكز متخصصة في مجال جراحة القلب المفتوح لأن عمل قسطرة قلبية علاجية بدون جراحة القلب المفتوح يعد مجازفة يعاقب عليها القانون الطبي. سألناه هل يضم القسم وحدة القسطرة القلبية ؟ فأجاب : في الواقع هذه خدمة نوعية أدخلت ضمن قسم القلب في الآونة الأخيرة لما لها من أهمية في دقة التشخيص وتم شراء جهاز صغير لا يلبي احتياجات المرضى الوافدين من المحافظة وتم تدريب طاقم طبي وتمريضي بمركز القلب بصنعاء وفي إبريل 2012 تم تدشين العمل رسمياً وحدة القسطرة القلبية بدعم شخصي من الأخ شوقي أحمد هائل محافظ المحافظة ودعم من مركز القلب بمستشفى الثورة بصنعاء وبجهود الكادر الطبي والتمريضي، والعاملين في هذا القسم والحمدلله يسير العمل بشكل جيد رغم المعوقات وتأمل إدارة المستشفى حل الإشكالية المتمثلة في أعمال الصيانة الدورية للجهاز الذي يسبب لنا الكثير من العراقيل كما نأمل شراء جهاز آخر كبير ومتطور وتوفير المستلزمات الأخرى الخاصة بمنظمات القلب وأجهزة الصدمات الداخلية. مجرد كلام وعن عملية تأهيل وتدريب الكادر الطبي والتمريضي؟ أوضح الدكتور توفيق بالقول حقيقة لا يوجد لدينا خطة سنوية ولم تطلب إدارة المستشفى إعداد أي تصور لعمل خطة للتأهيل والتدريب والمؤسف التأهيل والتدريب عندما يخضع للمزاجية وبشكل موسمي لا يخضع لخطط وبرامج تدريبية يقدمها المعنيون رغم أن هناك توجيهاً من وزير الصحة بعمل مقترح بتدريب طاقم وحدة القسطرة القلبية في تركيا ولا يزال هذا المقترح مجرد كلام لم ينفذ حتى الآن. تعقيدات مالية انتقلت صحيفة الجمهورية إلى مكتب الصحة العامة والسكان بتعز وطرحنا على الأخ الدكتور توفيق حسن سعيد القرشي مدير عام الصحة العامة والسكان عدداً من المحاور المتعلقة بالخدمات والمستلزمات الطبية والعلاجية ومما يعانيه قسم القلب من معوقات وإشكالات حيث قال: في البداية أرحب بصحيفة الجمهورية وأشكرها على زيارتها لمكتب الصحة والسكان ومتابعتها للقضايا الطبية والصحية.. أما بخصوص مركز القلب الجديد الذي تم بناؤه في المستشفى الجمهوري بتعز بتمويل ومناقصة مركزية واجهت معوقات نتيجة تأخير الأقساط الدورية التي يتسلمها المقاول من وزارة المالية وهذا أدى إلى توقفه عن العمل بين وقت وآخر وفي مطلع عام 2013 تسلمت أنا والأخ مدير المستشفى الجمهوري المبنى بعد ان أكتمل من الناحية الإنشائية ولم يبق الآن سوى التجهيزات وهذا قد يأخذ نفس الدورة بسبب التعقيدات المالية والإجراءات والمعاملات المملة وتكمن التجهيزات الداخلية بالتمديدات المتعلقة بالغاز والأكسجين وبعد ذلك سيتم تجهيز المركز بالمعدات والأجهزة الطبية في الربع القادم من عام 2014 ونأمل أن يتم افتتاح مبنى مركز القلب خلال هذا العام المنصرم. وبالنسبة للدورات التدريبية والتأهيلية للطاقم الطبي والتمريضي لمركز القلب يقول مدير عام مكتب الصحة والسكان: هناك كثير من الدول المانحة التي ستقوم بتدريب وتأهيل الطاقم الطبي والتمريضي في إطار العلاقات الثنائية وخاصة في مجال الخدمات الصحية والطبية.. أما بالنسبة لقسم القلب حالياً فيقدم خدماته الطبية والعلاجية بصورة دائمة وللقسم كادر طبي وتمريضي تم تدريبهم في مستشفى الثورة بصنعاء في مجال القسطرة القلبية وقد أجرى الطاقم الطبي بعد عودته عمليات القسطرة القلبية بتعز باعتماد وتمويل من وزارتي الصحية والمالية والحمد لله يؤدي القسم واجبه في إجراء عمليات القسطرة القلبية بنجاح كبير ومتميز. وأضاف : في الواقع ان قسم القلب في الجمهوري يعتبر حتى الآن قسماً باطنياً وعندما يتم تدشين افتتاح مركز القلب الجديد فسيكون مركزاً متكاملاً لكل خدمات الأمراض القلبية الباطنية والجراحية ومن ضمن الخدمات إجراء عملية القسطرة العلاجية بصورة متميزة ومتنوعة. وحول إن كانت أجهزة تشخيص القلب الموجودة في القسم تفتقر إلى الصيانة وغير قادرة على تشخيص حالات مضاعفة قال د. توفيق: في حقيقة الأمر إن قضية الصيانة موضوع شامل ليس في قسم القلب فحسب وإنما في كل خدمات التجهيزات الطبية والعلاجية ومن ضمنها أجهزة تشخيص القلب والعناية المركزة وغرف العمليات ومشكلتنا في بلد مثل بلدنا يتلقى المعونات من مختلف الصناعات والتكنولوجية المتعددة ويفترض في أحسن الأحوال أن يكون بيننا وبين الشركات المتقدمة للمناقصات ضمانة صيانة لمدة 5 سنوات بعدها عندما يتعطل علينا جهاز لا ندري إلى أين نرسله ولهذا السبب توقفت كثير من الأجهزة في مختلف المرافق الصحية في الجمهورية وهذه مشكلة المواصفات والمقاييس وتقنيات المناقصات ومن المفترض أن يكون لدينا قواعد لما بعد الشراء تنظم علاقة البائع والمشتري كي نتخلص من الشركات الوهمية التي تقدم مناقصات ثم بعد ذلك تختفي وهذه حقيقة أعترف بها وأقول إنها قائمة وتحتاج إلى مزيد من التفكير بالحلول الجادة على المستوى المحلي والإقليمي. جهد مشترك وعن الوحدات المتخصصة التي يفتقر إليها قسم القلب يقول الدكتور توفيق تم تأهيل كوادر قسم القلب ووحدة القسطرة القلبية في عهد الإدارات السابقة على نفقة المجلس المحلي وتم تزويد القسم بوحدة العناية المركزة وبعض التجهيزات المتعلقة بتحديث قسم القلب. وإذا تحدثنا عن موضوع وحدة القسطرة القلبية فهو قسم جديد ومكتمل بدأ العمل فيه منذ فترة لا تزيد عن 10 أشهر وفي المستقبل القريب سيتم إدخال وحدة القسطرة العلاجية لتشخيص وعلاج أمراض الشرايين. وأضاف : نحن بالفعل بحاجة ماسة إلى قليل من الصبر وان تدهورت مستوى الخدمات الطبية والعلاجية بشكل ملفت للنظر نتيجة للأوضاع التي تعيشها بلادنا وخاصة الأوضاع المالية والاقتصادية ومن أجل إعادة تأهيل مرافقنا الصحية فنحن بحاجة إلى جهد مشترك وبحاجة أيضاً إلى دعم شعبي ومجتمعي والدعم المركزي والسياسي وإذا تحققت لنا هذه الأوضاع الشاملة واستقرت في المحافظة فبدون شك ستخرج من ورطة تدني مستوى الخدمات الصحية والعلاجية.