صانع بصمتنا هذا الأسبوع يتميز بشخصية تدريبية وعلمية وإنسانية.. هو الدكتور أمين محمد السلمي، شخصية تجبرك على الوقوف أمامها للاستماع إليها بما تحمله من مواصفات الجاذبية التي قلّ أن تتوفر لدى أي مدرب للتنمية البشرية، وقد كان عضوا في جمعية علماء اليمن. صانع بصمتنا اليوم «جياب عبدالله حيدرة البطاني - مواليد 27/سبتمبر/1974م - بكالوريوس تسويق وإدارة إنتاج- 4 اعتمادات - “رئيس قسم الجودة” بأكاديمية السعيد» حسب كلامه – أن التعيين هو حتى الآن تعيين داخلي فقط، وأتى بعد مبادرة تطوعية قمنا بها في الأكاديمية وسمّيناها «نحل أكاديمية السعيد»، تيمناً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : “وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ لَكَ مَثَلِ النَّحْلَةِ أَكَلَتْ طَيِّبًا وَوَضَعَتْ طَيِّبًا وَوَقَعَتْ فَلَمْ تَكْسِر ولم تُفْسِد” أو كما قال عليه الصلاة والسلام. والهدف من ذلك هو تطوير وتجويد التعليم الأكاديمي، وقد قسمنا العمل إلى مراحل أنهينا منها ثلاث «تدريب المدربين، زيارة وتحليل احتياجات الشركات، إعداد الحقائب التدريبية»، والآن نحن على وشك الانتهاء من المرحلة الرابعة المقامة حالياً في الأكاديمية بعنوان:«تقييم وتجويد المواد التعليمية والتدريبية بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل». وهي دعوة لكافة المرافق التعليمية والتدريبية الخاصة والعامة لتبني مثل تلك المبادرات الصادقة والخالصة لوجهه تعالى ثم ليمننا الحبيب. شاب نبيل يعتبر من أوائل الذين امتهنوا التدريب في مجال الحاسوب وتقنية المعلومات في تعز وهو من الكوادر الطموحة والتي تحمل أفكارا تخدم المجال الذي يقدم فيه التدريب لكثير للأفراد وللمنظمات والجمعيات والمؤسسات المختلفة. عندما سألناه عن بياناته الشخصية كمدرب كان تعريفه يوحي لك بمدى ارتباطه بالأرض وحبه للإنسان في هذا الوطن حيث عرف نفسه بطريقته “جياب” هو أحد أبناء اليمن الحبيب ممن رزقهم الله عشق التعليم والتدريب وحب نقل المعرفة والمهارة وتغيير السلوك وتعليم تقنيات التعلم لكل راغب ومريد. جياب يقول أنه بدأ التدريب بصورته العامة كمعلم حاسوب في مركز كمبيوتر اليمن YBM «أول مركز تدريب في محافظة تعز»، عام 1995م، ثم مدرس في مدرسة البيان الأهلية ، وآخرها في مدرسة محمد علي عثمان – والكلام له - واستقر بي المطاف بعد التدريب في عدة معاهد في أكاديمية السعيد للهندسة والعلوم الإدارية «مركز التدريب الفني والإداري TATC سابقاً» في 1/1/ 2003/م. ويقول كذلك: بدايتي الأولى كمدرب بمفهومه الحالي كانت مع إدارة الموارد البشرية بقيادة مديرها الرائع الأستاذ صفوان السقاف - في الشركة اليمنية للصناعة والتجارة YCIC، الذي أتاح لي القيام بتنفيذ أول مشروع لي في التدريب (إدارة الذات باستخدام الكمبيوتر Self Management By Computer)، من خلال السماح لي بتحليل الوظائف الإدارية لإدارة الموارد ثم تنفيذ البرنامج. وعن المدربين الذين تأثر بهم جياب يقول : المدربون الرائعون كثر، فهم كالنجوم في السماء الصافية لكن لو حبّيت أرتبهم حسب تسلسلي من التعليم حتى التدريب، فهم كالتالي: أ. عبد اللطيف حلمي «أول من علمني كيف أتعلم»، أ. أحمد طاهر - رحمة الله عليه «علمني معنى أن تكون للمعلم رسالة»، د. إبراهيم الفقي - رحمة الله عليه «أيقض عندي قدراتي وساعدني كيف اصنع مستقبلي» د. إبراهيم الخليفي «علّمني كيف أساعد في تحويل العلم إلى سلوك حياة»، وهناك الكثيرمن الذين مازلت أتعلم منهم كل يوم وكل لحظة ، فاسأل الله أن يتقبل منهم ويبارك لهم في ما أنفقوا من علم «فزكاة العلم أن تعلم غيرك». وعن سبب توجهه للتدريب قال : في البداية لم تكن لدي أدنا فكرة بأن الله قد أنعم عليّ بمهارات وتقنيات التعليم والتدريب، حتى تم اكتشافها من قبل إدارة مركز كمبيوتر اليمن YBM، من خلال ملاحظتهم لي بعد انتهاء كل محاضرة كنت أقوم بتجميع جميع الأصدقاء في البرنامج التدريبي وأقوم بمساعدتهم وتبسيط بعض القضايا التي طرحها المدرب، وتزويدهم ببعض التقنيات التي تساعدهم على التعلم الذاتي «تعلم كيف تتعلم». فتم بعدها اختياري كأصغر مدرب في المركز واستمرت الحكاية حتى وجدت نفسي وأنا محمل بحمل ثقيل هو «مهنة التعليم والتدريب مهنة الأنبياء والرسل فعلينا أخذها بحقها». وعن المزايا التي حققها لنفسه من خلال التدريب يقول البطاني : المزايا كثيرة ومختلفة باختلاف مجالات الحياة، ففي المجال الروحي والدعوي مهنة التعليم والتدريب مهنة الأنبياء والرسل ومن خلالها نتقرب إلى الله ليرضى عنا. أما المجال الاجتماعي “من علمني حرفاً صرت له عبداً”، فيكفي المعلم والمدرب من مهنته أنه يجد ثمرات عمله في كل موطئ قدم وطأته قدماه. أما المجال المادي فثمن الاستثمار في خدمة التعليم والتدريب مناسب إلى حد ما ما قبله مع بقية الخدمات. وللمجالات الأخرى نصيب وافر أيضاً. وعن البصمة التي يرى انه حققها للمجتمع من خلال التدريب يقول : لأني مدرس حاسوب أصلاً فقد وضعت لنفسي مجالاً أدلو بدلوي فيه هو “التنمية البشرية باستخدام تقنية المعلومات”، لذا فإن كافة برامجي التدريبية لا تخلوامن وحدة تدريبية لتطبيق المعرفة والمهارة على الأدوات الرقمية الحاسوبية «البرامج، والأجهزة». مصطلح «بتاع كله»، مصطلح لا يتناسب مع مبادئ المهنة التخصصي من وجهة نظري فالعلوم كثيرة وبحارها غويره، والمبدع من يستخرج اللآلئ من أعماق تلك البحار ليقدمها لمريديها، ومن الصعوبة من وجهة نظري أن يجيد الفرد الغوص في كل تلك البحار. المدرب البطاني يقول: أكثر ما أجد نفسي فيه فعلاً حتى الآن هو برنامج «إدارة الذات باستخدام الكمبيوتر» و«برنامج تدريب المدربين TOT»، حيث أنهما خلاصة ما أنعم الله به علي من خبرة معرفية وعملية تزيد عن 19 عاماً. ولأنه كان صاحب فكرة المدرب الجوال أو ما أطلق عليه مصطلح «GIABTrain»، يقول : هي خدمة تدريب بعيده عن جدران قاعات التدريب، تهدف إلى توفير خدمة التدريب في مجال التنمية البشرية باستخدام تقنية المعلومات لمريديها في المكان والزمان المناسبين لهم، وذلك بتوفير معمل حاسوب متنقل، وخدمة تدريبية خاصة ، وما حققته حتى الآن نشر فكرة المدرب الجوال وخدمة بعض الشركات والمؤسسات لتوفير خدمة التدريب في موقع العمل، المعوقات الخاصة (قيد الوظيفة، ضعف التسويق)، معوقات أخرى (تكلفة المشروع، قيمة الاستثمار)، أخرى متعلقة بالنظام الإداري الرتيب. وعن كثرة انتشار المعاهد التدريبية يقول : الكثرة والتنوع شيء رائع وتدل في معناها الإيجابي على التوجه نحو التعليم، لكنني أقصد هنا المعاهد والمراكز التي فعلاً لديها رسالة ورؤية واضحة وسياسة تخدم تجويد وتطوير التعليم والتدريب في اليمن، والنجوم لا تظهر إلا في السماء الصافية!!!. وكي نساعد بقية المعاهد والمراكز كي تصبح ضمن تلك النجوم يجب أولاً أن تصدق النية وأن تكون لها رسالة فعالة حقيقية لخدمة هذا المجتمع، ومن ثم يأتي دور الجهات المسئولة في الدعم والتوجيه والتقييم - قال تعالى: “إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ” صدق الله العظيم. و الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق، لذا فأن التدريب والتعليم من أروع وأسمى المجالات التي تسهم فيها المرأة في التغيير الحقيقي تغيير الإنسان. والمعاهد والمراكز هي دور العلم والثقافة ومصانع الرجال وساحات الإبداع والمعرفة، فإن لم تكن كذلك فالأولى بمالكيها أن يطرقوا باب أخر للرزق وهي كثرية، لأن المعلم والمدرب دكتور مخ وأعصاب إن أخطاء فتخيل معي النتيجة! وعن وجهة نظره فيمن يرى أن التدريب مكسب مادي يقول: هو فعلاً مصدر كسب رائع وحلال ولكن ليس غاية، ويقاس بمقدار ما يقدمه المدرب من معارف ومهارات وتغيير حقيقي لسلوك المشاركين. وعن الفروق بين التدريب لدينا وفي دول أخرى يرى : من حيث اللوجستية والكفاءة الفردية للمدربين تقريباً قد نوازي ونتقدم على نظرائنا في بقية دول العالم بالذات العربية منها، لكن من حيث الدور والمهام والنتائج أعتقد أننا ما زلنا في الخطوات الأولى لبناء الأمة فكما قال الدكتور الرائع طارق السويدان “بالتعليم والأعلام تتغير الأمم”، والمدرب اليمني يمتلك من الكفاءة ما يؤهله أن يوازي بل يتقدم على نظرائه في الدول العربية والعالمية، والأمثلة في هذا المجال كثيرة، فهناك نجوم يمنية تضيء في عالم التعليم والتدريب. وعن أهم منجز له يقول: في حياتي المهنية حتى الآن وفي طوره الأخير هو «مشروع تطوير وتجويد العمل الأكاديمي في أكاديمية السعيد»، والذي ساعدني فيه وكان له دور كبير أ. نبيل الصيرفي - رئيس قسم التدريب في الأكاديمية. أما بقية المنجزات التخصصية من تدريب وتأهيل وتطوير فكانت متمثلة في الدورات التدريبية والندوات وورش العمل التي أقيمها ضمن وظيفتي أو عملي الخاص أو ضمن مبادرة «معاً من أجل مجتمع تربوي وواعي» التطوعية. وعن وجهة نظره في السفر للتدريب خارج البلد يقول: نعم في حالة تحقيق أهداف التدريب من حيث الجودة والسعر والوقت، ولا إذا كان التدريب تدريب سياحي فقط!. وعن نصيحته للمدربين الجدد اليوم يقول : أذكر نفسي وزملاء المهنة بثلاث رسائل هي «مهنة التعليم والتدريب مهنة الأنبياء والرسل فعلينا أن نأخذها بحقها» الرسالة الثانية «التعليم الذي لا يغير السلوك ليس بعلم» فيجب أن نسعى أن يكون هدفنا الأسمى، الرسالة الثالثة «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً». ولا أنسى أن أشكر شخصكم الكريم وصحيفة الجمهورية التي أتاحت لي شرف الظهور على صفحاتها . [email protected]