مؤسسة موانئ البحر العربي اليمنية إحدى ثلاث مؤسسات للموانئ اليمنية التابعة لوزارة النقل.. فإلى جانب مؤسسة موانئ البحر الأحمر، ومؤسسة خليج عدن تأتي مؤسسة الخليج العربي التي حظيت في الآونة الأخيرة باهتمام متنام من قبل قيادة وزارة النقل ومن قبل القيادة السياسية حيث تم تعيين قيادة جديدة لهذه المؤسسة منذ عامين تقريباً. ورغم قصر الفترة لهذه القيادة إلا أنها استطاعت أن تشد اهتمام واشادة وزير النقل والمتعاملين معها نظراً للنجاحات الكبيرة التي حققتها في الارتفاع بحجم الأنشطة الملاحية ونسبة الإيرادات التي جاءت كنتاج طبيعي للأداء الذي جسد تناغم الجهود الناجحة بين القيادة والمنتسبين والمسئولين عليها بروح الفريق الواحد الذي فعلاً حقق النجاح الذي لم يتحقق خلال سنوات عديدة مضت منذ إنشاء هذه المؤسسة، الأمر الذي استحق من باب الإنصاف تسليط الضوء ولو على عجالة على هذه المؤسسة التي تضم في طياتها موانئ “المكلا، نشطون، سقطرى” وكذا ميناء بروم الذي سيتبع المؤسسة لاحقاً.. مهام وتطوير في البداية تحدث القبطان سالم عوض صالح البعسي رئيس مجلس إدارة مؤسسة موانئ البحر العربي: تعد مؤسسة موانئ البحر العربي واحدة من أهم مؤسسات النقل في الجمهورية اليمنية فإلى جانب مؤسسة موانئ البحر الأحمر في الحديدة، ومؤسسة موانئ خليج عدن في محافظة عدن، تأتي مؤسسة موانئ البحر العربي في محافظة حضرموت حيث تقع إدارتها في مدينة المكلا عاصمة المحافظة، وتضم موانئ “المكلا، سقطرى” وميناء نشطون في محافظة المهرة، بالإضافة إلى كونها تستعد لتأهيل ميناء بروم الذي سيتبع المؤسسة لاحقاً.. وقد أنشأت المؤسسة بموجب القرار الجمهوري رقم 62لعام 2007م حيث جاء في القرار مهام وتسميات لعل في مقدمتها ما ورد في المادة الأولى، والتي تحث على إنشاء مؤسسة باسم مؤسسة موانئ البحر العربي اليمنية لتشغيل الموانئ الآنفة الذكر، وتمتد المسئولية الجغرافية للمؤسسة على امتداد السواحل لمحافظات “المهرة، حضرموت، شبوة” بالإضافة إلى سواحل جزر أرخبيل سقطرى. ومنذ فترة إنشاء المؤسسة وإلى اليوم العمل جارٍ على زيادة النشاط لتطوير الموانئ اليمنية الواقعة على هذا الشريط الساحلي وتوسيع وتنشيط الحركة الملاحية والتجارية للسفن القادمة والخارجة من موانئنا اليمنية في المحافظات الثلاث المذكورة. مشاريع سابقة ويتابع البعسي:والحقيقة أن هناك جهوداً بذلت من قبل قيادة المؤسسة التي سبقتنا، ومن الانصاف ذكرها تمثلت في إنشاء عدد من المشاريع مثل استكمال دراسات إنشاء ميناءي بروم والضبة، وكذا ميناء خلفوت بالمهرة وصيانة الرصيف لميناء سقطرى وبناء مستودع، وإنارة رصيف الميناء وكذا توريد رافعة لميناء سقطرى، أيضاً وتوريد زورق إرشاد بحري لميناء المكلا، بالإضافة إلى ترميم منشآت حيوية لميناء نشطون بالمهرة، وإنشاء حاجز أمواج بمنطقة قصيعر الساحلية ومشروع الحاسب الآلي بالإدارة العامة. ناهيك عن توريد رافعة شوكية مقدار خمسة أطنان وسيارة إطفاء وآلات تنظيف للأرصفة والساحات وقاطرات ومقطورات لنقل الحاويات، وكذا مولد كهربائي KVA500 وآخر بقوة KVA160 بالإضافة إلى توريد رافعات شوكية متحركة، وتسوير ميناء منطقة خلف وميناء المكلا القديم وصيانة كواسر الأمواج بميناء خلف، وكل ذلك خلال البرنامج الاستثماري للأعوام 2007 2011م حيث تم تنفيذ معظمها وبصورة كاملة. وأضاف: لقد تم تنفيذ العديد من المشاريع في مؤسسة موانئ البحر العربي لعل من أهمها مشروع إنشاء ميناء بحري جديد في أرخبيل جزيرة سقطرى وتحديداً في منطقة قرمة، والمشروع هذا بتمويل خارجي من الصندوق الكويتي للتنمية العربية الاقتصادية ومساهمة الحكومة بنسبة 20 % ويهدف هذا المشروع إلى حل مشكلة الجزيرة خلال موسم الرياح وفتح مجال السياحة وإنعاش الحركة الاقتصادية في الجزيرة. تصدير الحجارة واستيراد الفحم الحجري ويمضي القبطان سالم في حديثه: بدأت المؤسسة بتعزيز نشاطها في تفعيل دور شركات التصدير وتقديم التسهيلات لها وتكثيف نشاطها، وفي هذا الإطار كانت قد بدأت الشركة الهندية TRE ND BLOOM نشاطها في تصدير الأحجار إلى دولة الإمارات العربية المتحدة عبر ميناء المكلا حيث صدرت الشركة خلال العام 2012م حوالي “11.509” إحدى عشر ألفاً وخمسمائة وتسعة أطنان من الأحجار عبر خمس رحلات، كانت الأولى منها في 13يناير من العام 2012م على متن الباخرة SHAKER بإجمالي “1221” طناً وشحنة الثانية بالباخرة “SHAKER” بإجمالي كمية “2465” طناً، والثالثة بالباخرة “HALA” ب “2695” طناً، والشحنة الرابعة بالباخرة “ESRA” أيضاً ب “2353” طناً وباخرة أخرى حملت “1875” طناً أيضاً من الأحجار عبر نفس الشركة، وجميع تلك الأحجار تم تصديرها عبر ميناء المكلا أحد موانئ المؤسسة وهذه الأحجار تستخدم في صناعة الجرانيت والرخام. ومن ضمن أنشطة المؤسسة منذ تولينا لقيادتها أيضاً استقبلت أرصفة ميناء المكلا الفترات السابقة بواخر تحمل على متنها مادة الفحم الحجري الذي يستخدم كمادة وقود لمصنع أسمنت حضرموت التابع للشركة العربية للإسمنت المحدودة.. وعلى سبيل المثال فقط فقد استقبلت أرصفة ميناء المكلا في عام 2012م فقط ثلاث بواخر تحمل على متنها مادة الفحم الحجري بكمية إجمالية أكثر من 58ألف طن، وباخرة أخرى مماثلة من جنوب افريقيا وأخرى من جمهورية موزمبيق تحملان حوالي أربعين ألف طن من الفحم الحجري. معالجة أوضاع وفتح نشاط وعن أوضاع عمال الشحن بمؤسسة موانئ البحر العربي فقد التقينا بالأخ القبطان أسامة علي سالم قاسم نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة موانئ البحر العربي نائب الرئيس التنفيذي والذي بدأ قائلاً: لقد شاركت ممثلاً عن المؤسسة في اجتماعات معالجات أو ضاع عمال الشحن والتفريغ في ديوان وزارة النقل حيث تم دراسة هذه الإشكالية ومناقشتها مع معالي الأخ د. واعد باذيب وزير النقل الذي أبدى تجاوباً كبيراً مع هذه القضية بالذات كعادته في التجاوب مع قضايا المؤسسة وعمالها حيث قام وزير النقل بتقديم تقرير أوضح أنه عقب قيام الإدارة المشتركة لأعمال الشحن والتفريغ بالإيفاء بالتزاماتها سيتم مزاولة نشاط الشحن والتفريغ من قبل المؤسسة، ومن ثم إصدار تراخيص. وقد اعتمد مجلس الوزراء المعالجات الخاصة بأوضاع عمال الشحن والتفريغ في ميناء المكلا بناء على التوافق الذي تم بين ممثلي الجانب الحكومي والإدارة المشتركة للميناء، وذلك لتصفية أعمالها وتسوية الالتزامات المتأخرة لها.. وهنا نذكر أن المؤسسة قامت بأعمال الشحن والتفريغ بميناء المكلا بعد أن اعتمد مجلس الوزراء نتائج المعالجات الخاصة بأوضاع الإدارة المشتركة للشحن والتفريغ، وفعلاً نجحت مؤسسة موانئ البحر العربي اليمنية مطلع العام الماضي في شحن الباخرة البوليفية إلى جمهورية جيبوتي ب “1752” طناً من الآليات المتحركة التابعة لشركة “هوك” النفطية وهي أول عملية تقوم بها المؤسسة، وبعدها غادرت ميناء المكلا الباخرة “SUN BIRO” بعد تفريغ “889” طناً من المعدات والآليات والأنابيب لشركة بترومسيلة للاستكشاف والإنتاج النفطي. أنشطة عديدة وعن أنشطة موانئ البحر العربي اليمنية كمؤسسة منذ تعيين قيادتها الجديدة أكد القبطان أسامة علي قاسم نائب مجلس الإدارة أن المؤسسة حظيت بنشاط ملاحي كبير خلال العامين الأخيرين الماضيين حيث قال: لقد حظيت مؤسسة موانئ البحر العربي اليمنية بأنشطة عديدة تأتي ترجمة للاهتمام الذي لاقته المؤسسة من قبل قيادة المؤسسة، وحرصاً من قيادة المؤسسة في إثبات وتعزيز دورها ونشاطها الملاحي وفي هذا الإطار شاركنا مثلاً في اجتماعات خارجية ومحلية كالاجتماع ال45 لمجلس إدارة اتحاد الموانئ البحرية العربية المنعقد في جمهورية تونس، إلى جانب مؤسسات موانئ البحر الأحمر وخليج عدن، كما أن المؤسسة وإيماناً منها على أن العمل متكامل مع أجهزة الحكم المحلي حرصت على الالتقاء بالقيادات المحلية بمحافظة حضرموت والتنسيق معها حول أي مهام مشتركة، كما أن المؤسسة حظيت بزيارة سفراء دول عربية وأجنبية لاستطلاع النشاط الملاحي للمؤسسة عبر موانئها “المكلا نشطون سقطرى” هذا إلى جانب أن ثمة شركات استثمارية أجنبية زارت مؤسسة موانئ البحر العربي اليمنية، وتعرفت على النشاط القائم مثل الشركة الاستثمارية الاسبانية العمانية التي جاءت للتعرف عن كثب لاستعدادات إنشاء الخط الملاحي الجديد الذي يربط ميناء المكلا بميناء صلالة العماني ومنه إلى موانئ دول شرق آسيا، كما زار المؤسسة شركات استثمارية أخرى مثل الشركة المصرية الاستثمارية “غيمان” للاستشارات الهندسية وشركة كورنيش كونسلتنتس للتعرف على الأنشطة والمشاريع المستقبلية الممكنة الاتفاق وتقديم العروض بشأنها. وشركات أخرى زارت واطلعت على أنشطة المؤسسة، ونأتي على ذكر هذه الزيارات هنا من قبيل ذكر أن قيادة المؤسسة تقوم بعملها بانتظام، وتحضى بمباركة وزيارات واهتمام محلي وأجنبي وهذا بفضل تطورها خلال فترة قصيرة جداً، ولا شك أن تقدمنا بالمؤسسة بفضل الله تعالى قبل كل شيء تم بفضل الاهتمام الكبير الذي يوليه معالي وزير النقل شخصياً بالمؤسسة، إضافة إلى الجهود التي لا يمكن نكرانها لعمال وموظفي وكوادر مؤسسة موانئ البحر العربي الذين نعول عليهم الارتقاء بالأداء. إشادة وتكريم ووفقاً للتقارير المالية فإن مؤسسة موانئ البحر العربي اليمنية قد تجاوزت المديونية التي كانت عليها بل رفعت إيراداتها بواقع كبير خلال العامين الماضيين منذ تولي القيادة الجديدة للمؤسسة، الأمر الذي جعل الدكتور واعد باذيب وزير النقل يوجه رسالة شكر وعرفان لقيادة المؤسسة على تفانيها في الأداء وسعيها بنجاح نحو التطوير حيث قال وزير النقل في تصريح صحفي عن المؤسسة “نشكر الجهود المبذولة من قبل قيادة ومنتسبي مؤسسة موانئ الخليج العربي اليمنية والرامية إلى إعادة ميناء المكلا والموانئ التابعة للمؤسسة إلى مكانتها.. وخطة وزارة النقل تتجه صوب تدويل ميناء المكلا من حيث البنية التحتية وجعله ميناء دولياً كبيراً كغيره من الموانئ اليمنية، أما من حيث ميناء بروم الذي يقع ضمن موانئ المؤسسة فإننا نسعى إلى إدراجه ضمن تعهدات المانحين ولا تراجع أو تهاون في تنفيذ هذا المشروع. وأضاف باذيب: “إن هذه الجهود والنجاحات ليست جهود وزير النقل بمفرده، وإنما جهود مشتركة برجال وكوادر وطنية يمنية تبعث على الفخر والاعتزاز فقيادات مؤسسات موانئ البحر العربي والبحر الأحمر، وخليج عدن شباب خريجو الأكاديمية العربية للنقل البحري، ولم يأت بهم واعد باذيب من بيته وكلهم أبناء هذه المؤسسات وكل ما عملناه في النجاحات التي حققوها هو أننا أعطيناهم الفرصة ليثبتوا جدارتهم.
