تواصلاً لمحطات البحث والتنقيب عن النجوم الأوائل في رياضتنا اليمنية ممن كانت لهم الكثير من العطاءات السخية والخالدة في ملاعبنا الرياضية المختلفة وتواصلاً لرحلات الغوص في بحارهم المنعمة بعديد اللآلىء والجواهر..هانحن اليوم نحط رحالنا في اللواء الأخضر (نابولي اليمن) لنسرد بعضاً من الذكريات الجميلة لواحد من أهم العمالقة الأفذاذ في رياضة الوطن ورياضة الشعب..إنه النجم الكبير والأسطوري محمد بن محمد الغرباني الموصوف بالعزي في الطائرة والغراب في كرة القدم والذي يعد واحداً من أهم المؤسسين لرياضتنا اليمنية عبر عديد من المشاركات الدولية وفي أكثر من محفل وأكثر من استحقاق ليس فقط في رياضة كرة القدم بل وفي رياضتي الطائرة والطاولة وبالإضافة إلى أن نجمنا الكبير محمد بن محمد العزي الغرباني كان واحداً من أهم وأشهر نجوم الزمن الجميل في ملاعبنا المستطيلة مع ناديه الشعب والذي لايحبذ وصفه بالعنيد فإنه تميز عن الكثير من أقرانه بملكاته الإبداعية في المجالات الإدارية ليس فقط على مستوى ناديه الشعب بل على مستوى الوطن الذي مثله خير تمثيل كنجم كبير وعملاق ،فإلى تفاصيل البحث والتنقيب في مسيرته الخالدة والحافلة بالعطاءات الجميلة والمتعددة. البدايات الأولى للغرباني لم تختلف البدايات الأولى لنجمنا الكروي الأسبق العزي محمد بن الغرباني عن أقرانه من نجوم كرة القدم فبعد الحارة جاءت المحطة الأولى والأهم في مسيرته الرياضية الحافلة بالكثير من العطاءات وذلك من خلال المدرسة الثانوية بالعاصمة صنعاء في العام 58 59م ومن خلال الفريق الأحمر الذي كان يخوض عديد المباريات مع فرق المعاهد والكليات العسكرية قبل الثورة السبتمبرية المباركة في العام 62م ،حيث كان فريق المدرسة يضم كوكبة من أبرز نجوم اللعبة مثل: علي عبدالغني حسين المسوري أولاد الفقيه محمد وأحمد محمد مفرح حسن خيران وبعد انبلاج ثورة 26 سبتمبر الخالدة عاد نجمنا الكبير إلى اللواء الأخضر لينخرط في صفوف المركز الثقافي الذي أسسه الأشقاء المصريون على غرار المركز الثقافي بمحافظة تعز ضمن اهتمامات القيادة المصرية بعديد المناشط الثقافية والرياضية إضافة إلى دعمها الأساسي في الدفاع عن الثورة اليمنية وكان نجمنا الأسطوري والرائع محمد بن محمد الغرباني من أبرز نجوم الفريق مع زملائه. علي قاسم العطاب محمد فلاح عبدالوهاب صبر رشاد نعمان البعداني محمد الخياط ،وخلال تلك الفترة في مطلع الستينيات كان المركز الثقافي يضم فريقين يعرف الأول بالفريق الأحمر والآخر بالأصفر،أما أولى المواجهات التي خاضها الفريق وهي من المواجهات الودية فقد كانت أمام نظيره المركز الثقافي بمحافظة تعز والذي كان هو الآخر يضم في صفوفه مجموعة متألقة من المع النجوم لعل أبرزهم عبدالرحمن عثمان الملقب بالبرنس وعبدالرحمن خورشيد محمد القصوص علي جمال. العزي الغرباني وشعب إب وقبل عودة الأشقاء المصريين من بلادنا في العام 67م قام نجمنا الكروي الأسبق العزي محمد الغرباني مع رفقاء دربه بتأسيس نادي الشعب بمحافظة إب ،حيث تولى زميله النجم رشاد نعمان البعداني رئاسة النادي فيما كان نجم هذه الاطلالة العزي الغرباني نائباً للرئيس أما المهاجم الكبير علي قاسم العطاب فكان أميناً للصندوق ومشرفاً رياضياً ليتولى ثلاثتهم المهام الإدارية التي أُنيطت بكل واحد منهم بنجاح إضافة إلى استمرار مزاولتهم للعبة كرة القدم كأفضل وأبرز النجوم في تلك الحقبة على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى تميز نجمنا الأسبق العزي محمد بن محمد الغرباني في كرة القدم كجناح يشار إليه بالبنان من خلال نادي الشعب والمنتخب الوطني فإنه كان يزاول في الوقت ذاته لعبتي الطائرة وكرة الطاولة وبتميز منقطع النظير إضافة إلى توليه رئاسة النادي من العام 71 75م. الغرباني وأجمل المباريات أما أهم وأجمل المباريات التي خاضها نجمنا الكبير العزي الغرباني مع ناديه الشعب فقد كانت تلك التي كانت تجمع فريقه مع فرق أندية أهلي تعز أهلي صنعاء أهلي الحديدة ضمن المنافسات الكروية على كأس روثمان وهي من المسابقات الحيوية والجماهيرية في تلك الفترة يومها كانت أهم مواجهات الشعب في ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم تتم أمام أهلي تعز وأهم تلك المواجهات على الاطلاق تلك المواجهة التي انتهت نتيجتها لصالح الشعب بهدفي نجمنا الغرباني ورفيق دربه العطاب ولم يكن نجمنا الكروي الأسبق العزي الغرباني من مؤسسي شعب إب فقط بل كانت له إسهامات فاعلة في التأسيس للرياضة اليمنية عبر المجلس الأعلى للشباب والرياضة والذي كان عضواً فيه عند التأسيس في العام 69م بعد أول انتخابات ديمقراطية وشفافة على مستوى الجمهورية وبعد صدور قرار جمهوري بمجلسه الإداري ،حيث تولى محمد الحيمي رئاسة المجلس ،وجاء أحمد الكبسي نائباً للرئيس فيما كان رفيق دربه رشاد نعمان البعداني النائب الثاني لرئيس المجلس ونجمنا الأسبق العزي الغرباني محاسباً أما الراحل محمد القصوص فكان أميناً للصندوق ليستمر المجلس الأعلى للشباب والرياضة من العام 69 71م وهو العام الذي تم فيه تشكيل وتأسيس الاتحاد اليمني العام لكرة القدم. وبالعودة لأهم المباريات التي خاضها نجمنا الكروي الكبير والقيادي المخضرم العزي محمد بن محمد الغرباني فإنها تلك المباراة التي وصفت بمعركة الجند يوم أن التقى شعب إب مع أهلي تعز في مباراة مفصلية بالحوبان حضرها الآلاف من المشجعين من محافظتي تعزوإب يومها التحم جمهور الفريقين في معركة حامية الوطيس خلفت أكثر من 30 مصاباً مابين جروح وكسور في العظام ويومها وقف الجنود والعساكر في صف الجمهور المناصر للأهلي وحسب نجمنا الرائع والجميل العزي الغرباني فإن أهم مواجهاته الكروية كانت أمام أهلي تعز عام 70 71م يوم أن انتهت نتيجة المباراة لصالح أهلي تعز بهدفين لهدف ويومها تمكن نجم هذه الاطلالة برياضة الجمهورية من تسجيل الهدف الوحيد لفريقه رغم غيابه عن التدريب والذي سبق تلك المواجهة بستة أشهر وبعد تخلي زميله عبده سيف عن اللعب يوم أن كان الغرباني رئيساً للنادي، وفي مواجهة أخرى جمعت الشعب وأهلي تعز تمكن الشعب من الفوز بهدفي الغرباني والعطاب. وعلى مستوى اللواء الأخضر فإن مواجهات الشعب في إطار الدربي الشعب * الفتوة.. فإن مواجهات الفريقين كانت تتسم بالإثارة والندية وبالحضور الجماهيري المتميز يوم أن كان الفتوة يضم في صفوفه مجموعة كبيرة من أبرز النجوم مثل المجذوب السعيدي علي عبده محمد علوان المحلوي..أما بالنسبة لأبرز نجوم الشعب بالإضافة إلى نجم هذه الاطلالة العزي محمد بن محمد الغرباني فهم على سبيل المثال رشاد البعداني والعطاب ومن ضمن أهم المباريات التي خاضها نجمنا الكبير والأسبق محمد الغرباني تلك المباريات التي خاضها العنيد الإبي أمام أهلي صنعاء يوم أن كان الامبراطور أهلي صنعاء والعاصمة صنعاء تعج بأفضل النجوم كالراحل علي الحمامي محمد الأهجري يحيى الظرافي أولاد العذري إضافة إلى تلكم المواجهات التي كانت تجمع زرانيق الساحل الغربي أهلي الحديدة مع عنيد اللواء الأخضر حيث كان الأهلي الساحلي يضم في تشكيلته نجوماً من العيار الثقيل مثل: محمد بشير محمد الجهمي أحمد صالح القيراط علي الورقي والذي لعب للشعب مباراة واحدة. مشاركات دولية ومحطات محورية أهم المشاركات الدولية لنجمنا الكروي الأسبق في عنيد اللواء الأخضر شعب إب وهو اللقب الذي لم يرق للغرباني تلك المشاركة التي مثل فيها المنتخب الوطني لكرة القدم في التصفيات الآسيوية في كمبوديا مع مجموعة من نجوم المنتخب مثل: الراحل علي الحمامي عبدالرحمن عثمان عبدالرحمن المسلماني القصوص وآخرين ،وكما أسلفنا فإن نجمنا الكبير العزي الغرباني سبق له أن مارس لعبتي الطائرة وكرة الطاولة،حيث مثل الركن في اللعبتين في عديد المحافل الدولية لتستمر عطاءاته المتميزة في رياضتي الطائرة والطاولة من العام 72 57م بالإضافة غلى إسهاماته الفاعلة في تمثيل المنتخب الوطني لكرة القدم ،حيث كانت له بصمات جلية وواضحة خلال المهرجان الأول للشباب العربي الذي احتضنته الجمهورية الجزائرية عام 72م يوم أن خاض الغرباني مع المنتخب سبع مواجهات إضافة إلى مشاركته الفاعلة في الطائرة والتنس..أما المشاركة التاريخية لنجمنا الرائع رياضياً وإدارياً العزي محمد الغرباني فقد كانت في الجماهيرية الليبية يومها حظيت البعثة اليمنية باستقبال مشرف من الرئيس السابق معمر القذافي إلا أن روعة وأهمية ذلك الاستقبال تلاشت وتبخرت حينما سحبت السيارة الخاصة برئيس الوفد الأستاذ عبدالله الحلالي والذي كان حينها وزير الشباب والرياضة ويومها رأت القيادة الليبية سحب تلك السيارة وتسليمها لرئيس البعثة الرياضية بجنوب الوطن ,وكي تتجاوز بعثتنا الرياضية ذلك الموقف المحرج والتصرف الغريب وجه رئيس الوفد اليمني عبدالله الحلالي بالتوجه إلى القاهرة ،حيث أمضت البعثة هناك شهراً كاملاً على نفقة الوزارة ليتجاوز الجميع غصة المشاركة في العاصمة الليبية. هوامش: الخبرات الإدارية والرياضية لنجمنا الرائع العزي الغرباني سخرها في خدمة الشعب وخدمة وتأهيل بعض عناصره مثل الدكتور أحمد عبدالعزيز القباطي عبدالكريم الصباحي الملقب ب«الحاج» وهو من حكام القضاء المعروفين. في واحدة من أهم مباريات الشعب أمام الصحة من تعز تسبب المدافع الراحل أحمد عبدالعزيز بإعاقة نجمنا الغرباني لشهر كامل بعد أن أوقعه على واحدة من شجيرات الملعب ورغم تلك الإصابة التي تعرض لها إلا أنه يصف الراحل أحمد عبدالعزيز بأنه من أفضل المدافعين. ولأن الغرباني كان من أفضل المهاجمين فإنه يعتقد أن الظرافي وعبدالملك من أفضل الحراس والأخير لعب للشعب لفترة محددة. نجمنا الكبير العزي الغرباني غير راض عن نعت الشعب ب«العنيد» لأنه يعتقد أن العنيد هو من يأخذ حقه بالباطل، وكان الحمامي قد قام بتصميم شعار الأسد لناديه الشعب وتم التنفيذ في العاصمة السورية «دمشق» أما اللقب الذي يستحقه الشعب حسب النجم الاسطوري محمد الغرباني فهو «المثابر». بطاقة تعريف: الأسم: محمد بن محمد الغرباني من مواليد 1946م إب الحالة الاجتماعية متزوج وله عشرة أبناء خمسة ذكور وخمس إناث عمل نائباً لأوقاف إب حتى عام 2001م .. والغرباني يطرب كثيراً لسماع الآنسي فيروز أم كلثوم.
