من الصعب أن تتحدث عن شخص لم تعايشه أو تتعامل معه من قبل من الصعب ان تعطيه حقه لكن من خلال الاطلاع على سيرته وما تحتويه تشعر انك امام مدرب تعرفه من سنوات وهذا ما ينطبق على صانع بصمتنا: عبدالله الشعراني - مدرب معتمد لدى العديد من الجهات المحلية و الاقليمية و الدولية , استشاري الموارد البشرية في الصندوق الاجتماعي للتنمية , حاصل على شهادة الماجستير والدكتوراه المهنية من كلية كامبردج بريطانيا - تخصص تنمية بشرية و تدريب, يسعى الى تطوير نفسه و من حوله لصنع منظومة متطورة تكمل بعضها البعض, و من ثم لخدمة الوطن. كانت البدايات له مع التدريب حسب قوله: في مدارس المحافظة حيث عملت محاضراً منذ سنة 1997, بحكم شغفي الكبير بالإذاعات المدرسية, كنت أتنقل هنا وهناك أوعي الطلاب بأهمية التفوق و الانضباط, و لم أكن أعرف شيئاً عن التنمية البشرية أو التدريب, وفي منتصف سنة 2001 حضرت أمسية تدريبية للدكتور حمود الصميلي و كانت تتحدث عن النجاح, فشدني الموضوع, وطريقة المدرب, واستغربت لماذا كل هؤلاء الحاضرين في هذه القاعة الكبيرة, فعرفت أن هذا يدعى بالتنمية البشرية , فقررت أن ألتحق بهذا المجال , فعملت على متابعة دورات و برامج الدكتور: إبراهيم الفقي رحمه الله تلفزيونياً, و بدأت محاضراتي في المدارس بحلول سنة 2002 بطريقة مختلفة , ذات نفع أكبر، ويقول: كنت دائم التساؤل لماذا سعر شهادة تدريب المدربين في سنة 2002 تربو على ال 500 دولار و في بعض الاحيات تصل الى 2000 دولار, و أنا لا أمتلك , فكنت أقلد حركات المدربين, بدون أن أعرف السر و بدأت أدرب بعض الدورات وأنا لا أمتلك شهادة تدريب مدربين في وقت كان الكثير يعولون على الشهادة, كنت أعول على العلم و المنفعة كمحاضر وليس مدرب. وعن أبرز المدربين اليمنيين الذين تأثر بهم يقول: هم الأستاذ علي الحبيشي, الأستاذ عصام الحمادي, الدكتور عبد القادر دهمان, الأستاذ بندر النبوص, الأستاذ عبد الغني الظبياني, والمفكر القدير المهندس: أحمد قائد الأسودي والذي أعتبره قلب اليمن النابض بالفكر والعمل الجاد لخدمة ونفع الشباب و الوطن. ويقول انه اتجه للتدريب لعدة أسباب منها: أن التدريب والتغيير رسالة الأنبياء والعظماء والقادة, وإكمالاً لمسيرتي في بناء وتطوير نفسي والعمل على بناء وتطوير من حولي, ولأن التدريب رسالة راقية ومؤثرة اسأل الله أن ينفعني بما علمني وفهمني, وأن يستخدمني في نفع و تعليم الآخرين، والتدريب لغة التغيير والثورة الحقيقية على النفس بفضل الله. وحينما تجد الكثيرين من أبنائنا واخواننا يقفون على الأرصفة وعلى قارعة الطريق ينتظرون شيء لا يعرفونه (أحسبه المجهول), ما أجمل أن ترشدهم إلى تحقيق أهدافهم وتطوير ذواتهم, وخدمة وطنهم, والأمة والعالم أجمع, وذلك كله يتم بالتدريب , فالتدريب هو عملية منهجية تبدأ بالمعلومة تتخللها المهارة المتوجة بتعديل السلوك يلازمها التقييم والتعديل والتطوير, و بذلك أقول أن التدريب عملية لا تنتهي أبداً مواكبة للتطورات والتغيرات الجديدة, واكررها أن التدريب بداية الثورة الحقيقية على النفس بفضل الله . وعن التخصص في التدريب بقول الشعراني: التخصص في مجال واحد هو الأفضل لكي أبدع و أتميز أكثر, مثلاً حينما يصاب الشخص بمرض الكلى لاسمح الله فهل يذهب إلى دكتور الأسنان, أكيد لا, كذلك التنمية البشرية ما أجمل أن نتخصص فيها بمجال واحد و نتميز فيه, ولا مانع من التخصص في أكثر من مجال شرط الإجادة و التخصص, وليس الكذب على الدقون, فأنا و كثيرون نستغرب من ذلك المدرب الذي يقول بمليء فيه أنا مدرب تنمية بشرية , باستطاعتي أن أدرب كل شيء, وننصحه أن يتخصص بمجال واحد من مجالات التنمية البشرية، وعن نفسي تخصصت بمجالين فقط: التطوير الإداري والتحفيز الذاتي، ويضيف: فما أجمل أن يتخصص كل مدرب في مجال يحبه و يجيده و يتقنه مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه, والاتقان يأتي بالتخصص وعدم الخوض في مجالات لا أجيدها, فالتدريب رسالة يجب علينا نقلها بأمانة و مصداقية، و كم يكون المدرب كبيراً بنظر ربه وثم نظر الآخرين حينما يأتيه عمل تدريبي لا يجيده فيتمنع بأدب قائلاً: عفواً ليس تخصصي, وأشير عليكم بالمدرب الفلاني لأنه متخصص في هذا المجال. وعن مواصفات المدرب الناجح: هناك مواصفات كثيرة للمدرب الناجح أذكر منها: الإجادة والاتقان بمعنى التخصص في مجال يحبه ويجيده, وكذلك التطبيق بأن يطبق المدرب ما يقوله بالفعل فالكثير يقفون عند محطة الأقوال, والقليل قد ركبوا قطار الأفعال بالتطبيق والممارسة, و كذلك من مواصفات المدرب الناجح أن لا يتنافس مع الآخرين بل يتكامل معهم و ينافس نفسه كيف كنتُ و كيف أصبحتُ, وكذلك أن يجيد المدرب تطبيق ما تعلمه من تحليل الاحتياجات التدريبية و تصميم الحقيبة التدريبية المناسبة, وكذلك الثقة بالنفس وإجادة مهارات العرض والإلقاء والتواصل الفعال وأن يترتب على التدريب إكساب المعلومة والمعرفة وصقل المهارة وتعديل الأفكار والسلوك, والتقييم المستمر للعملية التدريبية والتعديل و تصحيح العملية التدريبية, وكذلك التجديد والتطوير من كافة النواحي العلمية والمهنية . ويقول: لابد و أن أتذكر ونتذكر أن التدريب رسالة قبل أن يكون سلعة أو تجارة, ولا يوجد أي مانع من الكسب المادي من وراء التدريب شرط المصداقية والأمانة والعمل ضمن المعايير الضابطة للعملية التدريبية, وقد تعرت الكثير من الشخصيات والمراكز والمعاهد والأكاديميات والجامعات التي تعمل من أجل الكسب المادي فقط, وهنا أنصح جميع المتدربين والباحثين عن الفائدة بأن لا يخجل في مطالبة المدربين والجهات التدريبية بصور الاعتمادات والتراخيص الخاصة بمزاولتهم لهذه المهنة, قرابة 12 سنة لم أجد إلا جهتين فقط تطالبني بإبراز اعتماداتي كمدرب, أما عن تصريح العمل لي كمدير لأكاديمية ومؤسس شركة تدريبية لم يطالبني أي شخص بإثبات ذلك حتى الآن. لكن بعض الأفراد والجهات التدريبية يبحث عن المدربين العرب والأجانب والسفر خارج الوطن باحثاً عن السمعة والصيت والسياحة لا أكثر, ونتفاجأ بمدربين يمنيين يقدمون هذا العلم أفضل بكثير مما يقدمه الآخر, فالمدرب اليمني له اسمه وبصمته على المستوى المحلي والدولي, ولهذا لا يعني سفر البعض للتدريب خارج الوطن عدم كفاءة المدرب اليمني, وهنا أحب أن أنوه أنه لا يوجد شيء اسمه مدرب محلي ومدرب دولي بل الكفاءة والجودة في التدريب هما المقياس الحقيقي لذلك, ولا توجد شهادة محلية و شهادة دولية فأي شهادة توثق من وزارة الخارجية الخاصة ببلدها تعتبر شهادة دولية, واي شهادة لا توثق من وزارة الخارجية فهي شهادة وهمية مضروبة. وعن البصمة التي يفتخر بها يقول: هي مساعدة أكثر من 360 شخص بالإقلاع عن مضغ القات, وكذا قرابة 10 أشخاص في الإقلاع عن التدخين , و كذا قرابة 200 شخص بترك عادات سلبية و تغييرها بايجابية , و كذلك حل أكثر من 500 مشكلة أسرية , و إرشاد أكثر من 10000 طالب وطالبة للتفوق في حياتهم ودراستهم , و المساعدة في إطلاق مهارات الحديث و العرض و الإلقاء لأكثر من 3000 شخص, وهذا كله بفضل الله عز وجل, أبرأ إليه من حولي وقولي إلى حوله وقوته. وعن المشاكل التي تقف أمام تطور التدريب في اليمن من وجهة نظري: تحول دور وزارة التعليم الفني والتدريب المهني من جهة ذات معايير وإشراف ورقابة وتعديل إلى دور جباية الأموال فقط دون أي اهتمام بالمعايير, و عدم الوعي بأهمية التنمية البشرية في هذه الوزارة, وغياب الوازع الديني والضمير الوطني الحي, وكذا غياب الأمن, واعتبار أية جهة تدريبية هدف للطامعين من ضرائب وواجبات وتأمين وغرفة تجارية وسجل تجاري وإيجارات أبنية يؤدي إلى رفع أسعار الدورات والبرامج دون الاهتمام بالجودة والمعايير فتجد دبلوم في 12 ساعة, وشهادات دورات دون أن يحضر المتدربون, وكذلك غياب توجه الدولة والحكومة نحو تنمية معلوماتية و فكرية ومهارية وحضارية . وعن وجود المرأة في التدريب قال: لكل مجتهد نصيب ولا فرق بين مدرب أو مدربة إلا بالقيم و الجودة فقط, و أتمنى أن تتجه المرأة اليمنية للتدريب و المشاركة الفعالة في نهضة الذات و الوطن. ويوجه الشعراني رسالته كمدرب: «اسعاد نفسي و العمل على اسعاد من حولي في ظل رضا رب العالمين» وأن نتخصص في مجالات معينة وأن نكتشف ونضيف الجديد لهذه المجالات.