صانع بصمتنا لهذا الأسبوع شاب لديه طموح و يتحدى الواقع يعيش دائما في المستقبل يعمل في التدريب منذ 2001م لكنه احترفه في عام 2008م إنه: رائد بن احمد العبدلي خبير ومستشار تدريب.. يتذكر اللحظات الأولى له مع التنمية البشرية كمدرب فيقول: لعل بدايتنا كانت مع مساجد الحديدةالمدينة التي افتخر انني ترعرعت فيها وتربيت، ومع مشايخها بين ايديهم نتدرب على سفينة النجا، ومتن الاجرومية، وسبل السلام، وبين صفحات القرآن الكريم، وتدربت فيها منذ نعومة اظفاري على الخواطر والخطابة فكانت تلك المهنة التي سألت الله أن أعيش بها وأختم بها حياتي محاضرات المسجدية علمتنا الكثير والتتلمذ على طلاب العلم ايضا شذَب اتجاهاتنا وبدأت أتدرب على أيدي المدربين عندما كانوا يزورون اليمن مثل الدكتور ابراهيم الفقيه رحمه الله تعالى والدكتور طارق السويدان حفظه الله واهتممت كثيرا بهذا الاتجاه حتى تفرغت له تماما في عام 2008 واحترفت الاستشارات الادارية كمتخصص في ادارة الاعمال، والحمد لله رب العالمين ما زلت أبحث عن كل جديد في تخصصي وأطور نفسي فيه .. وأسال الله ان ينفعنا بما علمنا.المدربون الذين تدرب على أيديهم يتذكر أبرزهم فيقول: طبعا كان لشيخي الفاضل الفقيه الحافظ والداعية خالد الغزالي حفظه الله تعالى في مدينة الحديدة الاثر الاكبر في دعم شخصيتي ومنذ الوهلة الاولى اعجبني منطقه وسمته, والدكتور طارق السويدان كان له اثر كبير في تشكيل شخصيتي كمدرب وكان في خطتي الشخصية بعام 2001 هو النموذج القدوة لي, تدربت على ايدي مدربين أجانب مثل ايمون دارسي ومستر وولف وجريجوري فيرناندو والدكتور حميد العسلي بريطاني من اصل يمني وهذا ايضا له اثر كبير في تشكيل شخصية القائد الاداري داخلي عملت معه و تدربت ايضا والدكتور الماليزي محمد عبدالله سيد عثمان كثيرين ويمنيين ايضا لهم فضل كبير في ذلك والحمد لله رب العالمين اخر دورة اخذتها ومنحتني لقب مستشار وخبير تدريب على يد دكتورنا الكبير محمد كمال مصطفى واعتمدني ماستر ترينر في الرخصة الدولية ومعهد المدراء المحترفون والمجلس الامريكي للتدريب استاذي الدكتور خالد خلاف.. ولن اتوقف عن طلب العلم فهو رسالتي في الحياة. وعن الأسباب التي جعلته يتجه للتدريب يقول العبدلي: التدريب مهمتي التي افتخر بها واسال الله ان يستخدمني من خلالها كانت قبل الدكتوراه وستظل معها وبعدها والى اخر العمر ان شاء الله لأني وجدت نفسي في التدريب و عندما تخيلت نفسي مديرا او قائدا لشركة او مؤسسة اجد نفسي ادرب من خلال القيادة واعمل كمستشار اكثر من مدير و لا أجد نفسي بمكان آخر. والتدريب يعني له – حسب كلامه - عملية تعليمية مخططة ومنظمة تهدف الى تغيير سلوك الافراد و تعديل اتجاهاتهم في الحياة ليعيشوا وينجزوا بشكل افضل ولذا وجدته مقربة الى الله تعالى رسالتي التي اود ان اقابل الله تعالى بها, ان تكون ملهما للنجاح ومستلهما له شيء جميل في الحياة, ان تعين الناس ليعيشوا حياة كريمة مع النجاح شيء رائع, ان تشعر بالرضا لأنك تحقق ما يرضي الله تعالى منك جنة الدنيا هذا التدريب بالنسبة لي. وحول المجال الذي يجد نفسه فيه أكثر كمدرب أم دكتور إدارة أعمال يقول: أنا أمارس التدريب والاستشارات منذ وقت طويل والدكتوراه التي لدي تنفيذية مرتبطة بالعمل الاستشاري واعمل في الاستشارات التدريبية اكثر واجد نفسي فيها عملت كأكاديمي من قبل كمعيد وكنت متميزا والحمد لله و لكن في التدريب اجد ان هناك اثرا اكبر وتفعيل لقدرات الناس وفايدة لهم اكثر وعندما ترتفع معاييرك نحو الافضل انت تشعر بالأفضل بالتأكيد.. ويستعرض المدرب رائد وجهة نظره حول التخصص في التنمية البشرية “مجال واحد” أم يفضل أن يكون مدرباً متعدد المجالات يقول صانع البصمة العبدلي: من أساسيات النجاح التخصص حتى يكون المدرب متقنا لما يقول ولديه المصداقية بما يفعل خصوصا مع قلة المعرفة والتطبيق المبتور لكثير من المهارات لدى الكثير من المدربين يجعلهم يركزون على النجومية والشهرة اكثر من تقديم الرسالة ولذلك ارى ان التخصص يخدم المجتمع ويخدم المدرب ويخدم العلم فما تركز عليه تحصل عليه، نجد الكثير من المدربين يدربون بكثير من التخصصات وعذرهم ان العلماء المسلمين كانوا يتقنون فنون كثيرة مثل ابن سيناء كان في كل العلوم بحر ونسوا ان العلوم كلها كانت في ذلك العصر بمهدها ولم تصل الى ما وصلت اليه الامور في القرن العشرين بل واصبح في التخصص الواحد عدة فروع ويمكن ان تكون بالمستقبل مع كثرة الابحاث تخصصات فهذا ليس عذرا البتة والتخصص يمنح المدرب رونقا من الجاذبية الشخصية والفاعلية والكفاءة في التدريب.. وعن كثير من المدربين الذين يرفعون لافتات أشبه بلافتات الأطباء كل شيء يقومون به وكل شيء يدربون فيه يقول: للأسف الشديد لا يوجد للتدريب جهة رسمية تهتم به وتضبط جودته وترتب آلية الانتماء والانتساب اليه اسوة بالطب والهندسة والمحاماة وغيرها من المهن ولهذا يفعل من يشاء ما يشاء، والحقيقة ان السوق الان يفرز ويرتب ترتيبا تلقائيا لانتشار الثقافة لدى المستهدفين ومن تراه يعمل بتلك المنهجية يعمل بشكل عشوائي وغير منظم ولن يستمر كثيرا حتى يتخصص ويتقن علم وفن معين ينفع الناس, والكثير منذ عشر سنوات تقريبا عايشتها في التدريب برز الكثير وانتهى الكثير والان يفرز لنا الواقع اكثر ويهذب التدفق الى التدريب بشكل مرضي نوعا ما, فانصح المدربين الجدد والقدامى بان يتخصصوا ولا يدخلون في علوم ليست من تخصصاتهم. ويضيف: ما أتمناه هو أن يكون هناك وزارة خاصة بالتدريب وتنمية الموارد البشرية تضبط جودة التدريب وتسيره نحو توجه استراتيجي موحد ليخدم البلد والشركات العاملة فيها، أما ما تفضلت به هو تحول التدريب إلى سلعة في ظل غياب الوعي التدريبي لدى العميل أو المستهدف, ونحتاج إلى رفع مستوى الثقافة التدريبية لدى المستهدف أولا حتى لا ينتشر التلوث في البيئة التدريبية أكثر ونحد منه واخشي ما أخشاه دخول الغث في الجوانب التي تدعى بالطاقة والبرمجة والجرافولوجي بمعتقدات الناس وقيمهم الشخصية دون تفصيل أو توضيح أو تحديد بجهل من المستهدف والمدرب وهذا ما نجده عند الغالب ممن يدرب تلك الفنون. وحول مواصفات المدرب الناجح من وجهة نظره كخبير يؤكد القول: المدرب الركيزة الأكثر قوة في انجاح العملية التدريبية لابد من ان يتصف بمواصفات تمنحه القوة للأداء وتمنحه القوة للاستمرار وأرى ان اهم صفة هي التخصص, فالتخصص هو من يمنحه القوة للعطاء والثانية هي القدرة على التواصل وإيصال المعلومة ومنها مهارات العرض والالقاء والتعامل مع المتدربين والعملاء ومن الصفات الملتحقة بالتخصص الامانة العلمية والتدقيق ومتابعة الجديد. وعن كثير من المدربين الجدد الذين يأخذون دورة TOT من هنا ونجده يتعامل مع الناس من زاوية فيها غرور يقول عن ذلك: قرأت مقولة لابن سيرين يقول “ان هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم” فالتدريب فنون ومهارات لتعليم العلم ومعلم الناس ينبغي ان يتصف بصفات تؤهله ان يكون معلما يؤجره الله في الدنيا والآخرة, الخلل يكمن في القيم التي تشكل شخصية المدرب والتي اكتسبها من مدربه او مدربيه، و تلك المسألة لها ارتباط ايضا بالمعايير التي يعتمدها خبير التدريب في اعتماد المدربين فيمنحون الشهادات دون ضوابط او معايير، وحلها تكوين جهة ضابطة لجودة التدريب واعتماد للمدربين وجهة حكومية ملزمة وليست جهة شخصية او عائلية.. وحول التطوع في حياة الدكتور رائد يقول: العمل الطوعي لخدمة المجتمع, الاساس الذي يصنع القائد قربه من الناس وما يمكنك من صناعة القيم التي تضمنها رسالتك ان توسد لها في المجتمع ونحن نقدم رسالة وليس تجارة ولذلك نعمل بتوفيق من الله تعالى في هذا المجال بالبرامج الانسانية والتنمية الذاتية والمجتمعية، كنت بفضل من الله تعالى من الجيل الاول المؤسس لمنتدى صناع الحياة وعملت في التدريب بكثير من المؤسسات الطوعية العاملة في اليمن والحمد لله على توفيقه في ساحة التغيير قدمت الكثير من البرامج التدريبية على منصة ساحة التغيير صنعاء, وعلى استعداد لتقديم البرامج الخاصة بالتنمية الذاتية والاجتماعية لأي جهة طلبت ذلك فتلك رسالة نقدمها. وعن تفسيره لظاهرة السفر من قبل بعض المدربين لحضور برامج تدريبية خارج الوطن مع ارتفاع كلفتها يقول العبدلي: للتدريب إبعاد كثيرة من ضمنها البعد الترفيهي وهذا ما يفعله الذين يسافرون لحضور برامج خارج الوطن و نحن ايضا كمدربين نخرج للتدريب والكثير منهم يحضرون لنا أيضا في الخارج هذا طبيعي في ظل توفر الامكانيات المادية لدى المستهدفين. ويؤكد أن ذلك لا يعني أن المدرب المحلي غير كفء ليقدم برامج تحمل مواصفات البرامج التي يسافر الآخرون للمشاركة فيها فيقول: لا تحمل مسألة السفر أية دلالات تدل على ما تفضلتم به من عدم كفاءة المدرب المحلي او اليمني بل لها ارتباط بالبعد الترفيهي والسياحي والمدرب اليمني اخترق الكثير من الدول وله حضور كبير في دول الخليج وافريقيا بل وفي اوروبا وامريكا والحمد لله. وعن رؤية البعض أن التدريب “كسب مادي” وتناسى الرسالة التي يحملها المدرب قبل البحث عن الأموال يقول: بالنسبة للعائد المادي لا ضير فيه ولا مشكلة لعدم وجود مانع شرعي في ذلك ففي الحديث “ان أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله” ونفرق هنا بين التدريب الاداري والتدريب القيمي والاخلاقي وهنا تكمن رسالة المدرب, رسالتي كمدرب اسعى الى رفع مستوى اداء عملائي للوصول الى اعلى مستويات الجودة في الانتاجية وهكذا اخدم امتي واخدم ديني تحمل التوجه القيمي و الاخلاقي. وحول انخراط المرأة في التدريب اليوم وصار البعض منهن مدربات يشار إليهن بالبنان يقول: بصراحة لا أرى أن هناك تفريق بين الرجل والمرأة في التعليم والتعلم و المرأة كالرجل تحمل المسئولية معه لأنها تعيش معه في المجتمع وتؤثر وتتأثر, تدربنا على ايديهن ودربناهم وتدربنا معهن نحمل نفس الهم ونعيش نفس الهمة.. وعن ابرز البرامج التدريبية التي يقدمها اليوم يقول العبدلي: أركز على البرامج التدريبية الادارية والاستشارات الادارية والتسويقية, ركزت على البرامج الخاصة بالقيادة الادارية وما يتعلق بتدريب المدربين والاحتياجات والتخطيط للتدريب وموازنة التدريب فهذا تخصصي.