بات من المؤكد أن هناك من لا يريد للإعلام الرياضي أن يعيد التحام صفوفه واجتماع أعضائه في إطار وكيان «اتحاد الاعلام الرياضي» ، فقد كان الأمل في أن يعاد تكوينه من خلال المؤتمر الرياضي الذي كان في تعز وهي النقطة الحسنة التي كانت من المؤتمر للإعلاميين في أن يعيدوا ترتيب كيانهم بعد شتات وتشتت استمر طويلاً. اللجنة التى تشكلت يومها ماتت موتاً بطيئاً حتى لم يتبق منها إلا نفر قليل لم يعلنوا انسحابهم منها، على أمل ان يكون هناك توافق او التقاء ترتيب لعقد المؤتمر الانتخابي الجديد لاتحاد الاعلام الرياضي وتبخر الامل وصار وهماً، لأن معطيات وحقائق الواقع تثبت أن عودة الإعلام الرياضي لواقعه الطبيعي لن يكون في صالح من اعتاد أن يعيش على الهامش ويده ممدودة “تشحت” الفتات من تلك الجهات المستفيد من بقاء التفرق بين الاعلاميين الرياضيين. وجود اتحاد الاعلام الرياضي سيعمل على رد اعتبار كثير من الاعلاميين الرياضيين الذين تعرضوا للتهميش والإقصاء سواء من وسائل اعلامية او من جهات معينة ، بل سيرد الاعتبار لعمالقة الاعلام الرياضي الذين هم من الرعيل الاول في تأسيسه ثم وُضعوا في الهامش لأن هناك من أراد لهم ذلك. عودة الحياة الى اتحاد الإعلام الرياضي يعني تنقيته من كل الأوبئة التى اعتلته وأصابته، وستجفف بؤر تفريخ اقلام مريضة تبيع قيمها ومهنيتها بقليل من الريالات. لا ننكر أن الاعلام الرياضي مليء بأناس عاطلين عن العمل فانخرطوا في الاعلام الرياضي ليجدوا لهم مجالاً يبتزون فيه سين وصاد من الناس او جهة ما ، وبالتالي شوهوا قيم المهنة وأساءوا للكثيرين وصار من المحتم ان يوقف في وجوههم إما إرشادهم إلى الصواب أو الحد من انتشارهم المميت للمهنية والحيادية والشفافية والموضوعية . أعتقد انه من الخطأ الكبير أن يكون الاعلام الرياضي تابعاً لوزارة الشباب والرياضة لأن هناك في الوزارة ترى ان عودة الاعلام الرياضى اليوم إلى وضعه الطبيعي سيشغلها وسيسبب له قلقاً ، بل ليس مناسباً بالنسبة لها أن تقوم للإعلام الرياضي قائمة، ولذلك استطاع بعض الناس في الوزارة ان يقتلوا فكرة عودة الاعلام الرياضي والدليل عدم التفاعل مع اللجنة التى تكونت عقب مؤتمر تعز الرياضي رغم مكانة وقوة الأسماء التى تكونت منها اللجنة يومها. ولذلك هناك من يرى أن بقاء الاعلام الرياضي “مشرذم” افضل و«أريح» لهم من التوحد ولملمة أعضائه الذين يتكاثرون يوماً بعد يوم. وأصبح المستفيدون من تشرذم الاعلام الرياضي يوسعون الفجوة بينهم ويمارسون سياسة “فرق تسد” فترى البعض لم يعد يتجرأ أن ينتقد وزيراً ،او مديراً ،او ،رئيس نادٍ ،او لاعب لأنه قد طعم “ فتات” اولئك فصار رهن وأسير احسان من يدفع حتى لو كانت ملاليم ، وصار الفساد الرياضي اليوم له رؤوس وله علامات كثيرة وأصبح رؤوس الفساد المالي والإداري في الشأن الرياضي في مأمن من عدم وجود من يمكن ان يتناولهم من قريب او بعيد لأنهم قد ضمنوا وجود من يدافع عنهم في تلك الوسائل. وقلة من الأقلام ترى إن قيم ومبادئ المهنة تحتم عليها ان تظل عند موقفها وفي مواقعها ترصد بؤر الفساد والفاسدين وتكشفهم للرأي العام بوثائق وأدلة، وهذا النوع يعاني من القائمين على الصفحات الرياضية الذين جعلوا من أنفسهم حماة لبعض الرموز المتهمة بالفساد المالي والإداري من خلال تقارير رسمية، وتحول المشرفون على تلك الصفحات إلى واقيات ومصدات لا يسمحون بتمرير نقد يطال اولئك المتهمين بالفساد. وهنا نذكر بعض الإخوة الزملاء في الصفحات الرياضية أن يفرقوا بين النقد البناء وبين التجريح والتطاول الشخصي على بعض الأسماء فليكن تعاملهم المهني مقدماً على اي شيء آخر، نذكرهم ان القلم امانة وأن يفسحوا المجال امام النقد الذي يبني ويردم مواطن الخلل في الوسط الرياضي من القاع الى القمة، فمن يداهن او يدافع عن فاسد او فساد بعينه فهو خائن لأمانة القلم التى تحمل مسؤولياتها. عندما تضيع القيم ويفقد الصحفي الرياضي شرف مهنته حينها لنقرأ الفاتحة عليه لأنه هنا لم يعد أميناً في مهنته وانحرف عن مساره الطبيعي وحينها لا غرابة أن نرى رؤوس الفساد تتطاول وتتهم الصحفي بأنه أبو «ألف» ان لم يصل سعره البخس إلى خمسمائة ريال. قيمة الصحفي ليست بالريالات التى يجدها من البعض بل قيمته بقلمه ورصانته ونضجه وتعاطيه مع الواقع والوقائع دون محاباة او خوف وقلق من سين وصاد. دعوة لكل الأقلام الرياضية الشريفة للإسراع في إعادة ترتيب واقع الاعلام الرياضي من خلال تكوين «جمعية الاقلام الرياضية اليمنية» مادام وهناك من يصر على ان يكون الاتحاد العام للإعلام الرياضي مرهوناً بيد وزارة الشباب والرياضة ،بينما ستكون الجمعية المشكلة غير مرتبطة بجهة. [email protected]