آمال واعدة في تحصين جميع الأطفال دون سن الخامسة، ليس شعاراً مبتذلاً بل الحقيقة تتجلى في هذا الوصف.. فما تشهده الصومال وجاراتها(كينيا وأثيوبيا) من موجة انتشار لفيروس الشلل، وكذلك سوريا التي ظلت قرابة(15) عاماً خالية تماماً من الفيروس..حري أن يؤخذ على محمل الجد وواسع الاهتمام؛ وسط أوضاع سياسية غير مستقره وصراعات مسلحة جعلت من فيروس الشلل أسوأ وأشد خطراً على بلدان عديدة بالمنطقة أكثر من أي وقتٍ مضى. وها هو الفيروس اليوم يحل على أراض العراق بشكلٍ مؤكد بعدما رصد ظهوره مجدداً في فبراير الماضي، ومعه تزايدت المخاوف حتى على البلدان ذات المستويات العالية في التحصين بكامل اللقاحات والتي تشهد أوضاعاً صحية أفضل لا ترقى إليها الكثير من البلدان! الأمر الذي جعل اليمن في وضعية تهديد سببه عدم بلوغ التغطية بكامل لقاحات التحصين الروتيني مستوى عالٍ جداً ليقلل من هذا الخطر؛ وسط عزوف قلة قليلة من الآباء والأمهات عن تحصين أطفالهم دون الخمس سنوات في حملات التحصين المتكررة، بمعية حرمان البعض لأطفالهم من تلقي جميع أو بعض لقاحات التطعيم الروتيني المعتاد، رغم أنها متاحة لجميع المستهدفين من الأطفال وبالمجان في سائر المرافق الصحية. ومع ذلك، فإن اليمن - بفضل الله تعالى- وجهود التحصين المستمرة والواسعة لا يزال خالياً من فيروس الشلل ليحصد بعد أن تأكد خلوه من الفيروس عام 2006م على اعتراف من منظمة الصحة العالمية بعد ثلاث سنوات وتحديداً عام 2009م، مفاده: أن فيروس الشلل لم يعد موجوداً في البيئة اليمنية تماماً مع حالة انعدام مطلق لأية حالة إصابة جديدة، في ظل منظومة تبليغ متكاملة وترصد وبائي نشط ومحكم؛ جُمعت ولا تزال تُجمع بموجبه عينات برازية للفحص من جميع الحالات المشتبه إصاباتها بالفيروس، ثم تجمع للإثبات القاطع لتفحص مخبرياً فحصاً دقيقاً لدى المختبرات المرجعية المعتمدة لدى منظمة الصحة العالمية، ومن واقع نتائج بالغة الدقة بنسبة (100%) يظل اليمن إلى الآن معافاً تماماً وخالياً من فيروس الشلل، والكل- من هذا الإجراء إلى جانب تحصين الطفولة- يمضي مع مراقبة طبية مستمرة ودراسة وتمحيص من خبراء محليين وأجانب من ذوي الكفاءات على أعلى مستوى، في الوقت الذي دأبت فيه وزارة الصحة وشركائها- بأقصى إمكاناتها وطاقاتها- ورغم كل التحديات- على الاستمرار في دعم أنشطة التحصين المختلفة حتى تحافظ على خلو البلد من فيروس شلل الأطفال والذي لم يكن سهلاً حصاده عام 2006م وكذلك الحفاظ عليه حتى يومنا هذا، ثم أنها زادت من وتيرة دعمها وتنفيذها لأنشطة التحصين وحملاته بشكلٍ مستمر؛ على خلفية استمرار تدفق لاجئين ومهاجرين من القرن الأفريقي إلى اليمن بطرق غير رسمية وبقاءهم بهذه الكيفية طلقاء بمعزلٍ عن الإجراءات الصحية الاحترازية المتبعة من قبل وزارة الصحة على الدوام في كافة المنافذ الحدودية، شاملة بهذه الإجراءات جميع اللاجئين والمهاجرين الذين يفدون إلى اليمن على اختلافهم واختلاف ظروف دخلوهم ومواضع تواجدهم وتجمعاتهم؛ منعاً لتسرب الأوبئة إلى الأراضي اليمنية وعلى رأسها وباء شلل الأطفال. على الآباء والأمهات وذوي الأطفال دون سن الخامسة أن يكونوا على أتم الاستعداد والحرص على تحصين فلذات أكبادهم المستهدفين في عموم محافظات الجمهورية من منزلٍ إلى منزل خلال الجولة الأولى من الحملة الوطنية للتحصين ضد شلل الأطفال وموعدها من(7 - 9أبريل الجاري)، فلا يزال في هذه الحملة متسعاً للجميع ليوأدوا واجبهم هذا من أجل أبنائهم وبناتهم الصغار. فاللقاح آمن ويحقق وقاية أكيدة تمنع الإصابة بفيروس شلل الأطفال متى حرص الجميع على تلبية النداء ولم يمنعوا أطفالهم دون الخمس سنوات من نيل حقهم في التحصين باللقاح الفموي المضاد للفيروس. ولا عذر لمتقاعس عنه بأي حال ولا مجال للاكتفاء بما تلقاه الأطفال من جرعات متكررة من اللقاح المضاد لفيروس الشلل مهما تزايد عددها، كذلك لا يُعفى منه أي طفل مستهدف وإن وجد أنه يعاني حمى طفيفة أو إسهال أو نزلة برد، بل وسائر المصابين بالأمراض الشائعة أو حتى المصابين بمرض شديد قد يتطلب ت رقيد بالمستشفى مادام لم يكن هناك مانع طبي. المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان