أسدل الستار الثلاثاء الماضي على أقصر دوري في العالم بالنسبة لأندية الدرجة الثانية في أقل من شهر أقيمت تسع جولات بالتمام والكمال !! وبين رضا وغضب وطموح الأندية المشاركة فإن الاتحاد قال كلمته العليا والأخيرة : ستلعبون كيفما أريد؟! .. ولا يوجد أذن صاغية لما قد يحدث أو سيحدثه هذا النظام الذي يعد صناعة يمنية بحتة،خاصة أننا الدولة الوحيدة التي اتبعته ! .. وبين الموافقة والرفض وبعيداً عن البكاء والعويل فقد تسابقت 9 أندية في تجمع صنعاء ومثلها في عدن من أجل هدف واحد هو اللعب ضمن أندية ال«20 مليون» في الموسم المقبل وبانت النوايا منذ الجولة الأولى 4 أندية تريد المنافسة وهي أندية(الوحدة صنعاء - الوحدة عدن - شباب البيضاء - العين أبين)،ولكن مع مرور الجولات تغيرت أطوار اللعبة. انتهت الفترة بنجاح وللموسم الرابع على التوالي «نظام التجمع» وهنا الحديث عن نظام التجمع في العاصمة صنعاء وبين جولاتها التسع لفرقها العشر مرت العديد من المنغصات التي كادت أن تعصف بالتجمع بدءاً بالمخصصات المالية مروراً بالملاعب وملاعب التدريب وتوقيت المباريات ولكن في النهاية استطاع الثلاثي «راجح القدمي ومعه أحمد العيدروس ومحمد نعمان» من الوصول بالتجمع إلى الجولة النهائية..وللوقوف على أهم ما عانته الفرق نلخص مارصدناه بالتالي: الزعيم المستفيد الأكبر البداية من الفريق المتصدر فريق الوحدة من صنعاء وهو بالمناسبة أكبر الفائزين من استضافة العاصمة للتجمع، حيث استطاع أن يجمع أكبر عدد من النقاط واستغل عاملي الأرض والجمهور مع احترامنا للمدرب الكبير «أمين السنيني» الذي استطاع أن يُوجد توليفة جميلة من اللاعبين ولكن في الأخر كان لعامل الأرض والجمهور النصيب الأكبر في استثمار التفوق الوحداوي الذي لم يخسر سوى مباراة واحدة وكانت بالتعادل مع الفريق المنافس وحدة عدن. ولعل أهم مشكلة اعترضت طريق نادي الوحدة تلك المشكلة التي سبقت مباراة أهلي الحديدة وتسبب ملعب وحدة صنعاء أول مشاكل الموسم الكروي بعد أن تسبب الفريق الأزرق بإعلان فريق أهلي الحديدة الانسحاب من التصفيات ويومها خرج محمد عايش مدرب فريق الأهلي يقول : ليس من المنطق أن يلعب الوحدة في صنعاء ومن ثم يلعب في أرضه!! .. والمعروف أن صنعاء كلها أرض له وقد سبق وأن لعبت أندية عديدة في غير ملعبها كما حدث في الموسم الماضي مع شعب صنعاء والموسم قبل الماضي مع شعلة عدن وغيرها من الأندية ولكننا نطالب بمبدأ تكافؤ الفرص. ففريق مثل وحدة صنعاء ليس بحاجة للتعاون والتساهل من رئاسة التجمع ولابد أن يظهر التنافس الشريف وتتساوى كل الحظوظ حتى تظل كرة القدم نظيفة كما يجب أن تكون.. وهدد الأهلي بالانسحاب قبل أن تتدخل قيادة التجمع بالدعوة إلى اجتماع وحلت قضية ملعب الوحدة .. وفي مباراة الفتح ذمار رضخ الفريقان لقرعة ابتسمت لفريق الفتح ولعب المباراة الأولى في ملعب مايو وليس في ملعب الوحدة في مدينة حدة. وللحقيقة فإن فريق الوحدة لم تواجهه أية مشاكل مالية أو تمرد أو غيابات أو إصابات ، وصحيح أنه كان يفوز في أولى الجولات بنتائج غير مقنعة ولكن أداءه تحسن ووصل في النهاية إلى 8 انتصارات وتعادل وحيد وجمع 25 نقطة من أصل 27 نقطة ممكنة في طريق العودة إلى دوري النخبة. بيارق الهاشمي يطاردون الزعيم في الاتجاه المقابل كان فريق وحدة عدن أشد الملاحقين لتؤامه الصنعاني ولكن مع اختلاف في الرؤى والأفكار والعدة والعدد، حيث كان الفريق يعاني مالياً وإدارياً ،خصوصاً بعد اختلاف الإدارات واضطر رئيس النادي وسام معاوية الذهاب إلى صنعاء تاركاً النادي ومتفرغاً لكرة القدم وكم أشفقت عليه وهو يذهب من مكان إلى آخر بحثاً عن دعم يسد به نوعاً من تكاليف الإقامة في العاصمة التي حوت كل فن ولكنها لا ترحم في المصاريف وغلاء المعيشة «مدينة أسعارها لا ترحم»! واستطاع معاوية أن يعود ببعض «الملاليم» كما استطاع أن يكسب ود الوزير جوهرة حمود وزير الدولة أن تكون ضمن مجلس الشرف الأعلى للنادي ، ومن المشاكل التي اعترضت الغزلان أنهم لعبوا أكثر من منافسه الوحدة في عز الظهر كما أن الفريق الوحداوي حضر إلى صنعاء بأقل من 20 لاعباً بحسب تصريح مدرب الفريق الذي أكد لي أنه رغم النقص العددي إلا أنه يريد الوصول إلى القمة .. واتفق معه اللاعب عثمان أحمد عثمان الذي قال أيضاً أن الهدف الذي جاء من أجله الفريق هو الصعود وأنه من غير المقبول أن يكون الفريق في الدرجة الثانية فمكانته الحقيقية في الدرجة الأولى بين الكبار .. وفي النهاية استطاع بالفعل المدرب الجديد أن يدوّن اسمه بحروف من نور حين أنهى الدور الأول متصدراً قبل أن يعود إلى عدن من أجل الصدارة أو الزعامة وتعويض نقاط المباراتين المفقودتين .. البيارق حققوا العلامة الكاملة من الفوز بدون خسارة وتعادلان فقط بطعم الانتصار على أهلي الحديدة والوحدة من صنعاء ليحصد 23 نقطة. الحصان الأسود - مفاجأة البطولة أو الحصان الأسود لها كان فريق فتح ذمار الذي يخوض تجربة جديدة في تاريخه بصعوده إلى الدرجة الثانية في الموسم الماضي وأراد أن يثبت أن صعوده كان نتيجة جهود قام بها القائمون على النادي ، ورغم تعثر البداية بالخسارة من وحدة صنعاء إلا أنه استطاع العودة إلى سكة الانتصارات التي بلغت «5»انتصارات وتعادل وهذا جعله في المركز الثالث كأبرز مفاجآت التجمع في مجموعة يوجد فيها وحدة صنعاءوعدن وأهلي الحديدة وشباب البيضاء وسلام الغرفة وهي أندية لها تجربتها في الدرجتين الثانية والأولى ولكن الفريق الذماري استطاع أن يخطف الأضواء من كل الأندية حتى وإن لم يتأهل فإنه استطاع كسب ود واحترام كل الأندية المشاركة في التجمع والمتابعين. وحقيقة الأمر فإن الفتح استطاع من خلال مدربه أن يختار عدداً من اللاعبين المميزين منهم عمار زيدان واللاعب وليد سويد اللذين كان لهما الدور الأكبر في حصد هذه النتائج الإيجابية وما يحز في النفس أن هذا الفريق وضع كل هذه النتائج بعيداً عن دعم السلطة المحلية مع دعم شخص من مدير مكتب الشباب والرياضة في محافظة ذمار الأخ شاجع المقدشي وما عدا ذلك فإن الفريق صارع حتى الفقر من أجل الحصول على نتائج ترضي جماهيره. فريق المتناقضات أهلي الحديدة فريق جمع كل المتناقضات فرغم الهالة الإعلامية التي سبقت وصوله إلى صنعاء انه سيكون أحد أقطاب المنافسة لكنه خلال 4 مباريات لم يستطع تسجيل أي هدف وخسر مباراتين وتعادل في مثلهما ولم يحصد سوى نقطتين من 12 نقطة ممكنة وهذا جعل عشاقه يضعون أكفهم على قلوبهم خوفاً من العودة إلى الدرجة الثالثة من جديد..وعند زيارة الفريق تأكد لنا أن هناك تمرد في صفوفه بسبب عدم صرف الرواتب ومقدمات العقود ، وبعد أن قامت الإدارة بتسوية بعض الأوضاع كشر الأهلي عن أنيابه وحقق ثلاثة انتصارات متتالية وتبعها بتعادل مع وحدة عدن واختتم المشاركة بخسارة من فريق الفتح بهدف وحيد في أخر دقيقة من الوقت الضائع ولم تحرم هذه النتيجة الفريق من الاحتفاظ بمركزه الرابع في سلم ترتيب الأندية المشاركة. أهلي الحديدة يمتلك فريقاً جيداً ، وعناصر خبرة سبق لها أن كانت حاضرة في عدد من ملاعب الجمهورية وينتظر منها جمهور الأهلي الكثير ولكن هذا بحاجة إلى مزيد من جهد الإدارة التي أدارت ظهرها للفريق في كثير من المناسبات وهذا أثر سلباً على نتائجه خلال الجولات الأربعة الأولى من التجمع ، إضافة إلى هذه المشكلة كانت هناك أخرى تمثلت في وجود حكام يخطئون في وقت لايتحمل فيه أي فريق خطأ لاعب ومنه ما حدث في مباراة فريقهم مع سلام الغرفة حين اعتدى لاعب من السلام على لاعب من الأهلي وبدلاً من تسجيل الحادثة لصالح لاعب أهلي الحديدة سجلت الحادثة ضد اللاعب،رغم أن إدارة السلام عاقبت لاعبها بالعودة إلى حضرموت بسبب هذه المشكلة ولكن أخطاء الحكام أحياناً تدفعها الأندية وتؤثر عليها كثيراً. الرهيب غائب فريق شباب البيضاء لم يعد رهيباً ولم يبق من الشباب سوى اسمه بعد أن شارف على المشيب وحقق نتائج غير مرضية تماماً لجماهيره رغم أنه استبدل مدربه السابق محمد عبدالله سالم الذي وصفه بالفاشل وربما أن الشباب كان من الفرق المرشحة للصعود لكنه للأسف خذل جماهيره وجمع 12 نقطة من أصل 27 ممكنة ، قال لي أحد أعضاء بعثة الفريق الأخضر أن الإدارة لم تقصر معهم بأي شيء وبوجود المال والمدرب سالم لم يبق للاعبين أي عذر ولكن كرة القدم بحاجة إلى قليل من الحظ إلى جانب الأداء والمال واللاعبين والإدارة وهو ما لم يتحقق كاملاً في صفوف الرهيب البيضاوي في نسخة 2013-2014 وأصبح من الصعب إن لم نقل من المستحيل صعوده إلى الدرجة الأولى الموسم المقبل ومع ذلك تترحل أحلام الأمة البيضاوية إلى الموسم القادم. العين .. نور لا يسطع فريق العين .. حكايته مختلفة تماماً وخيب آمال جماهيره ورمى بالتوقعات عرض الحائط ، فبعد البداية الجميلة والمثيرة بتحقيقه فوزين منذ البداية قال الجميع وأنا منهم أن ثاني الصاعدين بعد الوحدة صنعاء هو بالطبع «عين أبين» ولكن نور العين لم يستمر حتى بعد تحقيق الفوز بالسبعة على سلام الغرفة وكان صاحب أكبر نتيجة قبل مباراة وحدة عدنوالمنصورة لكن وآه من كلمة لكن العين لا تعلو على الحاجب والنتيجة واحدة خسارة تلو الخسارة بدأها بخسارة من أهلي الحديدة بالستة القاتلة قبل أن يواصل مسلسل الانكسار في باقي الجولات ربما تكون الظروف المالية هي أكبر عائق في طريق الفريق الأبيني الرائع ، إضافة إلى ذلك شخصية المدرب عبدالله مكيش الضعيفة التي ساهمت بشكل كبير في تدني المستوى والمشاكل التي حدثت في غرف اللاعبين لم يستطع الجهاز الفني وضع حد لها داخل معسكر صنعاء وكانت النتيجة الكارثية. مشاكل الجزع ومن عين أبين إلى جزع المهرة، هناك في البوابة الشرقية للجمهورية اليمنية وما حدث للفريق من مشاكل مالية شكا منها كل من كان في البعثة وحقق نتائج وفق إمكاناته المالية والفنية ، وإذا كان هناك من إيجابيات فإنها تُسجل لمدربه الناجح جداً أنور عاشور .. والفريق المهري تعامل مع المباريات وفق إمكاناته وفاز في مباراتين وخسر في أربع وتعادل في ثلاث فقط..جمع من مبارياته 9 نقاط قد تنفعه هذه النقاط البيضاء في ليل الهبوط الأسود، ولكن يجب على الفريق المهراوي أن يغير جزءاً من جلده في الدور الثاني خاصة أن الأجواء مناسبة في عدن أكثر من أجواء العاصمة صنعاء . المنصورة يتعثر الفريق القريب لفريق الجزع من المهرة وعين أبين في الرصيد النقاطي هو فريق المنصورة ولكن فريق المنصورة حقق فوزين وتعادلين وخمس خسائر قد تهوي به في قادم الجولات إلى دهاليز الثالثة ، فريق المنصورة استعان بالمدرب السوداني الخبير بالكرة اليمنية ويعرف الكثير من تفاصيلها شهاب الدين الكوري ولكن النتائج لم تخدمه ويعول أبناء المنصورة في النتائج على عاملي الأرض والراحة النفسية التي سيتلقاها أعضاء الفريق بالقرب من أهاليهم في عدن في دور الإياب ولكن الوضع الذي يمر به قد يجهز عليه مبكراً خاصة مع ارتفاع مستوى كل الفرق في الدور الثاني. القاعدة مهدد بالرحيل - قبل أخير القائمة يقف فريق تضامن القاعدة وهو الفريق الذي يخوض تجربة ليست الأولى في الدرجة الثانية لكنه عانى من الأمور المالية وإصابات بعض اللاعبين حرمته من التقدم في الترتيب ولكن إدارته وعدت بتغيير شكل الفريق في الدور الثاني وتبقى الاحتمالات مفتوحة سواءً بالبقاء ضمن أندية الثانية أم العودة من جديد إلى دوري المحافظات . مع «السلام» وأخيرا يقف بكل شموخ فريق السلام من الغرفة من وادي حضرموت في مؤخرة الترتيب في وضع لا يحسده عليه أحد ووفق رئيس النادي عبيد باعنتر فإن معظم لاعبي الفريق من طلاب المدارس والجامعات ومن الصعوبة أن يترك أي طالب مدرسته شهراً كاملاً أو جامعته والبعض الآخر من اللاعبين صاحب العمل يرفض أن يغيب العامل لذات الفترة وإن غاب العامل سيعود إلى مدينته وقد فقد عمله .. وبذلك عانى فريق السلام ولم يستطع جمع أكثر من أربع نقاط فقط!!.