الأطفال وغيابهم الطويل عن المنزل وتسكعهم في الشوارع وما ينجم عن ذلك من مخاطر فمن المسؤول عنهم؟ أكيد ومن دون أدنى شك الأبوان وتأتي الأم في الدرجة الأولى ثم يأتي الأب في الدرجة الثانية نظراً لانشغالاته خارج المنزل وغالباً ما يكون عمله بغير المنطقة التي يقطن فيها أطفاله. ولكن أي أم هذه التي تترك أطفالها للشوارع ليربيهم ثم تأتي بعد فوات الأوان تشكوهم الانحراف والعقوق واذا ما تعرضوا لحادث ما ولولت بالصراخ والبكاء وبالدعاء بالويل والثبور ولماذا كل ذلك وهي من ألقت بهم إلى الهلاك بإهمالها وبعدم استشعارها بالمسؤولية.. فما عليها إلا أن تصبر وتستغفر لذنبها أحرى من أن تتسبب في إقلاق هدوء الآخرين. الآباء والأمهات: بالله عليكم أما تخجلوا وتشعروا بتأنيب الضمير والخوف من الأمانة التي سوف تسألوا عنها وأطفالكم فلذات أكبادكم يمشون على الأرض حفاة القدمين أطفال ليس لهم حقوق على الإطلاق, أطفال يلبسون ثيابا متسخة وممزقة وبدون أحذية ,أطفال تخليتم عنهم فاتجهوا إلى الشوارع يتسولون ويفترشون الأرصفة بأجسادهم الناعمة فيتعرضون للذل والمهانة وأحياناً الضرب ناهيك عن الألفاظ النابية والمشينة التي يتقاذفونها وبحكم براءتهم لا يفهمون معانيها إلا أنها تعكر لديهم صفو الطفولة وبراءتها ثم يسلكون طريق الجريمة ويصبحون مجرمين في وسط أسر ومجتمعات لا يعترفون بحقوقهم ولا يوفرون لهم حاجياتهم التي تمنعهم من ارتكاب الجريمة. في الحقيقة الحديث عن الأطفال والطفولة المعذبة يمزق القلب فهو حديث عن البراءة التي قتلت والحقوق التي سلبت والمعاني الجميلة التي تجردت من الإنسانية.. فكلمة ضمير وحب إلى كل أب وأم.