أكد باحثون كنديون أخيراً، أن التحدث بأكثر من لغة يحمي العقل من ضعف الإدراك، ويجعل الشخص أكثر قدرة على القيام بمهام متعددة. وقال موقع العربية نقلاً عن الأستاذة في جامعة يورك بتورنتو أمام المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية لتطور العلوم إلين بيالستوك إن “التحدث بأكثر من لغة أو تعلم لغة ثانية في مرحلة متأخرة من حياتك، يساعد في إبطاء تراجع وظائف المخ الرئيسية”. وكانت دراسة بريطانية أكدت أن تعلم لغة ثانية يُحفِّز الدماغ على تأخير إصابته بمرض الزهايمر (خرف الشيخوخة)، وفقًا لما أعلنه العلماء في شباط الماضي. وأكدت بيالستوك أن الأشخاص الذين يتحدثون أكثر من لغة، تشخص حالتهم بمرض الزهايمر بعد 3 إلى 4 أعوام، وتظهر لديهم أعراض المرض بعد سنة إلى خمسة أعوام، مقارنةً بالمرضى الذين يتحدثون لغة واحدة. وأضافت«أحد الأسباب التي تجعل المتحدثين بعدة لغات يمتلكون هذه الميزة التي تحميهم من ظهور أعراض مبكرة للعته، هو أن هذه المعرفة اللغوية تحافظ على نشاط وفاعلية العقل”. ترى الباحثة أنه كلما زاد تعلم الشخص وممارسته للغة، كلما ساهم ذلك في تحسين كفاءة المخ. وتتابع: “حتى لو بدأت تعلم اللغة في سن الأربعين أو الخمسين أو الستين، فليس من المتوقع أن تكون متحدثاً جيداً لها، إلا أنك سوف تحافظ على نشاطك العقلي ومخزونك المعرفي”. ويُعرف ياكوف سترن من جامعة كولومبيا المخزون المعرفي بالقدرة على تجنيد شبكات مختلفة للمخ لتفعيل أداء العقل. ويضيف: «تحدث لغتين هي حالة معرفية مطلوبة تساهم في إثراء المخزون المعرفي مثل الأنشطة الفكرية والاجتماعية الأخرى». وتتفق أستاذة علم اللغويات بجامعة مريلاند إيمي وينبرج مع هذه النظرية مشيرةً لدراسات أخرى سابقة، وجدت أن الأشخاص الذين يتحدثون لغتين أفضل ممن يتحدثون لغة واحدة في التغلب على تشتت الذهن والقدرة على التركيز على ما هو أهم, الأمر الذي يجعلهم أكثر قدرة على القيام بعدة مهام في وقت واحد. وقالت “عندما يتحدث الشخص تتجمع لديه كل المعاني للألفاظ بعدد اللغات التي يتقنها، ولكنه يقوم بتفعيل تقنية في عقله تسمح له بمنع تداخل لغة مع أخرى في حديثه.” وتزيد: «هذه القدرة على التلاعب والمناورة هي ما تجعل الشخص الذي يتحدث أكثر من لغة، أكثر قدرة على إدارة عدة مهام في نفس الوقت».