في ظل العلميات الإرهابية والإجرامية البشعة التي تستهدف قتل الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال ومنتسبي القوات المسلحة والأمن بطرق وأساليب غادرة وجبانة لعقيدة مغلوطة لم يعودوا معها قادرين على التمييز بين الحق والباطل أو الخطأ من الصواب وكل ما يقوم به أولئك الإرهابيون من أعمال إجرامية بشعة تتنافى مع روح وجوهر عقيدتنا السمحاء يُعد جنوناً وبعداً عن قيم ومبادئ وأخلاق الإسلام السامية.. وما يؤسف له أنهم بتلك الأعمال الوحشية يظنون بأنهم يزدادون تقرباً من الله ورسوله فعن أي تقرب يتحدثون؟! وأي جهاد يعنون وعن أي قيم ومبادئ وأخلاق وفضائل يدعون؟! فالدين الإسلامي دين طهر ونقاء لأنه منهج حياة يقوم على الحب والسلام والوئام ومراعاة كل القواعد الإنسانية التي تراعي كرامة بني البشر الذين أستخلفهم الله لتعمير الأرض لا لتدميرها. صحيفة الجمهورية التقت عدداً من الباحثين والناشطين السياسيين في شئون الإرهاب الذين تحدثوا عن أثر الدور المجتمعي بكل شرائحه وتياراته في مواجهة الأفكار المتطرفة في إطار توحيد الجهود وتوجيه الإمكانات لمحاربة الإرهاب فكراً وعملاً وممارسة ويوضحون. تعاليم الإسلام تحرم الدماء وفي بداية استطلاعنا تحدث الأخ عبدالله أحمد صالح قنبع ناشط سياسي في شئون الإرهاب قائلاً: الإسلام دين المحبة والسلام والتسامح والوئام ومنهج رباني حياتي يقوم على الحجة بالحجة والدليل والبرهان بالبرهان واحترام الآخر والتعايش معه تستمد منه الأمة الإسلامية كل ما ينفع ويقوم حياتها في شتى المناحي والاتجاهات والمعاملات لم يدع خلقاً فاضلاً إلا وحثنا عليه ولا أخطاء أو أعمال غير مسئولة إلا ونهانا عنها كيف لا وهو دين قويم شامل وكامل لم يترك ثغرة أو مدخلاً يمكن أن ينفذ منه ضعفاء النفوس المهووسون للإساءة إليه وإلى أبنائه لأن تعاليمه السمحاء ترفض كل فعل أو عمل يتنافى مع المبادئ والقيم الإنسانية والبشرية والأخلاقية التي يدعو إلى تجسيدها قولاً وفعلاً ومن تلك الأعمال الشائنة والمسيئة ما يقوم به دعاة الإرهاب المتطرفون الذين لا يعرفون سوى لغة العنف و إراقة الدماء وإرهاب البشر فكراً وسلوكاً وعملاً تلك الأعمال الخارجة عن الإسلام وتعاليمه ومنهجه الرباني وشريعته الغراء البريئة من تلك الأفكار وممن يحملونها براءة الذئب من دم ابن يعقوب لأن من يسعون في الأرض فساداً فيقتلون النفس البريئة التي حرم الله قتلها ويتلذذون بسفك الدماء ويتفاخرون بقطع الطرقات الآمنة ويفزعون الرعايا الأمنين ويقلقون السلم الاجتماعي هم بعيدون كل البعد عن الإسلام وعن مبادئه وقيمه وتعاليمه النقية الطاهرة التي لا يمكن أن يشوبها شائب أو يلوثها ملوث ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله. التعايش السلمي وأضاف إن سمو الأخلاق والمبادئ والقيم العظيمة التي جاء بها الإسلام والتي تدعو إلى التسامح والتعايش السلمي في أجواء المحبة والوئام والمودة ليس مع بعضنا البعض نحن المسلمون فحسب يبل مع كل الشعوب والأمم والحضارات والديانات ومع مختلف الثقافات وهي قيم إنسانية وأخلاقية رفيعة تنقل في مجملها رسائل جوهرية وأضحه وقوية عن عالمية الدين وسلمية الأمة الإسلامية ومدى عقلانيتها المعززة لإيمانها وزهدها وتقواها وخوفها من الله عز وجل لطالما أن أساس نظرتها إلى الحياة تتبلور من منطلق تحقيق العدل والمساواة واحترام ومراعاة حقوق الآخرين حتى أبسط الأمور الحياتية كما أن تعاليم الإسلام النبيلة تحث على الرحمة والتسامح وتحريم سفك دماء الأبرياء. فكر منحرف من جانبه يقول الأخ أكرم قائد مثنى سعيد الأشبط باحث وناشط في شئون الإرهاب قال: ما يقوم به عناصر الضلال والإرهاب من سفك دماء الأبرياء بأسلوب وحشي لم يكن يتصوره عاقل والذي عكس الصورة المغلوطة والفهم الخاطئ للإسلام يجعلنا اليوم أكثر غيماناً ويقيناً من ذي قبل ولابد أن يعي الجميع دوره سواء كان مسئولاً أمنياً أو عسكرياً أو مواطناً في ضرورة التعاون كل في مجاله ومن موقعه لمحاربة ظاهرة الإرهاب بكافة أشكالها وصورها حتى لا يضلل شبابنا بالفكر المنحرف عن فهم الدين الصحيح دين الوسطية والاعتدال الذي يحرم سفك دماء الأبرياء سواءً كانوا مسلمين أو غير مسلمين وتصبح المسئولية جماعية في نبذ ومحاربة الغلو والتطرف والإرهاب وبذلك نضمن بناء المجتمع اليمني بناءً صحيحاً يقوم على التعاون والنصح والمحبة والسلام بعيداً عن الغلو و التطرف والإرهاب وعن فكر الدخلاء على الدين الإسلامي الحنيف والشريعة المحمدية السمحاء و على الأجهزة الأمنية والعسكرية ملاحقة وتعقب خلايا الإرهاب التي تنفذ جرائمها في صنعاء وعواصم المدن وعلى الجهات المسئولة توضيح الحقائق للرأي العام ووسائل الإعلام وإعلان الجناة ومن يقف معهم بدءاً من حادثة السبعين الذين اغتالتهم أيادي الإرهاب والشر وكذا مجزرة طلاب كلية الشرطة الأبرياء الذين لم ينهوا دراستهم بعد هذا من جانب ومن جانب آخر تفعيل دور الأجهزة الأمنية الاستخباراتية حول نشاط خلايا الإرهاب أينما تتواجد وكذلك عناصر التخريب الإجرامية ووضع حد وضوابط وخطط أمنية ناجحة لكشف الجريمة قبل وقوعها وبما يضمن عدم حدوثها والقضاء على تلك الخلايا وعلى كافة العناصر الإرهابية وتطهير الوطن من شرورها. لماذا ويواصل حديثه بالقول ها نحن اليوم نتساءل وقلوبنا تكاد تقطر دماً وألماً وحسرة لما جرى ويجري في بلد الإيمان والحكمة ولمصلحة من تسفك كل هذا العبث والجنون ولماذا تسفك الدماء البريئة وتخرب المدن وتوزع الأحزمة الناسفة ومن أجل ماذا يرمون بأنفسهم في جهنم رغم سابق علمهم بأن الله حرم علينا أنفسنا ودماءنا وجعلها حرام بيننا إلى يوم القيامة إلا بالحق وياليت أن الأمور كانت للدفاع عن قضية وانتصار للأمة بل لعقيدة مغلوطة زرعت فيهم لم يعودوا معها قادرين على التمييز بين الحق والباطل أو الخطأ من الصواب فأي دناءة هذه؟ أي انحطاط وصلوا إليه؟ لأن ما يفعله ويقوم به أولئك الإرهابون من أعمال إجرامية بشعة تتنافى مع روح وجوهر عقيدتنا السمحاء. رفع اليقظة الأمنية بصورة دائمة وعلى نفس الصعيد تحدث الأخ يحيى محمد علي حنظل ناشط وباحث سياسي في شئون الإرهاب حيث قال : استهداف عناصر القتل والدمار للأبرياء من الأطفال والنساء ومنتسبي القوات المسلحة والأمن سابقة خطيرة تتطلب رفع اليقظة الأمنية والعسكرية بصورة دائمة ومواجهة عناصر الإرهاب من خلال استحداث الطرق في تعقب ومتابعة الخلايا الإرهابية بكافة الوسائل الحديثة وعدم إتاحة الفرصة لتكاثر خلايا الإرهاب وضرورة إحكام السيطرة عليها في أي منطقة تتواجد فيها كما ينبغي الحذر الدائم وتوقع أسوأ الاحتمالات والاستعدادات بجاهرية فنية وقتالية عالية لمواجهة وصد أية عمليات إرهابية أو تخريبية تحاول النيل من أمن واستقرار الوطن. مضيفاً بالقول : إن ممارسة الإرهاب من قبل أفراد يدعون الانتماء للإسلام يشوه صورة الإسلام في نظر المجتمعات الأخرى وأعطى هؤلاء صورة خاطئة عن الدين الإسلامي والمفاهيم الإسلامية والشريعة السمحاء وأي عمل إرهابي ضد الأبرياء من الناس يعطي انطباعاً عميقاً وخاطئاً بأن الإسلام يدعو للعنف والكراهية في حين أن الإسلام دين السلام والمحبة والتسامح وبالرغم من وجود الحقائق التي تتحدث عن التسامح واحترام الآخر إلا أن عملاً إرهابياً كهذا كفيل بنسفها وخلق صورة نمطية خاطئة عن الإسلام وقيمه ومبادئه ومثله السامية والنبيلة.. فالإسلام الذي للحالمين رحمة للناس كما قال تعالى “وما أرسلناك إلا رحمة للعاملين” شوهت صورته وحقيقته ومفاهيمه بفعل الأعمال الإرهابية الوحشية وقد كان للممارسات الإرهابية التي وقعت في بلادنا وبلاد الغرب وبلاد المسلمين تأثيرات سلبية كبيرة على مصالح المسلمين والإضرار بمكانة المسلمين في العالم وساهمت الأعمال الإرهابية في نشر ثقافة الكراهية والحقد بين الأمم والشعوب فعمليات القتل والاختطاف والتدمير بحق الأبرياء يخلق شعوراً بالكراهية بين الناس ضد الثقافة الإسلامية بل وضد الدين الإسلامي نفسه وكذا وبكل تأكيد نجد واقع الحال يفرض علينا استئصال هذه النبتة الشيطانية والبؤرة الفاسدة النتنه والخبيثة واقتلاعها من جذورها فليس لها مكان بيننا ولا بقاء إذا أردنا أن يتعافى اليمن من وباء الإرهاب وشروره وأفعاله التدميرية. الإسلام يأمر بالعدل كما تحدث الدكتور عبدالفتاح العمراني أستاذ العلوم السياسية عن الإرهاب والعنف من منظور علمي قائلاً : إذا تناولنا الإرهاب أو العنف من منظور علمي بمعزل عن السياسة سنجد أن الإرهاب هو عبارة عن سلوك تكمن ورأوه أسباب يرفع مرتكبها لأن يأتي بالعمل الإرهابي وبما أن جميع تصرفات الإنسان تنطوي على عنصر تفسي سيكولوجي وأن كل سلوك ورأوه دوافع سابقة فإن مجمل الظروف تعد أسباباً كافية لأن بالإنسان إلى سلوك يرد عن نفسه هذا الظلم ويدفع عنها القهر بأي وسيلة وليس شرطاً ان يقترن هذا السلوك بالعنف، خاصة وأن الإنسان بطبعه بصورة عامة يميل للسلام ويتجنب المشاكل.. والعدل وعندما يسود المجتمع وعندما تطبق العدالة في السياسة الدولية فإن ذلك يؤدي إلى القضاء على الإرهاب والعنف، والإسلام يأمر بالعدل في كل شيء في الاقتصاد والاجتماع والسياسة لأن العدل هو الذي يخلق الشعور بالاطمئنان ويساهم في نشر المحبة بين الناس ومن ثم عندما يسود العدل كل مناحي الحياة تنعدم البيئة المولدة للأعمال الإرهابية والعنيفة. والأشخاص الذين لم يتلقوا تربية صحيحة ويعانون من الظلم وكبت داخلي واضطراب عاطفي سيلجأون للعنف في سلوكهم وكلما زادت حدة الاضطرابات النفسية وأنواع الظلم التي يعانون منها كلما زادت حدة العنف وحلت القسوة ونزعة الانتقام بدلاً من التسامح وهنا سنجد ان رد الضعفاء والمضطهدين عبر العنف هو في أغلب الأحيان رد فعل غرائزي غير مدروس ينبثق من حالة اليأس والشعور بالعجز وافتقار القدرة على ممارسة أي تكتيك آخر يمكن من خلاله أن يواجه حالة الظلم المسلطة عليه، وعلى مدار التاريخ لم تنجح أي جماعة تتخذ العنف والتطرف أسلوباً في تحقيق أهدافها ولم تحظ بشرف إحداث أي تغييرات ومن هنا فإن أصحاب هذا النهج عندما يخفقون يقودهم الوهم بأن ما عجزوا عن تحقيقه بالعنف سينجحون فيه بمزيد من العنف وغالباً ما تكون أهدافهم من المدنيين العزل الأبرياء وبالتالي يمكن القول أن العنف والإرهاب لا وطن لهما ولا دين ولا يقتصران على ملة محددة. العنف والإرهاب استدعاء للهمجية وفي ختام استطلاعنا تحدث الدكتور محمد علي محمد عمر أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية عن ممارسة العنف والإرهاب تحت غطاء الدين حيث قال : العنف والإرهاب عبارة عن استدعاء للهمجية المختبئة داخل الإنسان العدواني ولكن بعد تصعيدها تحت غطاء الدين وللأسف فإن توظيف الدين جاء ليوفر المظلة والحاضنة لكل العنف الكامن وتحويل أي اختلاف في الرؤى والانتماءات إلى مبررات لممارسات عنيفة وشرسة ماهي في حقيقتها إلا استدعاء لهمجية قديمة رابضة في الأعماق متاح المجال أمامها لتمارس شراستها ونجد هنا أن البيئة الاجتماعية تلعب دوراً هاماً في تنمية بذور العنف وخاصة لدى الشباب وأن معظم أيديولوجيات العنف والتطرف قد نشأت في ظروف غير سوية كالفقر والجهل والعشوائيات ومن ثم نمت وترعرت على أيدي مشبوهة كخدمة قضايا ومصالح أبعد ما تكون عن مصالح الفئات الاجتماعية نفسها التي تمارس العنف. كما هو حال التفجيرات العشوائية التي يمارسها الإرهابيون في بلادنا، وبما أن المجتمعات العربية عموماً تمر في مرحلة انتقالية تاريخية حاسمة فإن هذه الصيرورة التاريخية ستشهد حدوث تحولات كبرى أو بدايات في عمليات التحول وبالتالي سيصيبها كل ما يصيب المجتمعات الإنسانية خلال مراحلها الانتقالية وسيرها من مراحل السبات التاريخي المحافظ إلى مراحل التجديد والتغيير والتحديث كما يحدث الآن في اليمن وغيرها من الدول العربية بحيث يترافق مع مرحلة التحولات بعض ظواهر الفوضى والعنف والإرهاب ويمثل الوعي الأمني اليوم ضرورة حتمية في عموم وحدات القوات المسلحة والأمن خاصة في الوضع الراهن الذي تعيشه بلادنا وما تواجهه من صراعات مسلحة مع جماعات تنظيم القاعدة الإرهابي وغيرها من أعمال العنف والتخريب للمصالح العامة والخاصة بواسطة الأحزمة الناسفة التي يحملها أشخاص جهلاء من المغرر بهم كما حدث في المجزرة الشنعاء التي ارتكبوها في ميدان السبعين وكذلك جريمة اغتيال الشهيد اللواء سالم قطن قائد المنطقة العسكرية الجنوبية وجريمة استهداف طلبة كلية الشرطة لذا فقد أصبح الوعي الأمني ضرورة ملحة وهامة بهدف وقاية أنفسهم ووحداتهم ومنشآتهم العسكرية من الشر الذي تصبوا إليه تلك الجماعات الإرهابية من قتل وخراب ودمار والحفاظ على أمن واستقرار هذا الوطن الغالي والذود عنه وحمايته من جميع المخططات الإرهابية ومن كل عدوا تسول له نفسه المساس بأمنه واستقراره.