الإنسان أحياناً يدعو الله دعاء شكلياً، وثقته بفلان، وأمله بفلان، ويعلق الآمال على فلان، ويتوهم أن فلاناً يعطيه أو يمنعه، ولو دعوت الله عندئذٍ فهذا الدعاء لا يقدم ولا يؤخر (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ). إذا دعاني حقاً، وهذا معنى الإخلاص في الدعاء، يجب أن تدعو الله وحده، إلهي أنت مقصودي، ورضاك مطلوبي. إخواننا الكرام، الدعاء سلاح المؤمن، أنت بالدعاء أقوى إنسان، قبل أن تقبل على عمل، يا رب، إني تبرأت من حولي وقوتي، والتجأت إلى حولك وقوتك، يا ذا القوة المتين، قبل أن تقبل على مشروع، قبل أن تقبل على سفر، قبل أن تقدم على عمل كبير، اسأل الله التوفيق، اسأل الله الحفظ، الدعاء سلاح المؤمن، النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (إن الله تعالى يحب الملحين في الدعاء). (أخرجه الحكيم ابن عدي في الكامل والبيهقي في شعب الإيمان عن عائشة). أخْلِق بذي الصبر أي يحظى بحاجته ومدمن القرع للأبواب أن يلجأ داعياً الله فإن الله يحب من العبد أن يسأله ملح طعامه، إن الله يحب من العبد أن يسأله حاجته كلها، وفي بعض الآثار. أحياناً يستنكف الفاسق والفاجر أن يدعو الله، لكن المؤمن أيها الإخوة كلما تذلل في أعتاب الله أعزه الله، وغير المؤمن كلما استنكف أن يعبد الله، وأن يدعوه، وتأبى أذله الله فبطولتك أن تتذلل لله في الدعاء، عندئذٍ يعزك الله عز وجل. أجعل لكل ربك عزك يستقر و يثبتُ فإذا اعتززت بمن يموت فإن عزل ميتُ إذاً: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ). يجب أن تعلم أن الله موجود، وأنه يسمعك إن نطقت، ويراك إن تحركت، ويعلم ماذا أسررت، فإذا دعوته مخلصاً، وعلقت الأمل عليه، وتبرأت من غيره، ولم تشرك به أحداً، . اَللّهُمَّ اجْعَلْ صِيامي في رَمَضَان صِيامَ الصائِمينَ، وَقِيامي فيهِ قِيامَ القائِمينَ، ونَبِّهْني فيهِ عَنْ نَوْمَةِ الْغافِلينَ، اَللّهُمَّ قَرِّبْني فيهِ إلى مَرْضاتِكَ وَجَنّبْني سَخَطِكَ وَنقِمتِكَ، وَوَفِّقْني فيهِ لِقِراءةِ آياتِكَ وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنِ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِيِنَ.