وقد قال تعالى: {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً} سورة الإسراء: الآية 29 وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (اخشوشنوا، وتمعددوا، فإن النعم لا تدوم) [ الجامع الصغير عن ابن أبي حدرد. فالإنسان يجب أن يعوّد أهله على الأحوال كلها، لكن لا ينبغي للزوج أن يكون زاهداً في التزين لزوجته فالتزين لها واجب وحق للزوجة على زوجها أن يتزين لها كما تتزين له، فهذا أمر الشرع، فكما أنك تريد أن تظهر لك بمظهر حسن فهي إنسان أيضاً تتمنى أن تكون أنت في مظهر مقبول، ومظهر حسن، والدليل قوله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}. (سورة البقرة: من الآية 228). إنها درجة القوامة، أتت امرأة إلى سيدنا عمر بن الخطاب، وزوجها أشعث أغبر، فقالت: يا أمير المؤمنين، لا أنا ولا هذا، خلّصني منه، فنظر إليه عمر، وكان لمّاحاً فطناً، فعرف ما كرهت منه، فأشار إلى رجل، وقال له: اذهب بهذا، وحممه، وقلم أظافره، وخذ من شعره، وائتني به، فذهب، وفعل ذلك، ثم أتاه به، فأومأ عمر إليه، أن يأخذ بيدها فقالت: يا عبدالله سبحان الله! أبين يدي أمير المؤمنين تفعل هذا؟ فلما عرفته أنه زوجها ذهبت معه، فقال عمر رضي الله عنه: هكذا فاصنعوا لهن، فإنهن يحببن أن تتزيّنوا لهن كما تحبون أن يتزين لكم. فهذه القصة تبين أن للزوجة حقاً في أن يتزين لها زوجها، والنبي عليه الصلاة والسلام رأى رجلاً أشعث الشعر، فقال: (احلق، فإنه يزيد في جمالك) “ورد في الأثر”. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:(مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْهُ) أبو داود. والنظافة من الإيمان، فالمؤمن نظيف؛ نظيف في أخلاقه، نظيف في البدن، نظيف في الملبس، وسيدنا علي كرم الله وجهه يقول: «إن الله يكره من عباده القاذورة». و يقول ابن عباس: “إنني ألبس، وأتجمل، فإن الله جميل يحب الجمال”. والنبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف بريح المسك إذا مر. وكان يقول:(إِنَّكُمْ قَادِمُونَ عَلَى إِخْوَانِكُمْ فَأَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ وَلِبَاسَكُمْ حَتَّى تَكُونُوا فِي النَّاسِ كَأَنَّكُمْ شَامَةٌ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلَا التَّفَحُّشَ) “أحمد عن أبي الدرداء” والنبي عليه الصلاة وسلم كان له ثياب خاصة جديدة يلبسها في أيام الجمع، وإذا حضرته الوفود، وقد كانت علية قومه تفعل ذلك. فالمؤمن يحتاج إلى ثوب نظيف أنيق، والمؤمن يمثّل الدين الإسلامي، أنت على ثغرة من ثغر الإسلام فلا يؤتين من قبلك، يقول أبو الحسن: “هيئة الرجل لامرأته مما يزيد في عفتها ». فتراك في مظهر حسن, نظيف, شعرك مرجّل، فهذا مما يصونها، ويجعلها تعتز بك، و تعف عن الآخرين.