تتجه أنظار الجماهير الرياضية عصر اليوم صوب استاد علي محسن المريسي في العاصمة صنعاء من أجل جلسة حوار كروية على مستوى عال من التفاخر والتكابر والتحدي .. ملعب المريسي سيحتضن لقاء القمة الكروية بين الصقر حامل لقب الدوري والكأس الذي استطاع أن يكون عريس الموسم الماضي بدون منافس في مقابلة الفريق الكبير أهلي صنعاء وصيف بطل الدوري الذي كان منافساً حتى الرمق الأخير من الدوري، حين استطاع الصقر الفوز في تعز.. أما المناسبة التي ستجمع الفريقين فهي مباراة كأس السوبر التي ستكون استهلالاً للموسم الكروي الجديد ويتوقع أن تكون مباراة تليق باسم وسمعه الفريقين. السوبر الثامنة سبق للأهلي أن توّج بها ويريدها ومصر عليها.. أما الصقر فإنه يريد أن يكون اول فريق يمني يحقق الثلاثية. فرص الفوز.. وحسابات الخسارة يبدو أن فريق الصقر الأكثر استعداداً من فريق الأهلي بحكم أن فريق الصقر وصل إلى نهائي الكأس وحافظ على معظم عناصر الموسم الماضي بمن فيهم المدرب وكامل أعضاء الجهاز الفني، ومع ذلك فإن الصقر يستطيع أن يفوز بهذه المباراة شرط أن يبدأ بالتسجيل أولاً في مرمى الأهلي الذي سيغيب عنه عملاق الحراسة اليمنية سالم عوض للإصابة وهذا سيسهل نسبياً مهمة المهاجمين الصقراويين، ولكن الصقر لايملك مهاجماً صريحاً وقد تبدأ معركة الأهلي من الثلث الهجومي لمنع الغارات الصفراء على المرمى الأحمر وهي مهمة شاقه بالنسبة للاعبي الصقر الذين تعودوا على اللعب الجماعي وتغيير المراكز داخل المباراة بحسب ما تقتضيه الحاجة في ظل وجود لاعبين «سوبر » يستطيعون تأدية وظائف متعددة بعكس بعض الفرق التي تعوّد لاعبيها على الاحتفاظ بمركز واحد، ولأن الصقر يملك البديل الجاهز فإن أي غياب قد يعوض في مباراة اليوم.. وفي حديث ودي مع مدرب الصقر قال إنه يخشى غياب لاعبي المنتخب الذين لم يتدربوا ولو حصة واحدة مع اللاعبين الآخرين ويمتلك 4 لاعبين مصابين في صفوف المنتخب وهذه مشكلة بحد ذاتها لكنه يملك لاعبين سيلعبون للمرة الأولى ومنهم ناصر جعمول الذي يريد أن يقدم نفسة للجمهور أولاً وللمدرب ثانياً كصفقة رابحة وليحجز مكانه الأساسي في التشكيلة الصفراء، كما سيخسر جهود «ميدو» عبدالحميد الموقري وتبدو فرص الصقر متوازنة مع فريق الأهلي. ولكن يجب أن نشير أن الأهلي فريق صبور وخبير ومتمرس على مباريات الكؤوس ويمتلك نفساً طويلاً، رغم أنه في كثير من الأوقات يدفع ضريبة الصبر بالتعادل السلبي وهو الرقم الذي لايحبه مدربه الجديد محمد ختام .. الأهلي يمتلك «خط وسط ناري» سيقوده الثلاثي بارويس والخياط والسروري وربما يكون رابعهم العميسي إذا لجأ إلى الطريق 3-4-2-1 فإن كولي سيعبث بالدفاع الصقراوية لسرعته الفائقة أولاً وثانياً لأنه يعرف قيمة القهر الذي تلقاه الفريق الأحمر في ملعب أبو ولد والذي بموجبه توُّج «الصقر» بطلاً للدوري واحتسى كولي من كأس القهر الأصفر ويريد أن ينتقم من الفريق الأصفر ..كما أن الأهلي بترسانة النجوم وبطولاته الثلاث سيكون صاحب الفضل الأطول في هذه المواجهة الصعبة على الفريقين.. ويتميز الأهلي بخط وسط وهجوم رائع لكنه بالمقابل يخاف من حراسة المرمى. إذا أراد فريق الصقر أن يفوز بهذه البطولة سيبدأ الفوز من داخل غرفة الاجتماع الأخير في فندق الإقامة حين يعلن المدرب يوسف قائمة الفريق المشاركة أساسياً في المباراة وعليه أن يركز في خياراته، فالأخطاء لاتقبل في مباراة ثمنها بطولة وتاريخ ..شخصياً لاتعجبني في كثير من الأوقات خيارات المدرب يوسف في المباريات الكبيرة، لأنها تأخذ حيزاً كبيراً من تفكيره ويتشتت ذهنه في مواجهة الخصم ويحاول الدفع بلاعبين يمتلكون المهارات البدنية أكثر من تركيزه على الجانب الفني ،إضافة إلى أن يوسف يتردد كثيراً في إشراك التبديلات وربما شاهدته أكثر من مرة يتشاور مع الجالسين على دكة البدلاء من الصف الفني ..وهذا لايعيب بقدر مايحسب له أنه اتخذ قرارات صعبة في مباريات صعبة. نقطة أخرى على الصقر أن تكون في حساباته من خلال معطيات المباريات في المواسم الثلاثة للدوري ومع معرفتنا الكبيرة بالصقر ومدربة ..فإن الصقر لايستطيع العودة أن تخلف ومعنى ذلك فإن الصقر مطالب أن يسجل أولاً قبل أن يستقبل هدفاً، وإن استطاع التقدم، فإن بمقدوره الحفاظ عليه، أما في حال استقبل هدفاً فإنه سيعاني وربما تصعب عليه الأمور أكثر ..ورغم أن الأهلي يلعب في أرضه ووسط جماهيره، لكن لامكان للعاطفة هنا ..فالأرض تعني الجمهور ..والجمهور يعني الهدير والتشجيع والتصفيق، وأعتقد أن جمهور الصقر سيكون في مباراة اليوم أكثر من جمهور الأهلي. الأهلي يمتلك مدرباً داهية، وصبوراً وحكيماً ..لايفقد أعصابه ..نادراً مايفرح بالفوز أو بتسجيل هدف وهو يعرف إمكانات لاعبي الأهلي تماماً ويستطيع توظيف المراكز جيداً واستطاع أن يصنع من اليرموك شيئاً عظيماً، فما بالك بالأهلي الذي يمتلك اللاعبين القادرين على تحويل الخسارة إلى نصر ..وبما أن لقاءات الأهلي والصقر متكافئة فإنه من الواضح أن تكون معركة الورق أفضل من معركة الميدان وسيحتاج الأهلي إلى حسن اختيار المراكز وإقفال المنطقة الخلفية تماماً والبدء بالدفاع من النصف إن أراد أن يخنق فريق الصقر الذي يملك لاعبين مميزين يجيدون السرعة في الأروقة والاختراق عبر الأطراف وعلى المدرب أن يختار بين إشراك العميسي وبارويس للرقابة وتعطيل النزعة الهجومية الصقراوية أو أن يبادر بالهجوم كي يصدم الصقور مبكراً ..والفرق بين مدربي الفريقين هو الهدؤ وتقبل النتيجة. الترجيح ربما يتوقع الكثيرون أن تنتهي النتيجة بالتعادل الإيجابي بهدف لمثلة وأنا أخالفهم التوقع هذا ..وربما تنتهي المباراة سلبية هذا ممكن لكن لا يرضى أي من الفريقين أن تنتهي على وقع التعادل الإيجابي ..لكن لنفرض أن تصل إلى الترجيح ..في هذه الحالة ربما يستطيع كل لاعبي الأهلي تسجيل الترجيح، ولكن السؤال هل يستطيع حارس الأهلي أن يصد ركلة ترجيح وربما هنا تكون كفة سعود السوادي كفيلة بإهداء بطولة ثالثة للصقر توالياً بعكس حراسة الأهلي التي تعاني من المشاكل ..قد تكون توجيهات ختام للاعبيه «سجلوا أولاً ...لا توصلوها لركلات الترجيح» ....قد تكون توجيهات يوسف:« حافظوا على هدوئكم ..لا تستقبلوا أهدافاً حتى وإن وصلت إلى الترجيح». ختاماً تبقى مباراة الصقر والأهلي من أجمل وأمتع المباريات سواء في الدوري أم الكأس أو كأس السوبر وحتى إن كانت ودية نظراً لحساسية المباراة وتعصب الجمهور وأسماء اللاعبين والمدربين والإداراة.. وهذا يجعل المشاهد والمتابع الرياضي يتمنى أن يكون في الدوري اليمني أكثر من أهلي وأكثر من صقر، فالفائدة في الآخرة تذهب للكرة اليمنية ومتعة الجماهير. يذكر أن اتحاد الكرة أرجأ إقامة هذا اللقاء إلى اليوم بعد أن كان مقرراً إقامته يوم أمس الأول لأسباب لم يفصح عنها حتى الآن ..ربما عادة من عادات الاتحاد «التاجيل والتقديم».!