يا جرحَ غزةَ إني جئتُ أعتذر وفي الحنايا لهيبُ الحزنِ يستعرُ أتيت اندُبُ أخلاقاً لنا دفِنتْ وسؤدداً شامخاً قد بات يحتضرُ أتيتُ أبكي الضميرَ الحرَّ قد وُئِدتْ أنفاسُه وعلى جثمانِه عبَرُوا أتيتُ أسكبُ دمْعِي حسرةً وأسىً على الشهامةِ وهْيَ اليومَ تنتحرُ يا جرح غزةَ هَبني منكَ مُصْطبِراً فإن ما بك منه الصخرُ ينفطِرُ صبّوا عليك صواريخاً وأسلحةً لهيبُها اليوم لا يُبقي ولا يذَرُ لم يرحموا فيكَ لا طفلاً ولا امرأةً ولا شباباً ولا من هدَّهُ الكِبَرُ عشرونَ يوماً وإسرائيلُ ناشِبةٌ في صدركَ الموتَ جُرماً ليس يُغتفر عشرون يوماً وإسرائيل ساكبةٌ دمَ العروبةِ منه الأرض تنغمر عشرون يوماً وإسرائيل واصِمةٌ أنفَ العروبةِ عاراً ليس يستتِرُ عشرون يوماً وإسرائيل طاحنةٌ كلَّ القطاعِ ولا مأوى ولا وزرُ وأنت وحدك تحت النارِ مصْطبِرٌ تئِنّ من فرطِ ما يَهْمي وينهَمِرُ يا جرحَ غزةَ ماذا أنتَ فاعلُه وما الذي يا تُرى إياهُ تنتظر أترتجي نصرةً منا فوا أسَفاً لأننا معشرٌ ينتابنا الخوَرُ أترتجي صرخةً منا وقد جمَدتْ دماؤنا فهْيَ إن لامسْتَها حجَرُ أترْتجِي وثبةً هيهاتَ ليس بنا عند التلاقي صلاحُ الدين أو عمَرُ ما عادَ سفكُ الدم المُهراق يؤلِمنا ولم يعدْ في الحنايا للإبا أثرُ روحُ الأخوةِ في أعماقِنا انطفأتْ ونخوةُ النفسِ أثنى عزمَها الحذرُ دمُ العروبةِ جهراً يُستباحُ وفي فمِ الملايين كلّ الذل ينحسِرُ يا جرحَ غزةَ عفواً إننا عربٌ إلى الحميةِ و الإحساسِ نفتقرُ وإن حكامَنا لا درَّ درهمو على القضيةِ والأقصى قدِ أتَمَرُوا والشارعُ العربيُ اليومَ ملتهبٌ وقادة العُرْبِ باللذاتِ قد سكِروا تأمْرَكُوا و على أبوابها سجدوا وليس تغنيهمُ الآياتُ والنذرُ وكل شخصٍ أتاكَ اليوم يلتحف ال عار المشينَ وبالخذلان يتزُرُ يا جرحَ غزةَ صبْراً إن دهاك أسىً فالصبر يشرقُ من ظلمآئهِ الظفَرُ