شهدت مدن اليمن صباح أمس الخميس حشوداً جماهيرية ضخمة خرجت في مسيرات ومهرجانات واسعة دعماً للاصطفاف الوطني ورفضاً لدعوات العنف والفوضى، وتأييداً للثورة اليمنية والوحدة والنظام الجمهوري.. وتقدم المسيرات القيادات المحلية والأمنية والسياسية في المحافظات وبمشاركة كافة القوى السياسية والمنظمات النسائية والشبابية ومؤسسات المجتمع المدني. وأكد المشاركون في المسيرات والمهرجانات الجماهيرية ضرورة سرعة تنفيذ مقررات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي أجمعت وتوافقت عليه كل القوى السياسية في البلاد؛ باعتبار مخرجات الحوار البوابة الرئيسة لتحقيق تطلعات وآمال الشعب اليمني في الدولة المدنية الحديثة القائمة على أسس الشراكة والديمقراطية والحكم الرشيد، وهو ما عبرت عنه وثيقة الحوار الوطني التي أكد توافق اليمنيين عليها حرصهم على إخراج الوطن إلى بر الأمان وتجنيب البلاد ويلات الانقسام والتشظي. ودعا المشاركون في المسيرات الجماهيرية إلى سرعة قيام الدولة بفرض سيطرتها ونفوذها على كافة التراب اليمني ونزع سلاح المليشيات المسلحة، كأحد أهم بنود وثيقة الحوار الوطني، والشروع في تنفيذ المعالجات الكفيلة بحل قضية صعدة والقضية الجنوبية.. كما أكد المشاركون في المسيرات والمهرجانات الجماهيرية التي شهدتها المدن اليمنية ضرورة الاصطفاف الوطني ودعم جهود رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي في هذا الإطار والاستجابة لدعواته المتكررة لتجسيد التوافق الوطني، لتوحيد الجهود والطاقات في سبيل تنفيذ مخرجات الحوار الوطني للبدء في بناء الدولة المدنية الحديثة التي ينشدها كل اليمنيين. إقليم الجند شهدت محافظتا تعزوإب أمس مهرجانين جماهيريين حاشدين لأبناء إقليم الجند؛ للتنديد بكافة الأعمال الخارجة عن النظام والقانون ومختلف الممارسات التي تستهدف إذكاء نيران الفتن وإعاقة تنفيذ مخرجات الحوار.. ورفع المشاركون في المهرجانين اللذين شارك فيهما قيادتا السلطتين المحليتين وعدد من قيادات فروع الأحزاب ومنظمات المجتمع والشباب والمرأة لافتات تدين وتستنكر الحشود المسلحة لجماعة الحوثي على مداخل العاصمة صنعاء، والتهديدات التي أطلقها عبدالملك الحوثي، واعتبروها عملاً إجرامياً مناهضاً للعملية الانتقالية السلمية. وقد تحدث في المهرجان الذي أقيم بمحافظة تعز محافظ المحافظة شوقي أحمد هائل بكلمة حيا فيها الجماهير المحتشدة.. مستعرضاً الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن، والتي تتطلب من الجميع السمو فوق كل الصغائر، وعدم السماح لعقد الوطن بالانفراط. وحذر من مغبة أية أعمال أو ممارسات من شأنها الزج بالوطن وأبنائه وقواه في أتون صراعات لن يكسب منها أحد سوى الخسران للوطن وأبنائه.. مشدداً على ضرورة تضافر وتعاضد جهود الجميع تحت راية اليمن الواحد وخلف قيادته السياسية ممثلة بالأخ الرئيس عبدربه منصور هادي؛ للعبور بشعبنا العظيم إلى بر الأمان.. وتطرق إلى معاناة المواطنين نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الوطن حالياً, مؤكداً أهمية تكاتف جهود الجميع لترجمة التوجيهات الرئاسية الهادفة إلى تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، والعمل على تجفيف منابع الفساد، ومعالجة الازدواج الوظيفي، وتقليص النفقات الحكومية، وتحسين الإيرادات الضريبية والجمركية، والاستفادة المثلى من المنح والمساعدات والقروض المقدمة لليمن، وترسيخ دعائم الأمن لتسريع التنمية، وجذب الاستثمارات بما يوفر فرص عمل لتشغيل الأيادي العاطلة. وشدد محافظ تعز على ضرورة استشعار الجميع لمسؤولياتهم الوطنية في سبيل الحفاظ على مكتسبات الثورة والجمهورية وإنجاح العملية الانتقالية وتنفيذ مخرجات الحوار والاستغلال الأمثل للثروات والموارد الوطنية وترشيدها وفقاً لمنهج اقتصادي صحيح يحقق تنمية مستدامة والتخفيف من الفقر والبطالة.. وصدر في ختام المهرجان الجماهيري الحاشد تأكيد وقوف جمع أبناء محافظتي إبوتعز خلف القيادة السياسية ،وتأييدهم للاصطفاف الوطني الذي دعا إليه الأخ الرئيس على قاعدة الثوابت الوطنية، بما يكفل إنجاح المرحلة الانتقالية وتنفيذ مخرجات الحوار والتصدي بحزم لكل من يحاول العبث بأمن واستقرار الوطن ومواجهة أية ممارسات خارجة عن النظام والقانون. وقال البيان الذي تلاه عضو مجلس النواب علي المعمري : «إن شعبنا اليمني العظيم الذي فجر الثورة اليمنية المباركة (26 سبتمبر و14أكتوبر) وطرد المستعمر وأنهى النظام الإمامي مازال مستمراً في تقديم التضحيات في سبيل إحداث التغيير وبناء الدولة المدنية الحديثة دولة الحرية والعدالة والنظام والحكم الرشيد».. وأضاف: إن شعبنا اليمني مدعو اليوم إلى اصطفاف شعبي واسع لا يقصي أحداً ولا يستثني جهة، ولا يستبعد طرفاً، وأن يمضي هذا الاصطفاف الشعبي يداً بيد مع القيادة السياسية ممثلة بالأخ الرئيس عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية - القائد الأعلى للقوات المسلحة - وتحت سقف الجمهورية وتجذيراً للديمقراطية وتعزيزها والمضي بحزم وقوة في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي توافقت عليها كل الأطراف. وأكد البيان ضرورة تفعيل منظومة الإصلاحات الشاملة, وفرض هيبة الدولة وبسط نفوذها على كافة التراب اليمني ونزع أسلحة المليشيات والجماعات المسلحة ومكافحة العنف والإرهاب.. مشدداً على أهمية الاصطفاف الوطني لإسقاط كل المخططات التي تستهدف أمن اليمن ووحدته ونظامه الجمهوري وتفكيك نسيجه الاجتماعي الواحد.. وتابع البيان: اليمن سفينة تتسع للجميع ووطن واحد يستظل تحت سمائه كل اليمنيين بعيداً عن القهر والتسلط والإكراه والإرهاب وفرض الرأي والفكر بقوة السلاح.. وأدان البيان واستنكر بشدة ما تقوم به الجماعات المسلحة من أعمال عنف وإخلال بالأمن ومحاصرة المدن واستهداف أبناء القوات المسلحة والأمن.. معتبراً أن ذلك يمثل خروجاً عن الإجماع وتهديداً للسلم الاجتماعي. الحديدة وفي محافظة الحديدة قال المحافظ صخر أحمد الوجيه: إن أبناء الحديدة يقفون اليوم صفاً واحداً مع القيادة السياسية ممثلة بفخامة المشير عبدربه منصور هادي في الاصطفاف الوطني من أجل دعم وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل. وقال المحافظ وسط حشود جماهيرية حاشدة في المهرجان الجماهيري الكبير الذي أقامته المحافظة تحت شعار «الاصطفاف الوطني الطريق لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل» وشاركت فيه كل القوى السياسية والجماهيرية في محافظة الحديدة: إن كافة الأطياف السياسية والاجتماعية والمشائخ والأعيان الذين توافدوا اليوم في هذا المكان تحت حرارة الشمس المحرقة للتأكيد على الوقوف مع القيادة السياسية جنباً إلى جنب للانتقال بمخرجات الحوار الوطني إلى الواقع العملي. ودعا المحافظ في كلمته إلى تضافر كل الجهود الوطنية المخلصة والصادقة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وتجاوز الصعوبات والتحديات التي تعيق ذلك العمل وتعطل مسار العملية السياسية السلمية المرتكزة على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية بعيداً عن العنف والإرهاب وفرض المطالب بقوة السلاح ونرفض كل الأعمال الإجرامية والإرهابية والعنف وندعو إلى السلم والأمن والاستقرار. وصدر عن المهرجان الجماهيري بالمحافظة بيان دعا فيه المشاركون إلى اصطفاف وطني يجسد التلاحم الشعبي لتنفيذ مخرجات الحوار، وعلى جميع القوى والمكونات التي شاركت في مؤتمر الحوار أن تضطلع بمسؤوليتها في هذا الاتجاه، آخذين في الاعتبار أهمية الاصطفاف كضرورة وطنية حتمية تقتضيها حجم التحديات التي تواجه الوطن. ودعا البيان الجماهيري إلى نبذ الإرهاب والتطرف بمختلف أشكاله وألوانه وتطبيق العقوبات الشرعية والقانونية على المتورطين في جرائم العنف والإرهاب، وبسط سلطة الدولة على ربوع الوطن من أجل المضي قدماً في تنفيذ مخرجات الحوار، وبناء الدولية المدنية الحديثة بمؤسساتها الوطنية. وأكد المشاركون في المهرجان دعمهم للجهود التي يبذلها فخامة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق لتعزيز الأمن والاستقرار وتنفيذ مخرجات الحوار واستكمال مهام الفترة الانتقالية بما يحقق الاستقرار الوطني وتطبيع الأوضاع السياسية في ضوء مخرجات الحوار. كما دعا المشاركون في المهرجان إلى إقامة شراكة حقيقية في إدارة شؤون الدولة في ضوء الأسس والمبادئ التي تم التوافق عليها في الحوار الوطني والتأكيد على الالتزام بالعمل السياسي السلمي. وأشار المشاركون إلى الأهمية القصوى للتهيئة المناسبة للمصالحة الوطنية الشاملة التي لا تستثني أي فصيل سياسي لتفعيل الاصطفاف الوطني؛ ارتكازاً على الأسس والمبادئ التي يتوافق عليها أطراف العملية السياسية للانطلاق صوب بناء المستقبل.. وطالب المشاركون في المهرجان سرعة استكمال وثيقة الدستور في ضوء مخرجات الحوار والاستفتاء عليه وإجراء الانتخابات العامة الرئاسية والبرلمانية في موعدها المحدد، بما يحقق الاستقرار السياسي والتفرغ للعمل التنموي والخدمي للنهوض بأوضاع البلاد على كافة المستويات.