تعتبر محافظة صعدة متحفاً أثرياً نادراً وفريداً لمحتوياته المدهشة والمتنوعة بتنوّع الطبيعة الساحرة في جبال رازح وخولان بن عامر ومنبه وغيرها والقلاع والحصون والمقابر العتيقة التي تحدث عوامل التعرية خلال آلاف السنين من عمرها شامخة فارهة بهيّة الطلعة تدور حول بعضها الأساطير العجيبة والمذهلة. الحضارة اليمنية في محافظة صعدة تنطلق بنا على بساط الإعجاب حيث معارج الحنين وحيث يرتبط الإنسان بجذور المكان في خيلاء الخصوصية والتميّز بهذا التراب الحضاري الذي شكّل عامل جذب سياحي قوي على مستوى مناطق اليمن وخاصة ذلك الحزام الطيني المحيط بمدينة صعدة القديمة كثير التعرّج والبالغ طوله 3326 متراً و ارتفاعه أربعة أمتار مازال منتصباً بصلابة وكما يؤكد لنا مدير عام مكتب الثقافة والسياحة بمحافظة صعدة إن بعض كُتب التاريخ تُرجع عمر مدينة صعدة إلى ما قبل الميلاد تشتهر بقدمها وفرادة البناء المعماري الطيني الصلب الذي عاصر مختلف الحقب التاريخية. محافظة صعدة تضم 28 موقعاً سياحياً و 99 قلعة وحصناً24 قرية سياحية ،مدن تاريخية ومساجد عتيقة ومقابر وقبوريات ونقوش أثرية إلى جانب أكثر من 43 موقعاً للسياحة البيئية. ومن أبرز مآثر مدينة صعدة وملامحها الحضارية الجميلة الضارية في القدم قشلة صعدة وقلعتا السنارة والصمع ونقوض المسلحقات ومقابر صعدة وسورها القديم وآثار مدينة تلمص التي نشأت فيها مدينة صعدة القديمة، إضافة إلى وجود مدينة أم ليلى في بلاد جماعة المحتوية على نقوش أثرية قديمة وسدود وحصن أم ليلى الأثري العظيم الرابض على قمة الجبل الشاهق المنيف. ومدينة الفحلوين ونجد الفارس في بلاد وايلة وبها محطات تجارية على خط قنا القديم ومديرية حيدان التي تضم عدداً كبيراً من المساجد التاريخية القديمة والحصون الأثرية الهامة والبنايات المعتقة المتقنة في هندستها المتباهية بما تحمله نقوشها من أسماء حميرية مازالت واضحة وبها سلسلة من المنارات القديمة وفيها تقع قرية نشوان بن سعيد الحميري. وتوجد في محافظة صعدة مناطق عدة للسياحة البيئية منها النظير العائمة بين الغيوم وبركان والشوارق في رازح ومران وولد عياش وولد نوار وزبيد في حيدان ووادي عكوان ووادي رماح في الصفراء والعقيق ووادي أملح ووادي الفرع وآل أبو جبارة في بلاد وايلة، وكثير من المناطق والمعالم الأثرية المثيرة والمختالة ببهائها وعظمتها الحضارية. سياحية واستثمارات: هذه المحافظة الحضارية بما تتمتع به من عمران رائد وخصوصية تاريخية وتراثية وسياحية نادرة حظيت خلال العهد الوحدوي المبارك بعناية نسبية للحفاظ على معالمها الأثرية وخصوصيتها الحضارية والترويج لها سياحياً وقد تم خلال عقد التسعينيات ترميم الأجزاء المتضررة من سور صعدة التاريخي في عام 1996م بتكلفة 250 ألف ريال وفي عام 1999 بتكلفة 900 ألف ريال فيما شهدت المحافظة خلال عهد الوحدة اليمنية نشاطاً سياحياً متميزاً حيث زارها خلال الفترة من 90وحتى 1994و7481 سائحاً عربياً و10188 سائحاً أوروبياً و3923 سائحاً آسيويا و 3829 سائحاً أفريقياً و540 من الولاياتالمتحدةالأمريكية و11 من أمريكا الجنوبية و273 من استراليا. وخلال الأعوام من1995 وحتى 2004 زارها 18070 سائحاً عربياً و6979 سائحاً آسيوياً و3837 أفريقياً و10852 أوروبياً و371 من الولاياتالمتحدةالأمريكية و67 من استراليا. ونظراً لبعض الظروف المتنوعة في محافظة صعدة مازالت الاستثمارات السياحية مقتصرة على الاستثمارات الفندقية المقدرة حالياً ب14 فندقاً منها 5 فنادق نجمتان وطاقاتها الإيوائية الإجمالية 672 سريراً في 249 غرفة و22 جناحاً. ولغرض النهوض بالوضع السياحي في محافظة صعدة لاستغلال واستثمار ما تحتويه من مآثر ومعالم تشير التقارير إلى أنه تم التقديم إلى الصندوق الاجتماعي للتنمية لتمويل مشروع إنشاء متحف إقليمي بالمحافظة كمشروع استراتيجي يعود بفائدة ثقافية كبيرة تساعد في الحفاظ على الإرث الحضاري للمحافظة وبالتالي تعتبر عامل جذب سياحي للمنطقة وبحيث ينفذ هذا المشروع الحيوي الهام في قلعة القشلة بصفتها إحدى أهم وأبرز المعالم الحضارية في المحافظة وهذا المشروع مدرج ضمن البرامج الاستثمارية القادمة، إضافة إلى إن الهيئة العامة للآثار والمتاحف وبالتنسيق مع صندوق الأشغال العامة اعتمدت مليوني ريال لصيانة وتحسين المنطقة المحيطة بقلعة السنارة كمرحلة تمهيدية لترميم هذا المعلم الأثري العظيم.