لو عرفته عن كثب لوجدته دمثاً بأخلاقه ضحوكاً عفوياً بطبعه وصحبته كرامة سعيد علي مرسال المعروف ب« كرامة مرسال» من مواليد 1946م في مدينة المكلاحضرموت بدأ الفن عام 1963م وعمره آنذاك 17 عاماً وافته المنية في يوم الأحد 3 أغسطس 2014م. كرامة مرسال فنان يمني رائع الأداء ذائع الصيت غنى للكثير من الشعراء على رأسهم المحضار، وعمر أبوبكر العيدروس، وأحمد سالم البيض، وسالم بامطرف، وجمعان بامطرف، وجنيد باوزير، وعباس الديلمي.. غنى الأغاني العاطفية والوطنية وله رصيد كبير في الغناء الوطني. كرامة مرسال يملك خفة دم بمزحه وفكاهته التي لا تكاد تخلو من حفلاته ومقايله، ومقابلاته التلفزيونية، كان يتصف بالجرأة وعدم الخجل في 1963م بدأ الفن حيث كان في السابعة عشرة من عمره حيث توفي في تلك الفترة محمد جمعة خان أحد أشهر فناني اليمن في ذلك الوقت وبوفاته ترك فراغاً في الساحة اليمنية إلا أن كرامة سد ذلك الفراغ فكان يُحيي حفلات وأعراساً على أنغام وأغاني محمد جمعة خان، مما أعطاه خطوة للظهور على الساحة الفنية. إضافة إلى موهبة كرامة في الغناء فقد كان يمتلك موهبة التلحين حيث لحن في حياته الكثير من الأغاني لأكثر فناني اليمن والخليج وتُعد الأغنية التي غناها باللون الحضرمي« متيم» أشهر أغنياته التي حازت على إعجاب الجماهير اليمنية والخليجية، والعربية، وقد غناها الفنان راشد الماجد وفرقة ميامي .. أحيى العديد من الحفلات في السعودية والكويت، وعُمان وبلاده اليمن وفي أغلب المحافظات. من أقواله عن الحب :إنه رأس الحياة، والحياة بدون حب لا تساوي شيئاً”. وعن المرأة «هي شريان الحياة فهي الأم والأخت، والزوجة، والبنت». وعن الوحدة « هي رمز قوة اليمن قديماً، وحاضراً، ومستقبلاً». وعن الشحر« هي السعادة والحب ومهوى الشعراء والأدباء وانطلاقهم». وعن الوداع فأجاب بأنه أمر وأصعب الأشياء. وعن اليمن فقال : لابد لليمن أن تعيش خضراء موحدة، مزدهرة.. استمد مرسال روعة إبداعاته من بيئته وطبيعته اليمنية، الحضرمية الشحرية التي أحبها وتعلق، وارتبط بها، البيئة الأم التي ولد فيها، ورضع منها اللبن، وعاش فيها رغم السل والجرب الذي يملأ البدن.. ما زاده روعة، إبداعاته العفوية، والسهولة، والبساطة الصادقة المنبثقة من وجدانه وخواطره، وأحاسيسه الوطنية البحتة.لامس شغاف القلوب، وأخلص لمحبوبته اليمن، وزرع حبها في قلوب الملايين وقمة إبداعات مرسال الغنائية« حبي لها» التي أظن أن الكثير حفظها ورددها معه وهو يغنيها بصوت شجي من كلمات المحضار:- حبي لها رغم الظروف القاسية رغم المحن حبي لها أمي سقتني إياه في وسط اللبن إن عشت فيها لأجلها عانيت وإن غبت عنها أنا لها حنيت والحاصل أن الحب شيء ماله ثمن لالا ويالا ويالالا من قال محبوبتك من؟ قلت: اليمن. أحببتها في ثوب بالي عيف أبلاه الزمن والسل فيها والجرب مالي البدن وعشت معها تحت سقف البيت وكلما أنت أنا أنيت وصبرت حتى طاب عيشي والسكن. إلى أن قال: اليوم قدها لابس الزينات والثوب الحسن ومكحل العينين ظاهر وحبها فوق الوجن باحل بها من حيث ما حليت...وإن عاهدتني بالعهود أوفيت وإن خان حد لا بارك الله الحنين لالا ويا لالا ويا لالا من قال محبوبتك من؟ قلت اليمن. ماباصبر فيها على باطل ولا بعبد وثن ما بارني ها نهب للحنشان وإلا للدفن لالا......من قال محبوبتك من قلت اليمن.