الحديث عن فنان بحجم الفنان اليمني الحضرمي كرامة مرسال أمر مسترسل للغاية، فليس سهلاً التحدث عن قامة فنية قدمت الكثير واسم يمني لمع في سماء الأغنية اليمنية والعربية والخليجية إلا أننا سنجتهد في رصف الكلمات بما يليق به وإن إعتدنا على تذكير أنفسنا بتلك الأسماء الخالدة بعد أن يواري التراب أجسادهم! ففي صباح الأحد وصلنا خبر وفاة الفنان اليمني “كرامة مرسال” عن عمر ناهز الثالثة والسبعون عاماً بعد معاناة طويلة مع مرض عضال...واحتشدت الكلمات! ولد الفنان الحضرمي “كرامة مرسال” في مدينة المكلا عاصمة محافظة “حضرموت، في العام 1946م، بدأ كرامة مرسال مشواره الفني في العام 1963م حينما كان في السابعة عشر من عمره حيث توفي في تلك الفترة الفنان محمد جمعة خان أحد أشهر فناني اليمن في ذلك الوقت حيث ترك وفاته فراغا في الساحة الفنية، إلا أن كرامة بدأ مشواره الفني بسد ذلك الفراغ فكان يحي حفلات شعبية وأعراس على أنغام وأغاني محمد جمعة خان مما أعطاه خطوة قوية للظهور على الساحة الفنية. بالإضافة إلى موهبة كرامة الغنائية وصوته النادر المبحوح فهو يتملك إلى جانب ذلك موهبة أخرى وهي التلحين حيث لحن في حياته الكثير من الأغاني لأكثر فناني اليمن والخليج. بدأ كرامة بإطلاق أول أغنياته وأسطواناته في 1969م عندما التقى بالشاعر الكبير حسين أبو بكر المحضار. والفنان المنتمي لمحافظة حضرموت التي تشتهر بفن الدان الشعبي وبالغناء الحضرمي الأصيل، متزوج ولديه 13 ولداً وبنتاً، ويعيش في منطقة “فوه” الواقعة غرب مدينة “المكلا”. قدم “كرامة مرسال” خلال حياته الفنية الكثير من الأغنيات التي اشتهرت باللون الحضرمي وكانت أشهر أغنياته “متيم” والتي حازت على إعجاب الجماهير الخليجية والعربية وغناها الكثير من مطربي الخليج العربي بينهم راشد الماجد وفرقة ميامي وغيرهما، كما قدم كرامة أيضاً رصيداً لا بأس به من الأغاني الوطنية للوطن العربي واليمن مثل أغنية “حبي لها”. كما انه غنى من أشعار الكثير من الشعراء الحضارم وعلى رأسهم الشاعر الحضرمي الكبير حسين أبو بكر المحضار الذي كان سبباً في تألق أغانيه، كما غنى من أشعار عمر أبو بكر العيدروس وأحمد سالم البيض وأحمد سالم بامطرف وجمعان بامطرف وجنيد باوزير وعباس الديلمي قدم أعمال فنية وطنية كثيرة وله رصيد كبير في الغناء الوطني. وقام بتلحين أغانيه بنفسه وإطلاق أول أسطواناته واستمر العمل بينهما بالإضافة إلى الفنان أبو بكر سالم حتى وفاة الشاعر حسين أبو بكر المحضار في عام 2000م. يتصف كرامة مرسال بدمه الخفيف وروحه الفكاهية فلا تكاد تخلو حفلاته ومقابلاته التلفزيونية من روح المرح والفكاهة والتعبيرات الساخرة التي يطلقها بالإضافة إلى أنه يتصف بالجرأة وعدم الخجل حيث وصف في أحد لقاءاته التلفزيونية بأن شركات الإنتاج المحلية هم مجرد سرق ولصوص. في أحد لقاءاته الصحفية سُئل كرامة عن الحب فأجاب بأنه : ((نبراس الحياة وحياة بدون حب لا تساوي شيئاً)) وعن المرأة فأجاب بأنها: ((شريان الحياة فهي الأم والأخت والزوجة)) وعن الوحدة اليمنية فأجاب بأنها: ((رمز قوة اليمن ماضياً وحاضراً ومستقبلاً)) وأما عن منطقة الشحر فوصفها بأنها: ((السعادة والحب ومهوى الشعراء وانطلاقهم)) وعن الوداع فأجاب بأنه: ((أصعب وأمر الأشياء)). يمتلك كرامة مرسال اليوم شهرة واسعة على الساحة اليمنية وعلى مستوى الخليج العربي حيث يحيي كل عام أكثر من 6 حفلات خاصة وعامة سنوياً في دول الخليج العربي عموماً والكويت وعمان والسعودية على وجه الخصوص.