دعم الاحتياجات الإنسانية في اليمن عبر الدول المانحة يمر بمراحل صعبة وخطوات متعددة، كما أوضح ل «الجمهورية» مدير مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية في اليمن السيد تروند جينسن، بالإضافة إلى بيان المهام والأعمال والتحديات التي تواجه العمل الإنساني في اليمن من خلال اللقاء التالي: تجميع الاحتياجات ما طبيعة عملكم كمنسقين للشئون الإنسانية في اليمن؟ عملنا بشكل رئيسي هو تنسيق الجهود الإنسانية في اليمن بشكل عام ما يعني العمل على تجميع الاحتياجات الإنسانية من عدة أماكن وبعدة شركاء كخطوة أولى ورئيسية, ومن ثم تحليل هذه الاحتياجات وعمل تقرير يسمى تقرير عرض للاحتياجات الإنسانية في اليمن والعمل مع الشركاء لتقرير ما هي الاستجابة المناسبة لمثل هذه الأعمال, ثم نقوم على عمل التخطيط للاحتياجات وتحديد الأولويات الخاصة للاستجابة لأكثر الأولويات اهتماماً, هذا كله يأتي بالتزامن والتعاون مع شركاء العمل المحلي والدولي العامل في اليمن, المرحلة الثالثة نقوم بعمل مناصرة وحشد للتمويل التي يحتاجها الشركاء العاملون في اليمن وعددهم حتى الآن (108) منظمات دولية ومحلية, ونعمل على عمل المناصرة للموارد, وقد استطعنا أن نحشد مبلغ 25 مليون دولار من صندوق الحالات الطارئة التابعة للأمم المتحدة, ونعمل الآن على حشد 14 مليوناً أخرى من أجل مواءمة وتلبية الاحتياجات الطارئة جداً في أماكن مختلفة في اليمن بالإضافة إلى قيامنا بالعديد من الرحلات الاقناعية إلى أوروبا, والخليج العربي, وشمال أمريكا, أيضاً قد تحدث أحياناً بعض الكوارث أو المشاكل العرضية التي لم تكن في الخطة وخارجة عن الخطة السنوية التي نقوم بها, فنقوم بشكل يومي بعمل بحث عن هذه المعلومات ومن ثم تنسيق الجهود للاستجابة لهذه الاحتياجات الطارئة التي قد تكون في عدة أماكن مختلفة كون عملنا اليومي هو لمثل هذه المشاكل التي قد تكون خارج الاطار المرسوم لنعمل بتنسيق هذه الجهود مع جميع الشركاء الذين لهم علاقة بهذه الأمور . اهتمام ذو طابع طارئ ما الآلية التي يتم بها عملكم مع شركاء العمل الإنساني؟ نقوم بتبادل المعلومات بشكل مستمر لكننا أيضاً نقوم بعمل استراتيجية تطال كل الشركاء العاملين في اليمن, الاستراتيجية قد تكون لسنتين لكنها أيضاً تنطوي على استراتيجية لكل عام, ومن ناحية أخرى هنالك عمل فريق التنسيق الإنساني المحلي الذي يتواجد في كل منطقة باليمن لها مثل هذا الفريق الميداني الذي يقوم بتنسيق هذه الشئون بشكل فرعي, وأيضاً التنسيق فيما بين المنظمات الأممية التي نسميها الدولية والمنظمات المحلية وأيضاً السلطات المحلية, ونعمل على تنسيق هذه الجهود وتنظيم ما يسمى بالوصول إلى أماكن النزاعات والأماكن الخطرة وتلك الأماكن التي يعد الوصول إليها صعباً جداً, وبالتالي نقوم نحن في صنعاء عبر مكاتبنا الرئيسية في هذا البلد مع كل الشركاء بالمراقبة والتنسيق مع الفرق الفرعية, هذه هي آلية العمل التي نقوم بها مع الاهتمام كثيراً بالمناطق التي تحصل فيها كوارث ومشاكل ذات طابع طارئ . أكبر التحديات ما أبرز التحديات التي تواجهونها في عملكم الإنساني داخل اليمن؟ هناك تحديان من أكبر التحديات التي تواجهنا، الأول انعدام الأمن في بعض المناطق التي يجب أن نستجيب لها أو صعوبة الوصول إلى تلك المناطق الصعبة, فأحياناً تكون هناك مناطق صعبة ونائية جداً وبالتالي نستعين في هذه الحالة بمجموعة شركاء العمل المحلية المكونة من منظمات محلية تقوم بالعمل في تلك المناطق, وبالتالي تصل أعمالنا أو المعلومات عبر تلك المنظمات, وثاني أكبر التحديات يتمثل في قلة التمويلات التي نواجهها في الأعوام الماضية, وهذا العام واجهنا مثل هذا التحدي مرة ثانية, فنحن الآن في منتصف شهر أغسطس من العام ولم يصلنا سوى 40 % من التمويلات التي يجب أن تصل حيث إن الخطة السنوية كانت قررت أن التمويل يجب أن يكون 592 مليون دولار ولم يصلنا حتى الآن إلا 40 % من هذا المبلغ , وهذا واحد من أكبر التحديات التي نواجهها. سفارات لعرض الاحتياجات الإنسانية في اليمن من المسئول عن متابعة تلك التمويلات التي تلتزم بها الدول المانحة لمواجهة الاحتياجات الإنسانية؟ يرد مبتسماً: أتمنى أن أجد الإجابة على هذا السؤال ثم يضيف: كثير من المنظمات العاملة في اليمن مقراتها الرئيسية تعمل على مناصرة هذه الجهود, ولذلك كثير من هذه المنظمات الدولية مقراتها الرئيسية في تلك الدول الخارجية تقوم بعمل حشد للموارد بشكل منفرد مع الدول المانحة, ونحن أيضاً نقوم بالحشد لهذه الموارد من الدول الأعضاء في الأممالمتحدة, كما قمنا خلال هذا العام والعام الماضي بحشد الموارد من دول مجلس التعاون الخليجي, بالإضافة إلى دول منظمة العمل الإسلامي, ونقوم أيضاً بعمل سفارات لعدة دول من أجل عرض الاحتياجات الخاصة في اليمن ومدى هذا الاحتياج وشدة الصعوبة التي تواجه اليمن في المجال الإنساني في كل أنشطتنا الميدانية التي نقوم بها للخارج وكان منها دول في الاتحاد الأوروبي ودول خارج الاتحاد الأوروبي . استدامة وبناء قدرات ما مدى تفاعل الحكومة اليمنية مع مكتبكم وهل لذلك أثر في هذه المساعدة؟ سؤال جيد.. نحن ننشد تحقيق الكثير من العمل المستدام في اليمن, وبالتالي تأخذ الحكومة اليمنية دوراً كبيراً في العمل معنا حيث نقوم بالعمل وبالتواصل والتنسيق مع كثير من الوزارات والقطاعات ذات العلاقة بالعمل مثل قطاعات الصحة, والتعليم, نتواصل مع هذه الوزارات وهي تقدم لنا دعماً حتى على المستوى الفرعي في المحافظات المختلفة أيضاً نقوم بعمل التواصل وتنسيق كبير جداً مع الوحدة التنفيذية لتنسيق مخيمات النازحين هذه الوحدة تساعدنا كثيراً في تنسيق العمل في مناطق النزوح والكوارث التي يتم فيها صراعات و يخرج منها ويتشرد كثير من السكان، في المناطق المحلية الكثيرة ذات الصراعات, نحاول أن يكون عملنا مستداماً، نهدف أن لا تكون الحكومة اليمنية أو المنظمات اليمنية معتمدة كثيراً على أعمال الإغاثة وبالتالي نخطط أن يكون مؤقتاً, لذا فواحد من أهدافنا استدامة العمل على بناء القدرات للمنظمات المحلية العاملة في اليمن من أجل أن تكون قادرة على توصيل التخطيط السليم وتحديد الأولويات والاستجابة بشكل سليم, وبالتالي يمكن لها أن تعمل بشكل مستقل وبعيداً عنا في حال رحلت بعض هذه المنظمات من اليمن مستقبلاً. عدم اهتمام هل هناك علاقة بين نجاح العمل الإنساني وبين نجاح العملية السياسية في اليمن؟ هناك علاقة عكسية للأسف في اليمن اعتقد أن هناك نجاحاً وتقدماً كبيراً بعد الحوار الوطني تشكر عليه الحكومة اليمنية, لكن هنالك في الجهة المقابلة عدم اهتمام كبير بالشئون الإنسانية, وبالتالي اعتقد أنه مثلاً إذا كان أحدهم ابنه لا يستطيع أن يذهب إلى المدرسة, وإذا كان لا يستطيع تدبير الوجبة التالية لنفسه وأولاده, أو إذا كان أولاده مرضى فلن يفكر ذلك الشخص أبداً بمستقبل اليمن بشكل عام سيظل يفكر بوضعه الحالي الذي هو عليه أو غداً فقط, لذا فالعملية الإنسانية لا تعمل على تقدم المجال السياسي لكنها تدعم العمل السياسي أو النجاح السياسي عبر مساعدة الفقراء وذوي الاحتياجات الإنسانية وبالتالي هذا الشيء مهم جداً أن يكون هناك نجاح سياسي يدعمه نجاح في المجال الإنساني . اليمنيون يحبون وطنهم بعيداً عن أجواء العمل ما انطباعك عن اليمن؟ انطباعي عن اليمن جيد جداً، أنا معجب بشكل كبير جداً بصمود الشعب اليمني تجاه هذا الكم من التحديات والمشاكل التي تحصل له, وأنا كأجنبي لدي انطباع كبير وجيد جداً عن اليمن.. فعلاً اعتبر أنه رغم كل هذه المشاكل التي تحيط بالمواطن اليمني إلا أنه فعلاً اليمن السعيد والشعب السعيد وأعجب كثيراً بمدى تحمس الناس وانجذابهم للعمل الإنساني والعمل على مواجهة التحديات التي تحيط بهم بشكل طوعي مثلما رأينا أشخاصاً كانوا فعلاً يحبون وطنهم يعملون بأجر وبعضهم يعملون بدون أجر إلى درجة أن بعض الأشخاص قدم حياته من أجل رفاهية شعبه وإن لم يكونوا ملزمين بهذا الشيء لكنهم كانوا يحبون وطنهم بشكل كبير, أيضاً الجميع يساعد في التقدم السياسي والاقتصادي والإنساني بشكل عام, أتمنى النجاح والتقدم لهذا البلد الطيب, وأتمنى أيضاً الاهتمام بالعوامل الإنسانية وكثير من العوامل. - بطاقة شكر للمسئول الإعلامي في مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية في اليمن الذي قام بالتنسيق والترجمة وتعاونه الجاد والمتواصل مع صحيفة الجمهورية.