يعني مصطلح النسوية، باختصار: الاعتقاد بأن المرأة لا تُعامل على قدم المساواة لا لشيء سوى كونها امرأة في مجتمع ينظم شئونه حسب رؤية الرجل واهتماماته، وهو مفهوم نحتاج إلى تفعيله؛ ذلك أن المرأة، وإن كانت قد نالت قدرًا كبيرًا من حقوقها الاقتصادية والاجتماعية، إلا أنها لم تستطع أن تغير النظرة المترسخة الموجهة إليها من أبناء جنسها؛ إذ مازالت في بعض المناطق ولا سيما القرى الريفية تعامَل على أنها عورة، يجب سترها بالزواج، وحتى في أوساط المتعلمين كثيرًا ما تجد الفتاة مهمومة وحزينة لا لشيءٍ سوى أنها بلغت الخمسة والعشرين ولم تتزوج أو تُخطَب!. صحيحٌ أن التغير الفكري والتطور الثقافي في مجتمعٍ ما يحتاج إلى فترة زمنية ليست بالقصيرة؛ لأنه يتم على يد أجيال أصغر سنًا، وأقل حيلة، تضطر للدخول في حلبات النقاش والجدال الفكري والحواري مع أجيال غير متعاونة معهم أو مقدرة لهم في بعض الأحيان، وهي عادةً لا ترحب وأحيانًا لا تسمح بمساس المقدس الفكري والتقليدي الموروث، غير أن ذلك لا يجب أن يثنيها عن بذل الجهد والكفاح من أجل التنوير وإحداث التغيير، وأخص بالذكر هنا أجيال الشابات من النساء، وبخاصة من يمتلكن الوعي والثقافة، إذ يقع على عاتقهن الجزء الأكبر في تغيير تلك النظرة البدائية للمرأة على أنها موضوع جنسيّ، أو عالةٌ على المجتمع، فالمرأة كائن لا يقل شأنًا عن الرجل، وإنما يتميز عنه بصفات الرحمة والحنان، والصبر، والقدرة على التحمل، وحتى لا نُتهم بالتحيز إلى فئة النساء فقد أثبتت التجارب والإحصاءات العلمية كفاءة المرأة وقدرتها على النجاح والمنافسة؛ لاسيما في التحصيل العلمي كما بينت معدلات الدرجات في المدارس والجامعات، وقديمًا قال ماركس :«إذا أردت أن تعرف مدى تقدّم مجتمع ما فانظر إلى وضع المرأة»، لتزيد عليه فرجينيا وولف قولها :«إن حضارة تقمع المرأة لا يمكن أن تكون حضارةً أصلاً». باحثة دكتوراه في السرد النسوي