الفجر يرقب طفل غزة طفل غزة قائلاً: قد مُت قبلاً غير أني الآن أحيا مرتين. في شاشة التلفاز يرمقهم بعين مذيعة تزداد دهشتها اتساعاً كلما قرأت ملامح من يراها لا تبين. قاموا بإعداد المساء يقلبون الوقت أقماراً. وفي يدهم تدور نوافذ الدنيا فيختارون منها ما يشاء غيابهم غياً. رغم بقائهم عمراً من اللحظات. ******** الفجر يوُقظ! طفلُ غزة ضوءه.. كم خاتل الدنيا ليشرق من أديم الأرض فيها ذات حين. ******** شاشة التلفاز تطفئها المذيعة.. كل بيت مر منه الموت لا صوت هناك.. سوى إذاعة عاكف بالحلم. شطط على تلك الإذاعة صوتها مسكون فيه الأمس لا زالت تردد كل نزف قولها: (هنا العروبة) ويح هذا القول كم يشقى به ذاك العجوز ويح هذا القول كم يشقى بنا. وتردد الأصداء جملتها الشهيرة كيف للموتى سماعاً.. لم يعد نبض على أحيائها... لم يعد إلا الأرائك من بها يتوسد الموتى مساءات يطول بها الغياب. ****** الفجر يسكن طفل غزة طفل غزة ضوءه.. ودم الشهيد الأفق.. ****** (هنا العروبة) قالها المذياع: جمهرة من الموتى تشيع أمة (هنا العروبة) قيل بأنها دُفنت لتنبت (هنا العروبة) سبابة نبتت على جثمانها، تشير نحو القدس (هنا العروبة) حشرجة على صوت المذيعة حين تنقل موتها. (هنا.. هناااااالك قصة في الأرض): ****** (غزة) قصة الدنيا. (غزة) سبابة نبتت. (غزة) طفل الحجارة إذ غداً سوطاً على الجلاد. (غزة) كتائب القسام لم تحنث يميناً منذ أن مدّت سواعدها. (غزة) نبينا الأمي قال بأنها: طائفة من أمتي ظاهرة على الحق. (غزة) قواميس اللغات تقول بأنها أرض الرماة.