لن أكون متشائماً اليوم بقدر ما هو الواقع. سأكون على عكس الكثيرين ممن انبهروا بأداء المنتخب الوطني للشباب في نهائيات كأس أمم آسيا للمنتخبات الشابة في مانيمار، رغم الخروج الصادم والتراجيدي. الكثيرون ذهبوا لتكرار ذات الخطأ الذي وقعوا فيه عام 2003 عندما طالبوا بالاعتناء بمنتخب (الأمل) الناشئ الذي شرّف اليمن في كأس العالم للناشئين في فنلندا ، بعد أن كان قد فاز بوصافة آسيا في ذلك العام. وما هي إلا سنوات قليلة حتى تبخر (الأمل) واختفى المنتخب المأمول.. وكأننا لم ننجز شيئاً. أخبروني باسم لاعب واحد تبقى لنا من منتخبنا المونديالي للناشئين قبل 11 عاماً؟ لا يوجد !. إذاً لا داعي للدعوات التي أطلقها البعض للعناية والاهتمام بالمنتخب الشاب الذي لم يحقق أي إنجاز يُذكر، وخرج بطريقة درامية أدمت قلوبنا. ليس الخروج الصادم هو ما يدفعني قول ذلك، إنما غياب القرار والإرادة هي من تجبرني على التشاؤم رغم طبيعتي المغايرة. لن أكون مبالغاً إن قلت إن الاهتمام بمنتخبات ولاعبين نعلق عليهم الآمال يحتاج إلى قرار سياسي.. وليس مجرد دعوات نكتبها في عمود أو تقرير صحفي. ولنا في الجوار نماذج حية للاهتمام الجيد بإنجازات الصغار التي قادتهم إلى إنجازات عالمية كبيرة. في العام 1989 فاز المنتخب السعودي الناشئ ببطولة كأس العالم للناشئين في اسكتلندا، ونظراً للعناية التي حظي بها ذلك المنتخب كانت نواته تحقق إنجازاتها المونديالية العالمية كأول منتخب عربي يتأهل (4) مرات متتالية إلى نهائيات كؤوس العالم (1994، 1998، 2002، 2006)، وكان من اللاعبين الناشئين الذين كبروا تحت أعين الرعاية والاهتمام فؤاد أنور وسعيد العويران ومحمد الدعيع وسامي الجابر. كذلك الحال بالنسبة للمنتخب الإسباني الناشئ الذي فاز بذات البطولة التي شارك فيها منتخبنا اليمني، كأس العالم للناشئين 2003 في فنلندا ، وبعدها بسبع سنوات يحرز ذات اللاعبين، أو معظمهم على الأقل، كأس العالم للكبار عام 2010، وفي مقدمتهم شافي ألونسو وأنيستا وكاسياس وراموس وغيرهم. نحتاج لقرار سياسي قبل أن يكون رياضياً لبقاء إنجازات منتخباتنا، لأننا مهما تحدثنا أو كتبنا فالتلاشي هو النتيجة الحتمية لإنجازات منتخبنا مالم يتدخل (الناس اللي فوق). [email protected]