غريب أمر ذلك التوقف المتتالي للدوري العام الذي يتحفنا بها اتحاد كرة القدم، بين الفينة والأخرى. آخر تلك التحف، قرار إيقاف الدوري بسبب بطولة خليجي 22، وكأن اتحاد الكرة لم يعلم بأمر تلك البطولة إلا مؤخراً، أو ربما تفاجئ بها.. ذلك هو ديدن من لايخطط، وتلك هي عادة من لا ينظر إلى الأمام، ف(روزنامة) وجدول مباريات الدوري عندما تم وضعهما قبل انطلاق فعالياته بشهور لابد أن يضع في الحسبان البطولات والمشاركات التي قد يخوضها منتخبنا، كما هي عادة دوريات (خلق الله) التي تعلم متى يستمر الدوري، ومتى سيتوقف بسبب (أيام الفيفا) أو لأسباب أخرى.. (التخطيط التوقعي)، أو لنقل (الاستراتيجية) والنظرة للبعيد الغائبة عندنا للأسف.. توقف الدوري، وكما أشرنا سابقاً، له تداعياته على الأندية الصغيرة، ولنسميها ب(الفقيرة)، تلك الفرق تتكبد مرتبات وتكاليف تفوق طاقتها وقدرتها وإمكاناتها المتواضعة، فالتوقف بالنسبة لها كابوس يخيم عليها، ويحملها ما لا تطيق. لذا أقترح على اتحاد الكرة أن يستعين بذوي الخبرة في إعداد (روزنامة) المواسم القادمة، أشخاص متخصصون في التخطيط، وياحبذا لو كان (التخطيط التنبؤي) خاصة في ظل الظروف الأمنية التي تعاني منها البلاد التي تفرض واقعاً مختلفاً. الاستعانة بالخبراء في مجال التخطيط سيعمل على تلافي التوقف المتكرر والعشوائية في مسيرة الدوري، وسيعطي لكل الفرق مساحة أكبر لتخطط هي الأخرى في سبيل حصد الألقاب والكؤوس، وتحقيق أهدافها كل بحسب إمكاناته. تحية ل«فحمان» فارس أبين الجديد «فحمان» حتى الآن هو ماضٍ في درب الإبهار، حتى الآن استطاع أن يُذل بطلي آخر موسيمن للدوري اليمني،«اليرموك والأهلي».. فحمان يعد نموذجاً يُحتذى به في المثابرة والاجتهاد، رغم الظروف الصعبة والإمكانات الضئيلة، ورغم إهمال الإعلام الرياضي لإنجازاته وما يحققه بين الكبار. نادٍ صغير، مجازاً، ك«فحمان» يحقق نتائج مبهرة في الدوري العام أمام فرق لها تاريخها وخزائنها تمتلئ بالكؤوس، كان الأولى أن يُعنى به الإعلام ويمنحه ويمنح لاعبيه والقائمين عليه بعض حقوقهم نظير نجاحاتهم المحققة.. فالإعلام مطالب بتشجيع الصغار ولو بنذر يسير مما يناله الكبار من تطبيل. [email protected]