من المؤسف أن تصل الأمور لدى البعض إلى الإفلاس الأخلاقي في التصرف وردة الفعل تجاه مواقف الآخرين ، فيلجأ إلى استخدام لغة غير لغة المنطق والحجة التى ينبغي أن يتعامل بها الجميع تجاه مقالة أو مادة إعلامية ناقدة لتصرفات وممارسات يراها الكاتب أنها حقيقة واقعة في المنقودين سواء كان فرداً أو جهة.. وللكاتب نظرته ورؤيته التى تحتمل الصواب والخطأ ، فيما يرى المنقود إنه افتراء وظلم وغير صحيح ماذهب إليه ذلكم الكاتب أو الصحفي. وهنا المفترض أن تكون الطريقة الأرقى في التعامل مع تلك المادة الناقدة إحدى طريقتين، إما الرد على الصحفي كاتب تلك المادة بالحجة والبرهان الذي يؤكد خطأ ما ذهب إليه في طرحه وتناوله أو اللجوء لجهة التقاضي «النيابة» والتى لديها بدون شك قرار الفصل في ماذهب إليه الصحفي في مادته الإعلامية، وهذه الطريقة تعد من الوسائل الأكثر تحضراً عندما يلجأ المواطن المتضرر من كتابة عمود أو خبر أو مادة صحفية، وهى طريقة تختصر كثيراً من الوقت في الأخذ والرد والتعقيبات والتوضيحات التى يلجأ إليها من يتعرضون للنقد. وكم حزّ في النفس ذلكم التصرف والسلوك الذي كان من قبل رئيس فرع اتحاد القدم تجاه الزميل شكري الحذيفي والمتمثل بالاعتداء على الأخير أمام الناس وفي ملعب الشهداء وهو رد فعل ينم عن فقدان أعصاب وعدم قدرة على تحمل النقد الذي يبديه الحذيفي تجاه تصرفات وممارسات فرع القدم تجاه الأندية والرياضة والتى يراها الحذيفي أنها تستحق النقد. الاعتداء بممارسة العنف على الحذيفي لا نقبل به وهو سلوك مرفوض، وأعتقد أن المعتدي بعد أن يجلس مع نفسه ويراجع تصرفه سيسأل نفسه: لماذا تصرفت بتلك الصورة ؟ أليس من الأفضل لي أن أرفع دعوى ضده لو كنت متضرراً منه، وهكذا سيطرح الأسئلة على نفسه ليصل في النهاية إلى لوم نفسه ومعاتبتها لتسرعها في اتخاذ قرار الاعتداء على صحفي من حقه ينقد ويبدي رأيه ووجهة نظره في قضايا كثيرة يراها من زاويته أنها تستحق النقد. لغة العنف مرفوضة في كل صورها وأشكالها وخاصة عندما يكون بين مواطن وصحفي، فالنقد لا يستدعي أن يكون الرد على الصحفي بتلك الطريقة حيث لم يعد رئيس فرع اتحاد القدم هو المتهم في الاعتداء، فقد ذهب الحذيفي إلى اتهام أطراف أخرى وعليه قدم بلاغه للنائب العام ، وأعتقد من وجهة نظر أن الحذيفي قد نقد ونقد نقداً قوياً لأطراف كثيرة في الوسط الرياضي وله فترة طويلة وهو في حال نقد صريح وواضح.. فلماذا الآن بالذات يتم تصفية الحساب ويرد عليه بتلك الطريقة؟. أليس كان من الأفضل أن يكون الرد عليه عبر القضاء إن كان هناك ما يستحق الذهاب به للقضاء، ومع ظني أن الأطراف المشار إليهم ليس من سجيتهم الرد بتلك الصورة بل لهم طرقهم الراقية وعبر القنوات الرسمية إن كان لهم رد ، وما مارسه رئيس فرع اتحاد القدم قد يكون تصرفاً فردياً رداً على النقد الموجه إليه هو وليس للأطراف الأخرى التى شملها الحذيفي في بلاغه. مع أنه كان الأحرى بالأطراف الأخرى الموجه إليها تهمة تحريض رئيس فرع اتحاد القدم تحديد موقفها مما حصل تجاه الحذيفي حتى يعرف الجميع أنهم يرفضون ممارسة العنف ضد صحفي ينتقدهم كثيراً ومع كل ذلك لم يبدر منهم مثل تصرف رئيس فرع اتحاد القدم. أنا لست محل دفاع عن أي طرف هنا ولكن الشواهد تؤكد أن النقد الذي يوجهه الزميل شكري الحذيفي لأطراف رياضية في تعز أو غيرها ليس من اليوم أو من أمس بل من فترات طويلة من منطلق واجبه وشعوره كصحفي وصاحب قلم جريء بضرورة النقد الذي يرى أنه هو الذي سيقوّم الإعوجاج لدى تلك الأطراف حسب وجهة نظره وبالتالي فلو كانت تلك الأطراف ترد بالعنف لكانت قد ردت من زمان على كل مقال ناقد ينشره الحذيفي..فلماذا التوقيت هذا؟ ومن المستفيد من ذلك؟ ولمصلحة من يا ترى؟ وهل هي رسالة لكل الأقلام ولا تقتربوا من النار حتى لا تحرقكم؟ أو ماهي الحكاية يارئيس فرع الاتحاد ؟ لقد كنت ودوداً أليفاً تقبل النقد والنقد الآخر.. ماالذي غيّرك وحوّلك إلى عنيف؟ عمق الهامش: من حق الصحفي النقد البناء ومن حق الطرف المنقود أن يلجأ إلى القضاء هذا أمر طبيعي ومنطقي لكن أن يرد بالعنف والضرب على قلم الصحفي فتلك تصرفات أقل وصف لها إنها سلاح العاجزين عن الرد بالحجة والمنطق.