تنطلق غداً في (78) مديرية تابعة ل (14)محافظة الحملة الوطنية لمكافحة مرض البلهارسيا وتستهدف حوالي(4,5ملايين)مواطن من الجنسين من عمر(6سنوات فما فوق). جاء هذا على لسان مدير البرنامج الوطني لمكافحة البلهارسيا والديدان المنقولة بالتربة، الدكتور/ سامي الحيدري، مبيناً عزم وزارة الصحة خلال الفترة من(8 - 11 ديسمبر الجاري) في سائر المديريات المستهدفة بمحافظات(تعز، أبين، عمران، إب، المحويت، الضالع، ريمة، ذمار، لحج، صعدة، حجة، صنعاء، حضرموت الساحل، الحديدة)، على تقديم علاج فعال ضد البلهارسيا وهو عقار (برازيكونتيل- 600 ملجرام) المضاد لنوعي المرض البولي والمعوي لجميع المستهدفين بهذه الحملة، إلى جانب معالجتهم ضد الديدان الطفيلية الشائعة التي تنتقل بواسطة التربة مثل (الإسكارس، انكلستوما، تريكوريس ترايكورا) من خلال(البندازول 400 ملجم). وأكد أن العلاجين آمنان ومضمونا الفاعلية في القضاء على هذه الأمراض، ويمثلان علاجاً للمرضى ووقاية لغير المرضى. وفيما حذر الحيدري من مغبة التهاون في علاج مرض البلهارسيا؛ باعتباره يؤدي بالمريض مع مرور الوقت إلى منعطفٍ خطير تظهر خلاله مضاعفات حادة وشديدة قد تؤدي إلى وفاته. لافتاً إلى أن السبب الأول للوفاة بالبلهارسيا المزمنة، ينتج عن تلفٍ يحدثه المرض في الوريد البابي للكبد، حيث يتضخم هذا الوريد باتجاه المري ليظهر على هيئة دوالي، وفي نهاية الأمر ينفجر في المريء مسفراً عن نزيف حاد يؤدي إلى الوفاة. وقال مدير البرنامج الوطني لمكافحة البلهارسيا: إن للإصابات المزمنة بالبلهارسيا علامات مرضية واضحة، مثل فقر الدم الشديد، وتضخم الطحال والكبد. معتبراً الإصابة المزمنة بالبلهارسيا سبباً في نشوء مضاعفات وأمراض مهددة مثل تليف الكبد، الفشل الكلوي، سرطان المثانة وسرطان القولون وكذلك العقم. من جهته، اعتبر الدكتور/ أحمد علي قائد- خبير مكافحة البلهارسيا بمنظمة الصحة العالمية- أن من الأهمية بمكان معالجة مرض البلهارسيا بمعية الديدان الطفيلية المنقولة بالتربة ذات الانتشار الكبيرٍ في اليمن باعتبارها ضمن أبرز مسببات سوء التغذية، فقر الدم الغذائي، الهزال وضعف النمو والمناعة المكتسبة لدى الأطفال في سن المدرسة، وكذلك لإسهامها في إبطاء النمو الذهني وإضعاف الاستيعاب والتحصيل الدراسي.لكنه استثنى من هذه المعالجة كافة النساء الحوامل وذوي الأمراض المزمنة الحادة في الكبد والمصابين بالفشل الكلوي. وتابع خبير مكافحة البلهارسيا بمنظمة الصحة القول: ليست حملات مكافحة البلهارسيا كافية بمعزلٍ عن نهج العادات والسلوكيات الوقائية الصحية، مُعرباً عن أمله في بلوغ اليمن - من أقصاه على أقصاه- هدف التخلص من البلهارسيا والقضاء عليها بمعية احتواء مشكلة انتشار الأمراض الطفيلية المنقولة بالتربة لتعم الصحة جميع المواطنين . وفي ذات الصدد، أهاب مدير البرنامج الوطني لمكافحة البلهارسيا بالمواطنين بأن يكونوا عند مستوى المسؤولية، من خلال نهج العادات والسلوكيات الصحية وتجنب الاحتكاك المباشر بالمياه العذبة الراكدة أو البطيئة الجريان سواءً بأجسامهم أو بأجزاءٍ منها كالسباحة أو حتى الخوض فيها بالقدم من دون حذاء بلاستيكي عازل للماء، باعتبار ذلك- حد وصفه- يوقف تزايد حالات الإصابة بالمرض. عدا عن الاهتمام جيداً وبعناية فائقة بغسل الخضراوات بالماء بما يضمن القضاء على بيوض الديدان الطفيلية. وشدد الحيدري على أهمية الالتزام بالنظافة الشخصية واتخاذ المراحيض لقضاء الحاجة، كون معالجة البلهارسيا والديدان المنقولة بالتربة لا تجدي مطلقاً بمعزلٍ عن ممارسة إجراءات الوقاية للقضاء على هذه الأمراض الطفيلية عموماً . المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان