منذ بداية العام الدراسي الحالي وطلبة كلية النفط والمعادن بمحافظة شبوة يعانون الأمرين.. فالملتحقون بهذه الكلية التابعة لجامعة عدن معظمهم من أبناء المحافظات البعيدة عن محافظة شبوة ممن يتخدون من المبنى المخصص لسكن الطلبة والذي قامت ببنائه جامعة عدن كسكن خاص بهم مقابل رسوم رمزية قدرها عشرون ألف ريال في السنة الدراسية. منذ بداية العام الدراسي قررت إدارة الكلية إغلاق السكن الخاص بالطلبة؛ بحجة تحويله إلى قاعات محاضرات، لاستيعاب الأعداد الكبيرة للطلاب الملتحقين بالكلية، والذين يتم قبولهم بصورة مخالفة لسياسة القبول وزيادة على قدرتها الاستيعابية بحسب طلاب من الكلية تحدثوا إلينا. وعلى الرغم من وجود مساحات شاسعة يمكن البناء عليها بجوار مبنى الكلية وبالإمكان الاستفاذة منها لإنشاء فصول دراسية إضافية تخفف من الضغط الذي تعاني منه الكلية إلا أن عمادة الكلية قررت وبدون الرجوع إلى جامعة عدن إغلاق السكن الجامعي أمام الطلبة الوافدين إليها من المحافظات منذ بداية هذا العام الدراسي، غير مكترثة بما يمكن أن يتسبب به هذا القرار على مستقبل هؤلاء الطلبة. لم نجد حتى سكن للإيجار يقول الطالب م. ع. ا من أبناء محافظة عدن يدرس في قسم اقتصاديات وإدارة نفط بالمستوى الثالث: عندما بدأ العام الدراسي التحقنا بالكلية، لكن فوجئنا بالسكن الطلابي مغلقاً؛ ونظراً لواقع المجتمع المحلي المنغلق بمحافظة شبوة لم نتمكن من الحصول على سكن نستأجره؛ كوننا شباباً والكل يرفض منحنا شقة للإيجار. أما الطالب ع. م. أيضاً من سكان محافظة عدن مستوى ثالث جيولوجيا قال: عندما فوجئنا بالسكن مغلقاً قررنا وبعض الزملاء السكن بفندق، لكن لم نستطع تحمل تكليف السكن، وعدنا أدراجنا إلى منازلنا ونشرنا مناشدات بالصحف والمواقع، لكن لا أحد يهتم لنا بالرغم من أنه تبقى لنا عام على التخرج. والطالب أ. ع. م مستوى ثالث تخصص نفط وغاز من أبناء محافظة عدن قال: لا أحد يوافق أن يسكننا وأيضاً الكلية تقبل طلبة أكثر من طاقتها الاستيعابية، وعليها حل هذه المشكلة بأية طريقة وليس على حساب الطلبة، وأيضاً لم تهتم الكلية بمصير ال 250 طالباً المستفيدين من السكن الجامعي. البحث عن الإنصاف كلية النفط والمعادن بمحافظة شبوة توجد بها ست قاعات دراسية فقط ويدرس فيها تقريباً 2500 طالب في الثلاثة التخصصات النفط والغاز والجيولوجيا والاقتصاديات، والطاقة الاستيعابية للطلبة تقدر ب50 طالباً من كل تخصص، بينما يتم قبول خمسة أضعاف هذا الرقم في التخصصات الثلاثة. عام جامعي يكاد ينقضي، والمئات من طلبة كلية النفط والمعادن من أبناء المحافظات البعيدة عن الكلية، يضربون كفاً بكف، باحثين عمن ينصفهم من هذا القرار المجحف الذي اتخذته الكلية وأجبرتهم به على ترك مقاعد الدراسة التي شارفوا على إكمال سنواتها الأربع والعودة إلى بيوتهم. ترى ما موقف جامعة عدن وكيف يمكن أن تعالج حالة كهذه؟ وكيف يمكن الحفاظ على مستقبل هؤلاء الشباب الذين شارف أكثرهم على التخرج؟ ومع ذلك وجد نفسه خارج أسوار الكلية. ويثق الطلاب بتفاعل الدكتور عبدالعزيز بن حبتور رئيس الجامعة مع قضيتهم لما عرف عنه من مناصرة للطلاب وسعيه الحثيث إلى تذليل معوقات العملية التعليمية بمختلف كليات الجامعة.