تدشّن غداً في (143) مديرية تابعة ل (19) محافظة المرحلة الثانية من الحملة الوطنية لمكافحة البلهارسيا والديدان مستهدفةً (3,772,825) طفلاً ومراهقاً من الجنسين من عمر (6-18 سنة) من خلال المدارس والمرافق الصحّية. جاء هذا على لسان مدير عام مكافحة الأمراض والترصُّد الوبائي في وزارة الصحّة الدكتور عبدالحكيم الكحلاني، مبيّناً أن هذه الحملة تعد التاسعة منذ بدء مشروع مكافحة البلهارسيا المموّل من البنك الدولي في بداية العام 2010م وأنها تتيح خلال الفترة من (5 - 8 يناير الجاري) معالجة جماعية يتم فيها تجريع جميع المستهدفين الملتحقين وغير الملتحقين بالمدارس دواء (البرازيكوانتيل-600 ملجم) المضاد للبلهارسيا عبر الفم بمعيّة دواء فموي آخر هو(البندازول-400ملجم) المضاد للديدان التي تنتقل بالتربة مثل (الإسكارس، الإنكلستوما والتريكوريس ترايكورا). وأكد الدكتور الكحلاني أن هذه المعالجة في الحملة ستشمل كافة المديريات التي انخفضت فيها نسبة انتشار البلهارسيا إلى أقل من (10 %) نتيجة التدخُّلات العلاجية على امتداد النصف الأول من مشروع البلهارسيا في كلٍ من محافظات (حجة، إب، لحج، تعز، صنعاء، حضرموت الساحل، الحديدة، ذمار، عمران، البيضاء، الجوف، المحويت، الضالع، شبوة، مأرب، حضرموت الوادي والصحراء، صعدة، ريمة، أبين). لافتاً إلى أن العلاجين آمنان ومضمونا الفاعلية في القضاء على هذه الأمراض، ويمثّلان علاجاً للمرضى ووقاية لغير المرضى. من جانبه، حذّر مدير برنامج مكافحة البلهارسيا والديدان في وزارة الصحة الدكتور سامي الحيدري من مغبّة التهاون في علاج مرض البلهارسيا؛ باعتباره يؤدّي بالمريض - مع مرور الوقت - إلى منعطفٍ خطير تظهر خلاله مضاعفات حادّة وشديدة قد تؤدّي إلى وفاته. لافتاً إلى أن السبب الأول للوفاة بالبلهارسيا المزمنة، ينتج عن تلفٍ يحدثه المرض في الوريد البابي للكبد، حيث يتضخّم هذا الوريد في اتجاه المرّي ليظهر على هيئة دوالي، وفي نهاية الأمر ينفجر في المرّي فيسفر عنه نزيف حاد يؤدّي إلى الوفاة. وقال مدير البرنامج الوطني لمكافحة البلهارسيا والديدان: إن للإصابات المزمنة بالبلهارسيا علامات مرضية واضحة مثل «فقر الدم الشديد، وتضخّم الطحال والكبد». معتبراً الإصابة المزمنة بالبلهارسيا سبباً في نشوء مضاعفات وأمراض مهدّدة مثل تليُّف الكبد، الفشل الكلوي، وسرطان المثانة وسرطان القولون وكذلك العقم. بينما اعتبر مدير عام مكافحة الأمراض والترصُّد الوبائي أن من الأهمية بمكان معالجة مرض البلهارسيا بمعيّة الديدان الطفيلية المنقولة بالتربة ذات الانتشار الكبيرٍ في اليمن كونها ضمن أبرز مسبّبات سوء التغذية، فقر الدم الغذائي، الهزال وضعف النمو لدى الأطفال في سن المدرسة، وكذلك لإسهامها في إبطاء النمو الذهني وإضعاف الاستيعاب والتحصيل الدراسي.لكنه استثنى من هذه المعالجة كافة النساء الحوامل وذوي الأمراض المزمنة الحادّة في الكبد والقلب والمصابين بالفشل الكلوي. وتابع مدير عام مكافحة الأمراض والترصُّد الوبائي القول: ليست حملات مكافحة البلهارسيا والديادن كافية بمعزلٍ عن نهج العادات والسلوكيات الوقائية الصحّية. مُعرباً عن أمله في بلوغ اليمن - من أقصاه على أقصاه - هدف التخلُّص من البلهارسيا والقضاء عليها بمعيّة احتواء مشكلة انتشار الأمراض الطفيلية المنقولة بالتربة لتعمّ الصحّة جميع المواطنين. وفي ذات الصدد؛ أهاب مدير البرنامج الوطني لمكافحة البلهارسيا والديدان بالمواطنين أن يكونوا عند مستوى المسؤولية، من خلال نهج العادات والسلوكيات الصحّية وتجنُّب الاحتكاك المباشر بالمياه العذبة الراكدة أو البطيئة الجريان سواء بأجسامهم أم بأجزاءٍ منها كالسباحة أو حتى الخوض فيها بالقدم من دون حذاء بلاستيكي عازل للماء، باعتبار ذلك - على حد وصفه - يقف وراء تزايد حالات الإصابة بالمرض.عدا عن الاهتمام جيداً وبعناية فائقة بغسل الخضروات بالماء بما يضمن القضاء على بيوض الديدان الطفيلية. مشدّداً على أهمية الالتزام بالنظافة الشخصية واتخاذ المراحيض لقضاء الحاجة، باعتبار أن معالجة البلهارسيا والديدان المنقولة بالتربة لا تجدي مطلقاً بمعزلٍ عن ممارسة إجراءات الوقاية للقضاء نهائياً على هذه الأمراض الطفيلية.