قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن بقاء هذا الاحتلال طوال هذه المدة إنما يظهر فشل المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، كما أن انعكاسات هذا الفشل نراها عبر حالة الاحتقان والتأزم التي تعيشها منطقتنا. وأكد عباس في كلمته خلال أعمال القمة الأفريقية ال24 لرؤساء الدول والحكومات الأفريقية بحضور 40 رئيس دولة أفريقية، أن الشعب الفلسطيني يعوّل على دول وشعوب القارة الأفريقية لدعم تطلعاته وتمكينه من نيل حريته وتكريس استقلاله واقعاً ملموساً بإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية. وأشار الى إدراك الشعب الفلسطيني «بأن إفريقيا التي وقفت معنا، ظلت على مدى العقود الماضية في الهيئات والمحافل الدولية تدعم حقوق شعبنا، وستستمر في دعمها وتضامنها المبدئي والمشرف». وأعاد التأكيد على أن سياسات إسرائيل من شأنها أن تقوّض فرص تحقيق السلام المنشود في المنطقة الهادف إلى حل الدولتين فلسطين وإسرائيل تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن واستقرار. يأتي ذلك في الوقت الذي شهدت الأراضي الفلسطينيةالمحتلة أمس الجمعة اعتداءات وقمع للمسيرات الأسبوعية من قبل قوات الإحتلال الإسرائيلي ما أسفر عن إصابة واعتقال عشرات الفلسطينيين، فيما دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القمة الافريقية ال 24 في أديس أبابا الى دعم نضال الشعب الفلسطيني وتمكينه من اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ففي رام الله أصيب عشرات المواطنين الفلسطينيين بحالات اختناق بعد ظهر أمس الجمعة، خلال قمع قوات الاحتلال لمسيرة سلمية خرجت من بلدة «نعلين» شمال غرب محافظة رام الله والبيرة. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن عضو اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في «نعلين» محمد عميرة، قوله: إن قوات الاحتلال قمعت المسيرة التي انطلقت تنديداً لاستمرار اعتقال الطفلة ملاك الخطيب ولإدانة الاستيطان ورفض إقامة الجدار وتحديداً في الجهة الجنوبية من البلدة. وأضاف عميرة: إن اشتباكات اندلعت بين عشرات الشبان وجنود الاحتلال خلال محاولة المسيرة الانتقال إلى منطقة جدار الضم والتوسع العنصري جنوب البلدة. كما اقتحمت قوات الاحتلال أمس قرية قراوة بني زيد شمال غرب رام الله، واعتقلت شاباً فلسطينياً. وذكرت مصادر محلية أن عدة آليات للاحتلال اقتحمت منزل عائلة الشاب عند الثانية فجراً، وأجرت عملية تفتيش واسعة فيه باستخدام الكلاب البوليسية. وأضافت المصادر: إن جنود الاحتلال حطّموا محتويات المنزل واستولوا على أجهزة الهواتف المحمولة قبل أن يقوموا باعتقال الشاب والذي اعتبر مطلوباً للاحتلال. كما أصيب أمس مواطن فلسطيني بقنبلة غازية بصورة مباشرة في يده، وأصيب العشرات بحالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع خلال مشاركتهم في مسيرة بلعين الأسبوعية بالضفة الغربيةالمحتلة. وذكرت الوكالة أن قوات الاحتلال أمطرت المتظاهرين بالقنابل الغازية والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، قبل ان تتوغل بين المتظاهرين لتصل إلى مشارف القرية من الجهة الغربية. كما احتجزت قوات الاحتلال الناشط محمد الخطيب عضو اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، وتم احتجازه لمدة ساعات قبل ان تفرج عنه في وقت لاحق. وأوضحت أن المسيرة انطلقت من مركز القرية وبمشاركة أهلها من مختلف الفئات العمرية، إضافة إلى عدد من النشطاء الدوليين. وشارك في المسيرة الصحفي الياباني الشهير هيروكاوا المهتم بتوثيق التاريخ الشفوي الفلسطيني الخاص بقضية اللاجئين، وصور المسيرة واستمع إلى شهادات حية من معاناة المواطنين الناجمة عن وجود الجدار والمستوطنات على أرضهم. إلى ذلك أصيب طفل فلسطيني بالرصاص الحي، فيما أصيب عشرات المواطنين بالاختناق خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرة قرية النبي صالح الأسبوعية السلمية. وانطلقت المسيرة أمس بعنوان «أعطونا الطفولة» رفضاً للاعتداءات الاسرائيلية بحق أطفال فلسطين نتيجة استهدافهم وقتلهم واعتقالهم، وآخرها الحكم بسجن الطفلة ملاك الخطيب من قرية بيتين شرق رام الله لشهرين. وذكرت مصادر محلية فلسطينية أن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المشاركين ما أدى الى إصابة الطفل برصاصة في الفخذ نقل على إثرها لمجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله لتلقي العلاج. وفي قلقيلية قمعت قوات الاحتلال بعد ظهر أمس، المشاركين في مسيرة كفر قدوم الأسبوعية السلمية ورشقتهم بالمياه العادمة ومنعتهم من الوصول إلى المدخل المغلق من قبل قوات الاحتلال لصالح مستوطنة (قدوميم) منذ سنوات طويلة. كما اعتدت قوات الاحتلال على أحد طواقم التلفزة ومنعته من البث المباشر بعد احتجاز أحد مصوريه داخل سيارة البث ومنعته من التصوير. ونصبت قوات الاحتلال الكمائن وباغتت المشاركين بقنابل الصوت وقنابل الغاز السام والرصاص المعدني، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات إغماء جراء استنشاقهم الغاز المدمع والسام، اضافة الى اصابة طفل بقنبلة غاز في راسه. وفي نابلس حاصر عدد من المستوطنين الصهاينة وجنود الاحتلال الاسرائيلي ظهر أمس عشرات المواطنين الفلسطينيين في قرية سالم شرق نابلس. وأفاد شهود عيان بأن عدداً من المستوطنين هاجموا عشرات المواطنين بحماية من جنود الاحتلال خلال تواجدهم والعمل في أراضيهم شرق القرية .. مشيرين الى إن جنود الاحتلال احتجزوا 3 مواطنين. وفي بيت لحم والتي شهدت غرس أشتال زيتون من قبل عدد من الناشطين في أراض مهددة بالاستيلاء عليها من قبل الاحتلال شرق بيت لحم، اعتدى مستوطنون يهود على النشطاء بالضرب وقطع الطريق المؤدية الى الأرض. وأفاد منسق لجان المقاومة الشعبية في جنوبالضفة الغربية محمد محيسن بأن نشطاء في مقاومة الجدار والاستيطان في الجنوب غرسوا أراضي محاذية لمستوطنة (نوكوديم) الجاثمة على أراضي المواطنين شرقاً بأشتال الزيتون. وأشار الى أن هذه الأراضي تعود لمواطن فلسطيني حرم من دخولها منذ قرابة 15 عاماً تحت تهديد المستوطنين وقوات الاحتلال. وأشار محيسن إلى أن مجموعة من المستوطنين وتحت حماية قوات الاحتلال اغلقت الطريق الموصل للأرض واحتجزوا عدداً من النشطاء، عدا عن الاستيلاء على قسم من أشتال الزيتون والأعلام الفلسطينية . وأضاف أن النشطاء تصدوا للمستوطنين وتمكنوا من الوصول للأرض وزراعة قسم منها بأشتال الزيتون. وأوضح منسق لجان المقاومة الشعبية في جنوب الضفة ان الناشطين “هدفوا من خلال هذه الفعالية التأكيد على المضي قدماً نحو مواصلة طريق الشهيد زياد ابو عين بزراعة الأرض الفلسطينية بأشتال الزيتون وصولاً الى اجتثاث الاحتلال والمستوطنين من ارضنا”. من جهة أخرى أعلن مايسمى بمرصد (القدس الدنيوية) وهو منظمة اسرائيلية غير حكومية أمس اعتزام سلطات الاحتلال بناء 430 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربيةالمحتلة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس المرصد دانيال سيدمان قوله إن سلطات الاحتلال طرحت استدراج عروض لتوسيع المستوطنات الموجودة في 4 مناطق في الضفة الغربيةالمحتلة. وطرحت وزارة الإسكان الإسرائيلية عطاءات لبناء 450 وحدة استيطانية منها 104 وحدات الى الشرق من النقطة الإستيطانية (مجيرون) قرب رام الله و156 إلى الشرق من مستوطنة (ألكناه) قرب سلفيت. وذكرت وسائل الإعلام ان العطاء يشمل بناء 78 وحدة في مستوطنة (الفي منشية) إلى الشرق من قلقيلية بالإضافة إلى 102 وحدة في المستوطنة اليهودية في قلب محافظة الخليل. وكثفت إسرائيل من سياستها الاستيطانية بنهب عشرات آلاف الدونمات من أراضي المواطنين وبناء وحدات استيطانية جديدة عليها لخدمة المستوطنين، وسط إدانة دولية وعربية لذلك.
