صديقي وعزيزي المدرّب إليك بعض الإضاءات والإشارات التي تضمن لك التميُّز وتخلّد لك حسن الذكر: لا تحطّم صومعة غيرك لتلمّع صومعتك وتنتقص مهنة ومجال أنت محسوب عليه وأنت واقف الآن تتكلّم بلسانه. لا تحسن البضاعة وترخّص الثمن ولا تقدّم برامجك بسعر بخس أو تقلّل من قيمتها، فاحرص على أن تقدّمها وتعرضها بطريقة وأسلوب مميّز. ليس كل ما يلمع ذهباً، تيقّن أنه ليس كل مكان ومركز تعليمي لابد أن تؤدّى فيه وتقيم فيه دوراتك، فهناك أماكن وأشخاص قد يعيدونك إلى الوراء سنين بسبب تعاملك مع أمثالهم، فليس كل مرتفع يدنيك من القمّة بل ربما غرورك في بعض الأحيان يكون سبباً لهلاكك. اعتمد على التلقائية وابتعد عن التكلُّف المستمر؛ لأنه قد يوقعك في المتاعب. لا تكن ببغاء تردّد الكلمات والأقوال الجميلة وتسدي النصائح القيّمة وتبحث عن كل جديد لتقدّمه لغيرك وتنصح سواك وتنسى نفسك من الفعل والإنجاز بسبب تعوّدك على الكلام والطرح المزيّن فقط. اربط كل موضوع تقدّمه بصبغة دينية عند الاستدلال قبل أن تربطه باجتهادات فلسفية قد تصح وقد لا تصح. احترم من حضروا من أجلك مهما كان عددهم، واترك ألفاظ المتعالين والمتكبرين كأن تقول: أتيت لأعلّمكم، أو أنتم تحتاجون إلى توجيهاتي وخبرتي، بل اشعرهم أنهم شركاء فيما تطرح وتقدّم، فلا يوجد شخص أقل من أن يفيد، ولا متعلّم ومثقّف أكبر من أن يستفيد. ابتعد عن المواضيع الحسّاسة ومشاكل الخلاف، واحتفظ بقناعاتك لنفسك، فأنت تمثل فكراً وعلماً وليس حزباً أو جماعة أو فصيلاً سياسياً في دوراتك. حافظ على ابتسامتك واجعلها تزيّن محيّاك حيثما ذهبت، فمن لم يحصل على ما أتى من أجله سيحتفظ بها كنزاً إلى الأبد، وستكمل بقية نقصك. لا تحاول أن تميّز أحد أثناء حديثك بل اشعر كل متدرّب أنه المهم دون سواه. * مؤلّف كتاب «مدرّب من طراز خاص»