قال فريق من العلماء إنهم وجدوا أدلّة قوية على أن الحالة التي يطلق عليها “متلازمة التعب المزمن” هي حالة عضوية وليست ناتجة عن أي اضطراب نفسي، لكن بعض الخبراء شكّكوا في هذه النتائج. ورصد فريق من جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة في بحثهم تغييرات واضحة بالجهاز المناعي للمرضى الذين يعانون من الإرهاق المزمن، وهي علامات قالوا إنها تشير إلى مراحل مميزة للمرض وستقود إلى تحسين التشخيص والعلاج. والتعب المزمن - الذي يُطلق عليه أحياناً التهاب الدماغ والنخاع المؤلم للعضلات - حالة مثيرة للجدل ومنهكة، من أعراضها الإرهاق الجسدي والذهني وضعف التركيز والذاكرة واضطراب في النوم وآلام بالعضلات والمفاصل. ولا يوجد علاج لهذه الحالة، ولا يعرف العلماء سبباً لها، لكنها تصيب نحو 17 مليون شخص في العالم. “الأشخاص الذين يعانون من متلازمة التعب المزمن منذ فترة قصيرة لديهم كمّيات أعلى من العديد من أنواع الجزئيات المناعية المسماة سيتوكينات”. عدوى فيروسية. ويقول كثيرون من المرضى إنهم يعتقدون أن الحالة بدأت بعد إصابتهم بعدوى فيروسية؛ لكن ورقة بحثية عام 2010م أشارت إلى صلات مقترحة تربط الحالة بفيروس “إكس إم آر في” استناداً إلى عيّنات ملوثة في المختبر. وفي الدراسة الجديدة التي نُشرت بدورية “التطوّرات العلمية” وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة منذ فترة قصيرة لديهم كمّيات أعلى من العديد من أنواع الجزئيات المناعية المسماة ب «سيتوكينات» وهو بروتين يستخدم في عمليات نقل الإشارة والتواصل بين الخلايا. وقالت مادي هورنيغ التي شاركت بالدراسة: “لدينا الآن أدلّة تؤكد ما يعرفه الملايين الذين يعانون من التعب المزمن، وهو أنه ليس مرضاً نفسياً”. ومع ذلك، طالب متخصّصون في متلازمة التعب المزمن بتوخّي الحذر. وقال مايكل شاربي أستاذ الطب النفسي بجامعة أكسفورد ببريطانيا إن النتائج من الممكن أن تكون مثيرة للاهتمام، لكنه أضاف أن “هذه النوعية من الدراسات «دراسات الحالات والشواهد» سيئة السمعة لأنها تتوصل لنتائج قد يفشل باحثون آخرون في التوصل إليها”.