من ساحل بحر العرب في مدينة الفن العربي العريق “المكلا” عاصمة الفن الحضرمي البديع، المدينة التي قال عنها الشاعر الكبير “المحضار”: «لا تعذّبني وإلا سرت وتركت المكلا لك إذا ما فيك معروف» المدينة التي أخرجت الحنجرة الذهبية “أبو بكر سالم بلفقيه” هاهي اليوم تستفيق مجدّداً وتستشرب روحها من جديد فتنتج مبدعين لا أقل ولا أكثر من سحرها الفيّاض, عمّار ناصر باصبرة هو أحد الأمثلة الفنية التي أنتجتهُا مدينة الفن العريق, شاب مثال لكل الشباب الطموحين, موهبة فنية ذات طابع خاص, كيف لا وهو الذي يكتب ويلحّن ويوزّع موسيقاه ومن ثم يطرب الأسماع بأجمل الألحان, يُقدّم فنّهِ من خلال المزج بين الثقافة العربية والثقافة الغربية بأسلوب فنّي فريد من نوعهِ, لمعرفة الكثير عن فناننا المبدع نبقى مع هذا اللقاء العابر.. .. بداية من هو الموهوب عمّار باصبرة..؟. عمّار ناصر باصبرة، مواليد 1986م أوغندا, عشت طفولتي في كينيا، وانتقلت إلى اليمن مع العائلة عام 1998م، أكملت دراسة الثانوية العامة في المكلا - ثانوية ابن شهاب، حالياً أدرس وأطوّر موهبتي الفنية عبر الاطّلاع والبحث عن الدروس والمعلومات المتوافرة على شبكة الإنترنت. .. كيف بدأت مشوارك الفني..؟. البداية كانت عبارة عن هواية نشأت عندي, فكنت أحب أن أستمع وأغنّي الأغاني الأجنبية وطباعة كلماتها, ومن ثم كنت أغّني بين أصدقائي إلى أن وصل بي الأمر إلى تسجيل صوتي عبر جوالاتهم، بعد ذلك نصحني أحد أصدقائي أن أعرض موهبتي الغنائية على الموزّع الموسيقي الأستاذ “رشاد برك بن سعيد” صاحب استديو السعيد في المكلا، طرقت باب الاستديو, فانفتحت لي أبواب كثيرة, ومن خلال هذا الاستديو تعرّفت عليه وعرّفني على كل زوّار الاستديو من مهندسي صوت وفنانين, وملحنين, وإعلاميين أمثال محمد القحوم صاحب استديو «صدى الإبداع» والمنشدين أيمن بايعشوت ومازن بانبوع وغيرهم, والإعلامي في إذاعة المكلا عمّار جمال وزميله يوسف باقيس, ثم كنت أشارك في المهرجانات والفعاليات وكانت لي أول مشاركة في مهرجان نصرة الحبيب المصطفى عام 2010م. .. هل هناك صعوبات واجهاتك بعد ظهور موهبتك..؟. الصعوبات لا مفر منها فهي جزء من الحياة, تدخل الصعوبات من ضمن العادات والتقاليد ومخاوف الأسرة والأشخاص السلبيين والمتشائمين غير الجادين والبيئة الحاضنة في المحافظة وغيرها.... إلخ, لكن ما يهم هو ماذا ستفعل بخصوص الصعوبات..؟! يقول الملاكم محمد علي كلاي: “من لا يملك الشجاعة الكافية ليَجرؤ على المخاطرة, لن يحقّق شيئاً في حياته”. .. حدّثنا عن أجمل أيام عشتها في حياتك..؟. الله يبارك لنا في حياتنا وأعمارنا ويُرينا أجمل الأيام ويجنّبنا ويُنسينا أسوأها، كل يوم أرى فيه خيراً فهو جميل بالنسبة لي, إنها دعوة إلى التفاؤل. .. ماذا يعني ظهورك في “تيدكس المكلا” كموهبة فنية..؟!. الحمد لله الذي كتب لي الظهور والمشاركة في “تيدكس المكلا” وأتمنّى أن تكون الأغاني التي أُقدّمها والتي هي من كلماتي وألحاني وتوزيعي إلهاماً وتحفيزاً للكثيرين الذين يسعون وراء أحلامهم ويتمنون أن تتحقّق, وأن تُفتح لهم أبواب الأمل وتوصد في وجوههم نوافذ اليأس. .. عمّار الملحن والكاتب والموزّع ومهندس الصوت؛ أين ترى نفسك بين هؤلاء الملكات..؟!. بدأت أولاً بالغناء، ونتيجة للظروف المُحيطة والأجواء البيئية اليمنية التي بالكاد تجد من يهتم بالفن كتابة ولحناً وتوزيعاً؛ اضطررت بعد ذلك إلى الكتابة ثم التلحين ثم التوزيع ثم الهندسة الصوتية, فكنت أنتج كليباتي بنفسي, وأرى أنّ الإنسان قادر بإذن الله على أن يتقن ويحترف مجالات عدّة وخاصة إذا كان هو بحاجة إليها، ولكن يجب عليه أن يُكرّس وقته وجهدهُ من أجل تحقيق مبتغاه وقبل ذلك عليه أن يتوكّل على الله. .. طموح أو حلم تتمنّى أن يتحقّق في المستقبل..؟. أريد أن أحدث تغييراً في هذا العالم؛ وبداية من نفسي, بأن أتحسّن وأسعى وأتعلّم وأتقن ما قوم به, وأكون نموذجاً حيّاً للنجاح والتغيير, وملهم الآخرين ومحفّزهم على السعي وراء تحقيق أحلامهم, ونسهم معاً في إحداث تغيير, والله قادر وأعلم بما فيه خير. .. نصيحة توجّهها إلى الشباب الموهوبين والذين لم يستطيعوا بلوغ مرامهم ومبتغاهم. لا أعتقد أنّ نصيحة واحدة ستكون كافية, فأنا شخصياً لم تحرّكني نصيحة واحدة؛ بل أكثر من ذلك، فأقول للشباب أولاً: يجب أن يؤمنوا بالله، وثقوا أن الأمر كلّه بيده، وكل تأخير وفيه خير، ما عليك إلا أن تؤمن بنفسك وموهبتك وقدراتك, وتسعى إلى تحسينها وتطويرها, وكلما كنت واثقاً من موهبتك أصبحت أقوى أمام كل التحدّيات والمخاوف التي تقف جبلاً حاجزاً أمام تحقيقها. فتحقيق الأحلام أشبه بطريقة إشعال النار قديماً, في البداية يجب عليك إحضار حجرين ويتم صدمهما ببعضهما بشدّة بالقرب من قش جاف حتى تتولّد شرارة في القش, أو يجب عليك إحضار قطعتي خشب جافتين جداً ويتم حكهما ببعض بشدّة حتى يتم الاشتعال، ستبوء الكثير من المحاولات بالفشل؛ ولكن في النهاية بالتأكيد ستنجح بإذن الله، فإذا اشتعلت حافظ عليها وانتبه أن تحرق نفسك. .. كلمة أخيرة تود أن تقولها..؟. أحمد الله وأشكره على هذه الفرصة الجميلة من صحيفة «الجمهورية» كذلك أشكرهُ سبحانهُ وتعالى على أن جعل لي في كل قرية صديقاً, وأدعو الله أن يحقّق لنا أحلامنا وأهدافنا ويرزقنا الصبر والعزيمة والإصرار ويحفظنا ويحفظ بلادنا والمسلمين.. آمين.