عضو مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يلتقي قيادات التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



برنامج «الطبيب الزائر» خدمة طبّية أم استغلال للمرضى..؟!
نشر في الجمهورية يوم 23 - 03 - 2015

أنشئ برنامج «الطبيب الزائر» في بعض دول العالم الثالث بهدف استقطاب نُخبة من كبار الأطباء والجرّاحين في التخصّصات النادرة من أبرز المستشفيات الجامعية العالمية تحت إطار تطوُّعي ومظلّة إنسانية لتقديم أفضل الخدمات التشخيصية والعلاجية والجراحية المجّانية لذوي الدخل المحدود, وتعتبر الأردن من أوائل الدول العربية التي استقطبت الأطباء الماهرين للاستفادة من خبراتهم, وفي عام 1966م أرسلت الحكومة الصينية أول بعثة طبية أجنبية تصل إلى اليمن, ويرى كثيرون أن ثمة فرقاً بين البعثات والمخيّمات الطبية المدعومة من الحكومات والمنظمات الخيرية وبرنامج «الطبيب الزائر» التجاري الذي هناك اختلاف حول الغرض من وجوده في المستشفيات اليمنية, فهناك من يرى أن وجود الطبيب الأجنبي الزائر لفترة محدودة قللّ من التكاليف الباهظة التي يتكبّدها المريض اليمني عند سفره إلى الخارج؛ بينما يرى آخرون أن بعض المستشفيات تمارس “النصب والاحتيال” على المرضى المحتاجين للعلاج باستقطاب أطباء فاشلين, فأي الآراء أظهر صواباً..؟!.
صادف يوم 31 ديسمبر من العام الماضي انتهاء مدة عقد الاتفاقية الموقّعة بين الحكومة اليمنية والحكومة الروسية بشأن تقديم الحكومة الروسية الخدمات الطبية لليمنيين, حيث كانت تقدّم خدمات متميزة، وبسبب المشكلات السياسية والأمنية التي طرأت على البلاد لم يتم تجديد الاتفاقية بحسب مسؤول في وزارة الصحة, يقول وكيل وزارة الصحة لقطاع الطب العلاجي الدكتور غازي أحمد اسماعيل ل«الجمهورية»: إن وزارة الصحة دورها ضعيف في استقطاب ومراقبة زيارات الأطباء الأجانب للمستشفيات الخاصة؛ ولكنها تقوم بدور لابأس به في المشافي الحكومية.
ويشكو كثيرون من المواطنين من ما أسموه «الابتزاز والنصب» الذي تمارسه عليهم بعض المستشفيات الخاصة؛ فهي تقوم بالإعلان عن استضافتهم لأطباء استشاريين أصحاب تخصّصات رفيعة, وعندما يسجّل المريض قبيل مجيء الطبيب الزائر؛ يتضح أنه طبيب عادي ولا يحمل المؤهلات التي ذكرت في الإعلان الترويجي.
ويرى أحمد الروني «54عاماً» أن مشكلة برنامج الطبيب الزائر أيضاً هي الوقت القصير لزيارة الطبيب؛ فهي لا تتعدّى الأسبوع بالكثير ويكون هناك ازدحام كبير من قبل المرضى, لذا يُحرم أكثر المرضى الاستفادة من البرنامج.
راقبنا آخر زيارة لأطباء استشاريين من الهند استقدمهم مستشفى الشرطة لإجراء 100عملية جراحية لأمراض المفاصل والعمود الفقري, والتقينا أحد المرضى, حيث قال لنا: أنا من منتسبي وزارة الداخلية وقد أصبت بكسر في العمود الفقري وقد سجّلت لعرضي على الطبيب الزائر ودفعت مبلغ ستة آلاف ريال؛ ولم أستطع مقابلة الطبيب الهندي الزائر بسبب الازدحام..!!.
بينما يرى عباس المشرقي «36عاماً» أنه لا يجوز التعميم بأن جميع المستشفيات الحكومية أو الخاصة فشلت في تقديم برنامج الطبيب الزائر في اليمن؛ لأن هذا الموضوع متفاوت، حيث إن هناك مستشفيات فعلاً تقدّم خدمات متميزة في إطار هذا البرنامج لكن أسعارها مرتفعة جداً.
شروط للاستقدام
.. حديث من التقينا بهم من المواطنين قادنا إلى السؤال حول من هي الجهة التي تمنح تراخيص استقدام الأطباء الزائرين, قمنا بزيارة إلى المجلس الطبّي الأعلى والتقينا الدكتور زايد عاطف والذي أكد ل«الجمهورية»:
إنه لا يجوز استقدام الاستشاريين الأجانب إلا بعد الحصول على موافقة المجلس، وتصدر موافقة المجلس بعد تقديم طلب إليه قبل استقدام الاستشاري بمدة كافية لا تقل عن شهر موضحاً فيه اسم الطبيب كاملاً وجنسيته، ومجال تخصّصه والمؤهلات والخبرة، ومكان عمله في المنشأة، والأعمال التي سيقوم بها، والرسوم التي سيتم التعامل بها مع كل حالة، وأن يكون الاستشاري متميزاً في مجال تخصّصه، وأن لا يتوافر العدد الكافي من الاستشاريين اليمنيين في هذا المجال، وأن يكون عمل الاستشاري محدّداً لفترة موقتة، ولا يجوز الإعلان في الصحف أو بأية وسيلة للنشر عن استقدام الاستشاري إلا بعد موافقة المجلس الطبي، وأية مخالفة لما ورد في هذه الشروط سيتم تطبيق بنود العقوبات المنصوص عليها وفقاً للقوانين والأنظمة النافذة, ولكن للأسف هناك من يخالف دون مراعاة للقوانين ويستغل المشكلات الأمنية والسياسية التي تعانيها اليمن.
نستقدمهم بعد الترخيص
من جانبه يقول الدكتور أحمد اسماعيل، مدير التسويق في المستشفى السعودي الألماني بصنعاء والقرن الأفريقي: مشفانا لا يقوم باستقدام أي طبيب أجنبي إلى اليمن إلا بعد إصدار ترخيص من المجلس الطبي الأعلى وتوثيق شهادات الأطباء الزائرين بالرغم من أننا نجد حرجاً عندما نطلب من بعض كبار الأطباء المشهورين على مستوى العالم نسخاً من شهائدهم لتقديمها إلى المجلس الطبي، في حين إن دولاً مثل المملكة العربية السعودية والإمارات لا تطلب ما يطلبه المجلس الطبي الأعلى؛ ومع ذلك فإن المستشفى يحترم القوانين في اليمن.
ويضيف: نحن نستقدم الأطباء الزائرين وهم على كفاءة عالية لتشخيص الحالات المعقّدةَ, حيث نقدّم للناس خدمات علاجية متميزة ونوفّر للناس عناء السفر, كما أننا من خلال البرنامج نعمل في سبيل تطوير أداء الأطباء العاملين في المستشفى؛ لأن الطبيب الزائر يدخل غرفة العمليات والطبيب اليمني يرافقه، فالطبيب الزائر لديه خبرة متراكمة على مدى سنوات كثيرة, كما أن المستشفى يستغل وجود الأطباء الزائرين من الاستشاريين لرفع كفاءة الأطباء اليمنيين من خلال إقامة محاضرات قيمة، ولا يستقدم المستشفى إلا من يحمل درجة الأستاذية ولمدة لا تقل عن عشر سنين وأن يكون عميداً أو رئيس قسم في جامعة معترف بها عالمياً, كما أن وجود الأطباء الزائرين يُستغل لتدريب طلاب كليات الطب من مختلف الجامعات في العاصمة صنعاء.
فحوصات في ذات المستشفى
.. وفي ردّه حول شكاوى البعض من ارتفاع رسوم الكشف في برنامج الطبيب الزائر, وإجبار المرضى على إجراء فحوصات في ذات المستشفى؛ يقول الدكتور اسماعيل:
سعر الكشف يمثْل نصف ما قد يدفعه المواطن اليمني في الخارج, حيث إن بعض الأطباء يكشف ب150دولاراً, بينما يدفع المريض اليمني في البرنامج داخل اليمن أكثر من هذا المبلغ, ناهيك عن تكاليف السفر والإقامة وغيرها من التكاليف الباهظة عندما يقرّر المريض العلاج خارج اليمن, وبالنسبة للانتقادات حيال الطلب من المريض إجراء فحوصات في نفس المستشفى؛ أقول ليس في كل الحالات يطلب من المريض إجراء فحوصات؛ فلا يمكن أن يُطلب من المريض إجراء فحوصات إذا قام بعمل فحوصات سابقة من مختبرات نموذجية يعتمدها المستشفى؛ ولكن هناك بعض الفحوصات من المهم أن تُعمل في المستشفى لضمان الجودة وعدم حدوث أية مشاكل في المستقبل, وبشكل عام نحن نأتي بالطبيب الزائر لمن لديهم أمراض مستعصية، مثلًا طب أعصاب الأطفال لا يوجد أحد في اليمن متخصّص في هذا الشأن، وكنا نأتي بالدكاترة الألمان ويأتون من السعودية؛ ولكن اليوم وزارة الخارجية الألمانية عملت حظراً على دخول الأطباء الألمان إلى اليمن, ونحن نعاني مشاكل عند استقدام بعض الأطباء بسبب الوضع الأمني المتردّي في اليمن، فموضوع إقفال السفارات وتعليق عمل شركات الطيران سبّب لنا مشكلة كبيرة، ونرجو أن يستفيد من هذا البرنامج الكثيرون من الناس.
وأحب هنا أن أنوّه إلى أن وجود أطباء زائرين لا يعني عدم وجود كوادر يمنية؛ بالعكس هناك كوادر يمنية محترمة جداً, ولكن لا يوجد أحد في الطب يقدر يعمل كل شيء.
حاجة
.. ويرى الأمين العام لاتحاد المستشفيات الخاصة الدكتور سامي زايد:
أن برنامج «الطبيب الزائر» في السابق كان له حاجة لعدم توافر الكادر الطبي في بعض التخصصات وخاصة التخصصات النادرة «جراحة المخ والأعصاب، والقلب، وزراعة الأعضاء بأنواعها» ولكن اليوم اختلف الوضع عن السابق، حيث أصبح لدينا كادر يمني مؤهّل, وحقيقة أنه من بعد التسعينيات ظهر عدد من الأطباء اليمنيين الذين أثبتوا وجودهم وأثبتوا كفاءة عالية ومهارة ليست أقل من غيرهم.
التركيز على الدور التدريبي
وأضاف: وعندما لجأت المستشفيات إجمالاً والمستشفيات الخاصة لوجود برنامج “الطبيب الزائر” كان ذلك لتغطية العجز في السابق, أما في الوقت الحاضر فالسبب أنه لا توجد لديه ثقة بالكادر اليمني, أما المستشفيات الخاصة فبعضها لا يهمها سوى الربح، ونحن في الاتحاد نرفض ذلك ونقول لهم من حقكم أن تعملوا على زيادة الدخل ومن حقكم الاستثمار في هذا الجانب, ولكن يجب عليكم أن تتحرّوا عند طلبكم للطبيب الزائر, التأكد من درجته العلمية, وفحص ملف الطبيب الزائر والتأكد من إمكانياته وخبراته وأنه فعلاً قادر على أن يقوم بما يجب عليه فعله لعلاج المرضى, وللاتحاد العام للمستشفيات الخاصة في اليمن دور بسيط في هذا المجال؛ حيث نحاول أن نركّز على الدور التدريبي الذي هو الارتقاء بالعاملين في المستشفيات الخاصة بشكل رئيسي والدور التطويري، ونحن نركّز أيضاً على الجودة الصحية وقواعد سلامة المرضى, كما أن دورنا يعتبر مسانداً للأجهزة الرقابية التي حدّدها القانون والمتمثّلة في المجلس الطبي, والإدارات المعنية في وزارة الصحة ومكاتب الصحة في المحافظات, ومع ذلك وعندما يخالف أي مستشفى خاص للقوانين فنحن نرفض عضويته في الاتحاد.
المخيّمات الطبّية
.. وفي سياق متصل يقول الدكتور محمد يحيى المحبشي، مدير المخيّمات الطبّية في وزارة الصحة:
إن المواطن اليمني عرف المخيّمات الطبية قبل برنامج “الطبيب الزائر” وأن المخيّمات حقّقت نجاحات كبيرة تفوق ما حقّقته بعض البرامج الطبية، وإن الهدف الأساسي للمخيّمات الطبية كان ومازال تقديم خدمات طبية مجانية مميزةَ للمواطن اليمني في كافة أرجاء الوطن, حيث إن المخيّمات الطبية تعتبر إحدى أهم آليات وزارة الصحة العامة والسكان لإيصال الخدمات الطبية المجانية إلى المناطق الريفية والنائية, فهي تستهدف بواسطة الفرق الطبية المتنقلة فئات المواطنين محدودي الدخل وهي بعيدةَ عن برنامج “الطبيب الزائر” حيث تعمل كفريق طوارئ في حالة الكوارث الطبيعية والأزمات والحروب، ويعتبر نشر الوعي الصحّي بين المواطنين وكيفية التعامل مع الأمراض المعدية والمزمنة من أهم الأهداف التي تعمل عليها تلك المخيّمات.
إعادة التأهيل للكادر الفنّي
ويضيف المحبشي: إن الإعداد والتدريب وإعادة التأهيل للكادر الفني يعتبر هدفاً أساسياً للمخيّمات، حيث يقوم أطباء الدراسات العليا بتحضير الآلات الجراحية والمشاركة في العمل الجراحي ومتابعة الحالات بعد العمليات وتحت إشراف أساتذة متخصّصين وبما يضمن نجاح العمل الجراحي وتحقيق الهدف العلمي، ولأن الكثافة السكانية في اليمن تتركّز في المرتفعات الجبلية والسهول المترامية الأطراف؛ تأتي فكرة المخيّمات الطبيّة كاستراتيجية مناسبة لإيصال الخدمات المجانية إلى أولئك المواطنين والذين معظمهم من محدودي الدخل ولا يستطيعون السفر إلى المدن.
مميّزات
ويزيد: وتتميّز الفرق الطبية التابعة للمخيّمات المنضوية تحت قيادة وزارة الصحة بخصائص إجراء عمليات اليوم الواحد؛ أي العمليات التي لا تحتاج إلى البقاء في المستشفى لفترات زمنية طويلة للمتابعة، ومن أهم أهداف المخيّمات الطبّية تقييم العمل في المستشفيات التي يتم إجراء المخيّمات فيها من حيث الكادر الفني والإداري والوسائل والإمكانيات والتعرُّف على المعوّقات ورفع تقرير إلى الجهات المعنية بذلك للعمل على حلّها، والقيام بتنفيذ مخيّمات مشتركة مع الأطباء من خارج الوطن، والتنسيق والإشراف على كافة المخيّمات التي تتم إقامتها في اليمن، ورصد الحالات المرضية والمستعصية التي يتم اكتشافها أثناء فترة عمل المخيّم وتحويلها إلى المراكز المتخصّصة في الوقت المناسب.
تخصّصات
ويتابع: ويتم الإعلان عن إقامة مخيّم طبّي مجّاني في وسائل الإعلام المختلفة، ووضع لافتات وملصقات إعلانية في أماكن بارزة،َ ويتم نزول اختصاصيين في التخصّصات التي سوف يتم تنفيذها وبالتعاون مع الفريق المحلي، حيث يقومون بتقديم استشارات طبّية، ويتم عمل المخيّمات الطبّية على مراحل متعدّدة, وهي مرحلة الإعداد والمسح الميداني, ومرحلة الكشف الطبّي والتحضير للعمل الجراحي, ومرحلة التدخُّل الجراحي, ومرحلة ما بعد التدخُّل الجراحي، حيث يتم التركيز على التخصّصات الطبّية في أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة, وأمراض وجراحة العيون, والجراحة العامة, وجراحة التجميل والنساء والتوليد والمسالك البولية والأطفال والعظام والأوعية الدموية والفم والأسنان وأمراض الباطنية وأمراض الأطفال وأمراض الكلى والأمراض الجلدية والتناسلية والأمراض النفسية وأمراض القلب, والأشعّة فوق الصوتية, ومناظير الجهاز العصبي والصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة وتلفزيون القلب خلال فترتين عادة ما تكون صباحية ومسائية.
دعوة
ويضيف المحبشي: تم تنفيذ برامج المخيّمات في مستشفيات محافظات لحج وتعز وحضرموت وجزيرة سقطرى ومأرب والضالع والمهرة والبيضاء والمحويت وحجّة والحديدةَ وصعدةَ وعمران والمرحّلين الأجانب في سجون مصلحة الهجرةَ والجوازات, وها نحن ومن خلال صحيفة «الجمهورية» نوجّه الدعوة إلى الجهات المعنية في الحكومة والمجالس المحلية ومكاتب الصحة والسكان للعمل على تذليل الصعاب وتقديم العون لإنجاح المخيّمات الطبّية والعمل بنظام الشراكة والعمل التكاملي، كما أنني من خلالكم أتوجّه بالشكر إلى المؤسّسات الطبّيةَ التنموية التي تدعم المخيّمات ومنها مؤسّسة «طيبة للتنمية والنبراس والعون الإنساني والحياة والبصر واتحاد الأطباء النمساويين ومنظمة انتربلس الهولنديةَ وانتربلس الالمانيهَ, وجمعية الأطباء الألمان, ومنظمة ادرا والفرق الطبية التركية».
«الأخطاء المختبرية في اليمن» استهتار، وضعف الأجهزة الرقابية..!!
انتشرت في الآونة الأخيرة مئات المختبرات الطبّية في مختلف المناطق اليمنية؛ إلا أن معظمها لا تخضع لرقابة الجهات المعنية, وعلى إثر ذلك زادت الأخطاء المخبرية دون مبالاة واكتراث من قبل أصحاب بعض المختبرات للنتائج المأساوية التي تخلّفها تلك الأخطاء القاتلة، فشخص ما يأتي إلى مختبر معيّن ليجري فحوصات دورية؛ فيقال له إنه مريض ب«السكّر» وبعد أن يستخدم العلاج يتضح له أنه غير مصاب بالسكري ولا هم يحزنون, و آخر يُقال له إنه مصاب بفيروس الكبد، وبعد أيام يقوم الشخص بإعادة ذات الفحص في مختبر آخر ويتضح له أنه “خطأ مخبري” في هذا التحقيق نبحث عن الأسباب الحقيقية للأخطاء المختبرية، والعمل للحيلولة دون وقوعها وذلك بإجراء لقاءات مع المعنيين من المواطنين والمسؤولين في وزارة الصحّة ومختبر الصحّة المركزي وآخرين..
نادر البوساني, شاب في مقتبل العمر حصل على فرصة عمل في المملكة العربية السعودية, وعندما تهيّأ للسفر طُلب منه إجراء فحوصات طبيّة شاملة في أحد المختبرات بالعاصمة صنعاء للتأكد من خلو جسمه من الأمراض المعدية وغيرها, وعند استلام النتيجة فوجئ بإخطاره أنه مصاب بفيروس «الإيدز» النتيجة شكّلت صدمة وفاجعة قوية للشاب نادر، وبعد أسبوع وبإلحاح من والدته قرّر نادر إعادة إجراء الفحص في مختبر آخر؛ وإذ بالنتيجة تظهر أنه سليم ومعافى من أي مرض, لم يسكت نادر فقرّر أن يلاحق المختبر الذي أخطأ في تشخيص حالته بواسطة جهات الضبط القانونية, وقام بتوكيل إخوته لملاحقة القائمين على المختبر وسافر إلى العمل في السعودية؛ إلا أن إخوته تعبوا وملّوا ولم يجدوا إنصافاً من المعنيين فأهملت القضية بحسب ما ذكره لنا نادر البوساني..!!.أما أمين الأموي فيحكي ما حدث من خطأ مخبري وطبّي لوالدته المرحومة صفية عبدالله اسماعيل يعقوب التي دخلت إلى أحد المشافي الخاصة في مدينة تعز مشياً على رجليها لا تعاني سوى من فقر في الدم لتخرج محمولة على الأكتاف بعد أن فارقت الحياة, حيث تم تغيير دمها بفصيلة مختلفة عن فصيلتها ما أدّى إلى وفاتها, فقد تم حقنها بقربة دم 500 سي سي فصيلة AB, فيما فصيلتها A+ وفي حين أن واحد سي سي يعتبر كافياً للتسبب بالوفاة فما بالنا ب500 سي سي..؟!.
الخطأ الطبي هذا أكده تقرير المستشفى والطبيب المعالج نفسه من دون أن يشعروا بذلك وأكده تقرير اللجنة الطبية المكوّنة من مكتب الصحة بمحافظة تعز والذي على ضوئه أحيلت القضية إلى النيابة بناء على طلب أقرباء المتوفية، وحرصاً منهم على أن ينال المخطئون والمستهترون بأرواح الناس جزاءهم وفقاً للقانون، وهو ما اعتبروه خدمة للناس والمجتمع عامة خاصة مع ازدياد هذه الحوادث بشكل لافت دون رادع.
المحاليل الطبّية أو عدم خبرة وتأهيل الطبيب
وعند سؤالنا عن الأسباب الحقيقية للأخطاء المخبرية، يقول الدكتور أحمد عجيلي، مدير عام المختبر المركزي في صنعاء: الأخطاء المخبرية تنقسم إلى أخطاء من خارج المختبر الطبي ويمكن تسميتها «أخطاء ما قبل التحليل» منها طلب فحص غير مناسب أو عدم تسمية الفحص أو التحليل بصورة محدّدة أو خط الطبيب الذي يطلب الفحص وهو غير واضح وغير مقروء بشكل صحيح, وهذه الأخطاء يمكن تلافيها قبل إجراء الفحص من قبل المخبريين أنفسهم، وهناك أخطاء تتعلّق بنوعية الفحص وعملية سحب الدم أو أخذ العيّنة من المريض وهي التي تتعلّق باستقبال المريض وسحب العيّنات ومنها أخذ اسم المريض خطأ أو غير كامل وأحياناً يكون هناك تشابه في الأسماء, أو الكتابة بطريقة خاطئة ما يؤدّي إلى تحضير أنابيب خاطئة لسحب العيّنة, أو إجراء الفحص دون التأكد من الشروط الخاصة به مثل السائل المنوي أو الدهون, كذلك التعامل مع أكثر من مريض في نفس الوقت يؤدّي إلى تبديل عيّنات البول والبراز..!!.
ومن الأسباب الحقيقية للأخطاء المخبرية هو عدم مراعاة النسبة الصحيحة بين الدم ومانع التجلُّط, وأحياناً القيام بسحب عيّنة دم متكسرة, أو التأخر في سحب العيّنة مما يعرّض الدم إلى التجلُّط, أيضاً قيام المخبري بسحب عيّنة دم غير مكتملة خاصة في التحاليل التي تتطلّب كمية محدّدة من الدم, أو الخطأ في اختيار المادة المانعة للتجلُّط, ومن أهم المشكلات الشائعة عدم كتابة اسم المريض على الأنبوبة المحتوية على الدم بعد سحب العيّنة, أو تخزين العيّنة في ظروف خاطئة.
ويؤكد عجيلي أن الأخطاء المخبرية في مختبر الصحّة المركزي تكاد أن تكون منعدمة لوجود نظام صارم وفق معايير الجودة العالمية يلتزم به كل العاملين في المخبر وهم على درجة عالية من الكفاءة والتأهيل, ولكن الإشكالية تكون في باقي المختبرات سواء الحكومية أم الخاصة.
عدم تفعيل قرار بالرقابة
وتقول نائبة مديرة الجودة في مختبرات الصحة المركزية الدكتورة هدى النظاري: إن الدولة كانت قد أقرّت في السابق أن يشرف ويراقب مختبر الصحة المركزي التابع لوزارة الصحة على أداء المختبرات الحكومية والخاصة؛ إلا أن القرار لم يفُعّل بسبب أمور إدارية وتغيير المديرين وغيرها من العراقيل غير المبرّرة, وهذا الأمر ساعد على زيادة ظاهرة الأخطاء المخبرية في التشخيص, ويرجع الخطأ في العيّنة إلى الطبيب نفسه الذي أخذ العيّنة من المريض, وبالنسبة للتشخيص أحياناً يكون من المخبري، وأحياناً المحاليل تكون منتهية الصلاحية ويتم استخدامها, وعادة الأخطاء تكون شائعة في فحوصات «السكّر» حيث يتم إخبار المريض أنه مصاب بالسكر بسبب عدم حصول معايرة للجهاز, وأحياناً عدم القيام بالصيانة الدورية للجهاز المخبري, كذلك انقطاع الكهرباء بشكل مفاجئ وعدّة مرات في اليوم يتسبّب في تعطيل الأجهزة؛ وهذا ينعكس على جودة الفحص, وبالنسبة للسرطانات وبعض الأمراض المستعصية فمختبر الصحة المركزي بحسب الدكتورة هدى يقوم بتجهيز العيّنات للطبيب ويتعاقد مع طبيب محترف وحاصل على الدكتوراه في هذا المجال وبجودة عالية.
دعوة لمراقبة المختبرات
وعن الآلية المتّبعة للرقابة على سير الفحص أو التحليل الطبّي, تقول النظاري: رئيس القسم لا يخرج أي فحص إلا بعد أن يتابعه من الطبيب المخبري الذي قام بفحص العيّنة، فرئيس القسم هو أكثر شخص مؤهّل, لذا نقول إن الجودة في المختبرات الطبّية هي أن تحصل على نتيجة سريعة بأقل كلفة وأكثر ضماناً, وعليه نطالب بتشكيل لجنة لمراقبة ومعاينة جميع المختبرات المنتشرة في عموم المحافظات اليمنية.
التطوّر خفّف من الأخطاء
من جانبه يقول الدكتور سامي زايد، الأمين العام لاتحاد المستشفيات الخاصة في اليمن: إذا أخذنا المختبرات الطبّية على شكل وحدات مستقلّة والوحدات في المستشفيات التي ارتبطت بمفهوم الجودة المختبرات الطبّية هي عبارة عن فحوصات، وهذه الفحوصات تجرى بشكل رئيسي، وهناك أجهزة جديدة وحديثة ليست كالسابق, حيث كانت المختبرات تُفحص بشكل يدوي، والمخبري نفسه هو الذي يفحصها بنفسه بالميكروسكوب ويكتب النتيجة؛ لكن الآن أصبحت كلها عيّنات وتجرى عبر أجهزة، وما على المخبري إلا أن يجهز العيّنات ويضعها في الجهاز وتظهر له النتيجة، وهذه الأجهزة مرتبطة بمعايير تأتي من المصنع، والمخبري مثلاً يعاير الجهاز كل يوم صباحاً ويشيك عليه, حيث لابد من اتباع الخطوات التي وضعت من قبل المصنع وهي خطوات تخضع لمعايير الجودة، والآن المختبرات تعتبر أول وحدات صحية إن صحّ التعبير موجودة في المستشفيات أو خارجها والتي اعتبرت عملها ضمن معايير الجودة الخاصة بها والمعايير المحدّدة من قبل المصنّعين؛ وبالتالي خفّف هذا بشكل كبير من الأخطاء الطبّية في المختبرات التي تحصل أثناء فحص العيّنات؛ سواء عيّنات من الدم أم أي إفرازات أخرى من الجسم «البول والبراز أو الرئتين» والفحوصات الهيزبروفيزية وفحوصات الأنسجة وغيرها من الفحوصات.
فئات مخبرية
ويضيف الدكتور سامي: في أمانة العاصمة نستطيع القول إن هناك ثلاث أو أربع فئات من المختبرات الطبّية, ففي الفئة الأولى الجديدة والتي تلتزم بمعايير الجودة العالمية والتي تمتلك أجهزة مخبرية جديدة وحديثة ومتطوّرة ولديها الإمكانيات لعمل الفحوصات المطلوبة أينما كانت من قبل الأطباء والتشخيص الجيّد ويوجد لديها كادر مؤهل، أما المختبرات في الفئة الثانية فهي متوسّطة الحجم تعتبر جيّدة لديها كادر مؤهّل؛ ولكنها غير ملتزمة بمعايير الجودة ولا تستطيع أن تعمل كل الفحوصات فيها لأنها مختبرات لا تمتلك كل الأجهزة التي يتطلّب من خلالها عمل فحوصات بشكل ممتاز.
أما الفئة الثالثة؛ فهي المختبرات المتواضعة والبسيطة والتي مازالت تعمل بشكل النمط القديم، وكلها معتمدة على المخبري والعامل اليدوي ولا توجد لديها أجهزة متطوّرة، والكادر الذي لديها نستطيع نقول إنه متواضع وإمكانياته بسيطة ومعلوماته قديمة، وهذه المختبرات للأسف موجودة بأعداد لا بأس فيها في أمانة العاصمة وعدد من المحافظات اليمنية.
الأخطاء العامة
ويقول الأستاذ الجامعي والطبيب المخبري صلاح الشلالي: إن هناك أخطاء واردة من داخل المختبر الطبّي, ويُقصد هنا الأخطاء العامة في المختبرات الطبّية وفق رؤية علمية وهي التي تتعلّق بطريقة العمل داخل المختبر لاستخراج النتائج ومنها الخطأ في اختيار الطول الموجي المناسب للفحص أو التحليل وكذا الخطأ في برمجة الأجهزة واستخدام كيماويات منتهية الصلاحية, والتأكد من أن الفحص المستمر للمشغلات ليس به تعكير أو ترسيب أو تغيير في اللون, وأحياناً يكون هناك تخفيف في العيّنات وعدم حساب التخفيف في النتيجة النهائية, وكذا عدم الدقّة في التعامل مع الماصات وأدوات سحب السوائل, أو استخدام أدوات غير نظيفة أثناء إجراء الفحص وأحياناً يكون هناك عدم متابعة درجات حرارة الحضانة أو حمام الماء.
ضرورة الوعي الكامل
ويضيف: لذا لابد من وجود وعي كامل بما يخصُّ عمل المختبرات عند الطبيب المخبري أولاً, ومن ثم وجود وعي عند المريض أو الشخص الذي يقوم بإجراء فحوصات اعتيادية, ويجب على الطبيب المخبري تجنُّب الخطأ في كتابة النتائج الرقمية أو الخطأ في كتابه المعدّل الطبيعي للتحليل أو تبديل البيانات مكان بعضها أو كتابة تعليق خاطئ على نتيجة التحليل, أو كتابة اسم المريض أو اسم الطبيب خطأ, ولابد من مراجعة تطابق النتيجة مع الحالة الإكلينيكية للمريض وتوافقها مع باقي تحليلات المريض, ولابد من مقارنة نتائج المريض بنتائجه السابقة وخاصة تحليلات السيولة – الأدوية – المناعة – ودلالات الأورام والجلوكوز، وأيضاً يجب على العاملين في المختبرات الطبّية الإلمام وكيفية التعامل مع العيّنات الطبّية، والتعامل السليم والحذر مع استلام كل عيّنة مريض.
احتياطات خاصّة
ويواصل الشلالي: كما أنه يجب مراعاة الاحتياطات الخاصة لبعض التحاليل الطبية لضمان دقة النتائج، فعلى سبيل المثال دهون الدم؛ يُشترط على من سيخضع للفحص الصيام لمدة من 12 - 14ساعة على الأقل، مع الامتناع عن الدهون في اليوم السابق للفحص، مع العلم أن النظام الغذائي قبل أسبوعين على الأقل سيؤثّر على النتائج، ومثلاً فحص «السكّر» يجب أن يكون الشخص الذي سيخضع للفحص صائماً لمدة 8 ساعات، كما يجب التأكد من أن المريض أحضر العيّنة دون أن يضيف إليها الماء أو الصابون السائل ولم يقم باستبدال العيّنة بعيّنة أخرى أحضرها معه، لذا يفضّل أن يأتي المريض ويُحضر العيّنة في غرفة معزولة لا تحتوي على مصادر ماء أو مواد يمكن إضافتها، وأحياناً يجب فحص ثلاث عيّنات براز على الأقل في ثلاثة أيام متتالية، حيث إن الاعتماد على عيّنة واحدة لا يكفي لنفي المرض.
ومع ذلك نقول إن الأخطاء المخبرية لا تكاد تكون مشتركة، ولا يمكن تحميل الطبيب المخبري كل الخطأ، وفي ذات الوقت لا يمكننا أن نلقي بالمسؤولية وحدها على المريض, وفي الأول والأخير يجب أن يراقب الطبيب المخبري وأصحاب المختبرات الله عزّ وجل في السر والعلن؛ سواء في تقديم أجهزة ذات كفاءة عالية أم تدريب وتأهيل طبيب مخبري قادر على مجاراة التطوّرات الهائلة في الاختصاصات المخبرية.
تحتاج إلى البت في حال الاستقرار
قضايا كثيرة مطروحة على المعنيين في البلد وتحتاج إلى البت فيها في حال استقرار الوضع العام في البلاد بحسب الدكتور عبدالقوي الشميري، أمين عام نقابة الأطباء اليمنيين, حيث قال: موضوع الأخطاء المخبرية هو جزء من الأخطاء الطبّية التي يجب أن يتم حلّها وفق القوانين النافذة, وبحسب اختصاص الجهات المسؤولة عن التحقيق فيها ومنها المجلس الطبّي الأعلى.
الأمانة والالتزام بالمعايير
بدورنا توجّهنا إلى المجلس والتقينا رئيسه الدكتور زايد أحمد عاطف والذي أكد أهمية الحفاظ على أخلاقيات المهنة ونزاهتها، وعلى الارتقاء بمستواها، فالطبيب المخبري تقع على عاتقه أمانة كبيرة, لذا يجب الالتزام بالمعايير الصحّية الواجب توافرها في المختبرات الخاصة والعامة، ووضع معايير الجودة وسلامة المريض, وهذا ضمن أولوية المجلس الطبي في المرحلة الراهنة, وعند استتباب الأوضاع في اليمن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.